دمشق – العرب اليوم
دخلت امرأة في احدى ضواحي دمشق إلى غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية بسيطة لا تستغرق نصف ساعة ليخرج الطبيب بعد ذلك ليخبر زوجها أنها في حالة خطرة ويجب نقلها إلى مشفى آخر إلا أن الزوجة فارقت الحياة بعد نصف ساعة من إجراء العملية .
حالة أخرى تكررت أيضاً في مشفى آخر الا ان المريضة فارقت الحياة على الفور تاركة زوجا مكلوما وطفل يتيم وكل ذلك بسبب الاهمال الطبي الذي اصبحت تعاني منه المشافي السورية بشكل كبير .
وعلى الرغم من أن العملية القيصرية أصبحت شائعة بشكل كبير في المجتمع السوري لأنها تعتبر اسهل بالنسبة للام والطبيب وتخفف من ساعات انتظار الولادات الطبيعية الا انها تحولت بفعل اهمال التعقيم في المشافي واخطاء الاطباء الى كابوس يهدد حياة الامهات ولا سيما الصغيرات منهن .
وأكد الدكتور حسان الحلبي المختص في الطب النسائي أن العملية القيصرية تجرى لأسباب معينة بديلا عن الولادة الطبيعية مشيرا الى ان اخطارها في الحالاات العادية قليلة وتتعلق بجسم الام ومقاومته .
وبين ان القيصرية مثل كل العمليات ممكن ان تتعرض لاختلاطات واخطاء طبية مشيرا الى اهمية التعقيم ووجود كادر مؤهل لتفادي الاخطاء التي يمكن ان تودي فعلا بحياة المريضة .
نقيب الأطباء السوريين عبد القادر حسن أن النقابة اتخذت إجراء صارماً بالعديد من الأطباء نتيجة أخطاء فادحة وشطبت قيدهم بالنقابة وشمعت عياداتهم بالشمع الأحمر ومنعتهم من مزاولة المهنة..
و قال الحسن: إنه في حال كان الخطأ في مشفى خاص فإنه تقدم شكوى إلى الفرع المختص ثم يتقدم الطبيب إلى مجلس التأديب الذي يتألف من قاض ومستشارين لتبيان حقيقة الواقعة هل ناتجة عن خطأ أم هو اختلاط ناتج عن سبب فني أو تقصيري يتعلق بالتجهيزات، مشيراً إلى أن الحكم يطلق بحسب كل حالة.
وأضاف الحسن: إن هناك حالات تحدث نتيجة تحسس المريض من المخدر في البداية ما يؤدي إلى الوفاة لكن هذا الأمر خارج عن إرادة الطبيب على حين إذا حدث للمريض نزيف فإن النقابة تبدأ بالتحقيق بالموضوع لتبيان هل هو ناتج عن خطأ الطبيب أم أمر آخر خارج عن إرادته، لافتاً إلى أن هناك حالات تسببت بسجن الطبيب.
وبيّن الحسن أن حدوث بعض الأخطاء الطبيبة قد تكون ناتجة أن المادة المخدرة ليست بالمستوى المطلوب أو هناك أخطاء فنية بالتخدير مؤكداً أن هناك مبدأ يقول لا طبيب في الدنيا يريد أن يفشل عمله لأن ذلك يمس سمعته ولذلك يحرص كل طبيب أن يكون عمله ناجحاً إلا أن هناك ظروفاً قاهرة خارجة عن إرادته.
وأكد الحسن أن الشكاوى على النقابة ليست كثيرة، لافتاً إلى أن النقابة لا تتهاون في هذه الشكاوى وهذه رسالة لكل مواطن، موضحاً أن مجلس التأديب يتكون من شخصيات مختلفة ولذلك من الطبيعي ألا ينحاز المجلس إلى الطبيب، لافتاً إلى أن القضاء أعلى من النقابة وهو يوجه باتخاذ العقوبات بحق الطبيب المخالف.
وأوضح الحسن أن العقوبات الطبية متسلسلة تبدأ بالتنبيه الموجه إلى المسجل ثم إنذار الطبيب إلى إغلاق العيادة من شهر إلى ثلاث سنوات أو إغلاق نهائي وذلك بحسب الأخطاء المرتكبة من الطبيب، مبيناً أنه دائماً الأخطاء البسيطة أو غير المقصودة تكون عقوبتها التنبيه على حين الأخطاء الفادحة فيها كل العقوبات.
أرسل تعليقك