أبوظبي ـ وكالات
لا تدخر الجهات المعنية في الدولة جهدا في الحفاظ على الثروة البشرية، وتكثيف الجهود للحفاظ على صحة المواطن والمقيم على أرض الوطن، وتأمين كل ما من شأنه أن يؤدي إلى سلامة الفرد وأمنه، ومع ذلك نجد أن بعض الأمراض الفتاكة تتنافس في حصد الارواح، في حين الجهود المبذولة في مواجهة ذلك والحد منه قائمة ومستمرة.
وفي ثنايا الحوار التالي مع الدكتورة جلاء طاهر رئيس قسم مكافحة السرطان والوقاية في هيئة الصحة بأبوظبي، نتعرف إلى ثاني أخطر مسببات الوفاة بين الرجال والنساء في الدولة، حيث تكشف أن هناك خمسة أنواع من السرطانات الشائعة التي تتسبب بوفاة النساء وفق احصائيات الهيئة خلال السنوات الماضية، وهي سرطان الثدي والقولون والمستقيم، وسرطان الدم والكبد والبنكرياس، كما أن أكثر 5 أنواع شائعة من السرطانات التي تتسبب في وفاة الرجال هي سرطانات الرئة والقولون والمستقيم والكبد وسرطان الدم والبنكرياس.
وحول وفيات المرض أشارت إلى أن الوفيات التي تسبب فيها المرض خلال العام قبل الماضي 2011 بين المواطنين والمقيمين بلغت 403 وفيات في إمارة أبو ظبي، من بينها 229 وفاة بين الذكور بمعدل 13.2 لكل 100 ألف من السكان، و174 وفاة بين الإناث بمعدل 25.5 لكل 100 ألف من السكان، فيما بلغ إجمالي الوفيات بين المواطنين بسبب هذا المرض 137 وفاة منها 79 وفاة بين الذكور و58 وفاة بين الاناث.
وفيما يتعلق بكيفية وطريقة الابلاغ عن حالات السرطان المكتشفة في المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية في إمارة أبو ظبي؟ قالت الدكتورة جلاء طاهر: مع بداية العام الجديد 2013 أوجبت هيئة الصحة على جميع المؤسسات الصحية سواء الحكومية أو الخاصة بأن تكون البلاغات المرسلة عبر نظام التبليغ الاليكتروني ونظام المطالبات الالكترونية متوافقة مع المتطلبات الجديدة للبيانات خلال الرابط المتوفر على موقع الهيئة، مشيرة إلى أن هيئة الصحة ـ أبو ظبي أوجبت على كافة منشآت الرعاية الصحية التسجيل للتمكن من استخدام النظام الالكتروني، وعقدت مجموعة من ورش العمل التدريبية عن كيفية التسجيل وإرسال البيانات من خلال الموقع.
كما طالبت الهيئة في وقت سابق جميع منشآت الرعاية الصحية بما فيها المستشفيات والعيادات والمستوصفات ومراكز التشخيص مثل المختبرات ومراكز الأشعة، الإبلاغ الكترونيا عن جميع حالات السرطان الجديدة التي تم تشخيصها ابتداء من 1 يناير 2012 علما بأن نظام التبليغ متاح على موقع الهيئة وتم العمل به اعتبارا من أكتوبر الماضي.
وأضافت الدكتورة جلاء طاهر أن الهيئة أنشأت نظام التبليغ الالكتروني للسرطان، وذلك لتأسيس سجل إمارة أبو ظبي للسرطان بهدف تحديد عوامل الخطر للسرطان وتخطيط ومراقبة وتقييم التداخلات الصحية وللمراقبة
وحول انجازات برنامج "تعزيز الصحة والتوعية بالسرطان" خلال عام 2012 قالت الدكتورة: إن أهم إنجاز تحقق هو خفض نسبة الوفيات بين المواطنات المصابات بالمرض إلى 5.6 وفيات لكل 100 ألف سيدة، كما زادت فحوصات الثدي باستخدام (الماموجرام) خلال العام الجاري إلى حوالي 15 ألفا و749 فحصا بنسبة زيادة 11% مقارنة بالعام 2011 الذي تم خلاله إجراء حوالي 14 ألفا و227 فحصا، مشيرة إلى أنه خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي 2012 تم اكتشاف 50 إصابة بسرطان الثدي من أصل 3 آلاف فحص أجريت خلال الشهرين. وفيما يخص عبء مرض سرطان الثدي في الدولة خلال السنوات المقبلة على ضوء التقديرات العالمية لمعدلات الانتشار توقعت تشخيص600 حالة في عام 2020 وترتفع إلى ألف حالة في عام 2025 .
وإيمانا بأهمية التصدي لعبء مرض سرطان الثدي في أبوظبي، أشارت الدكتورة جلاء إلى زيادة مراكز الفحص المبكر لسرطان الثدي لتصل إلى 18 مركزا إضافة إلى 4 وحدات متنقلة موزعة على مناطق الدولة مقارنة بمركزين في عام 2008 ، محققاً انخفاضاً لعدد حالات سرطان الثدي المكتشفة في وقت متأخر في عام 2011 بنسبة 27%.
سرطان عنق الرحم
وتحدثت الدكتورة طاهر عن سرطان عنق الرحم قائلة: أنه يعد ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء بعد سرطان الثدي، وتصل نسبته إلى 7.2٪، وما يقرب من نصف حالات الإصابة بهذا السرطان تحدث بين النساء ممن تتراوح أعمارهن بين 35-55سنة. مضيفة: إن التطعيمات تساعد في الوقاية من بعض أنواع السرطان فقد يمنع التطعيم من فيروس الورم الحليمي البشري من حدوث 70 ٪ من سرطان عنق الرحم، كما يمنع لقاح فيروس التهاب الكبد (بي) الإصابة بمرض التهاب الكبد الذي يسبب سرطان الكبد.
علما أن التدخين هو أخطر العوامل المسببة للسرطان، حيث تعزى إليه 22٪ من وفيات السرطان في العالم، و 71٪ من وفيات سرطان الرئة عالميا. وأضافت أنه تم تطبيق برنامج التطعيم ضد مرض سرطان عنق الرحم في إمارة أبوظبي على جميع الطالبات في المرحلة الحادية عشرة بعمر 15 ـ 17 سنة في المدارس الحكومية والخاصة، ويعطى اللقاح مجانا لافته إلى أن تجربة أبو ظبي والامارات تعد من التجارب الرائدة في منطقة الشرق الأوسط. تثقيف المجتمع
أكدت الدكتورة جلاء طاهر أنه في اطار الرعاية الكريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي، لبرامج الصحة العامة لهيئة الصحة أبوظبي تم خلال العام الجاري تنظيم عدد كبير من الفعاليات المجتمعية كالمسيرات الرياضية، وعروض الأزياء، والندوات التثقيفية العامة في مختلف المواقع الحيوية والرئيسية إضافة إلى مطبوعات وكتيبات وأفلام تعليمية وثائقية، وعرض بوسترات في أماكن العناية بالصحة، وزيارة مراكز الفحص، وكل ذلك بهدف إذكاء الرأي العام بأهمية الفحص والكشف المبكر عن تلك الأمراض.
أرسل تعليقك