إخفاق لبنان في تحقيق الاكتفاء الذاتي بعدد القرنيات
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

إخفاق لبنان في تحقيق الاكتفاء الذاتي بعدد القرنيات

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - إخفاق لبنان في تحقيق الاكتفاء الذاتي بعدد القرنيات

بيروت ـ وكالات

أن قطاع وهب القرنية وزرعها في لبنان غير منظّم. فكم من مؤسسات اجتماعية أو جمعيات خيرية تقوم بتلك العمليات من دون أن توفّر تلك الجمعيات الشروط الطبيّة والعلمية اللازمة. ما يوجب العمل، وفق منسّقة اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة (نوودت - لبنان) فريدة يونان على إنشاء نظام متكامل مرتكز على قوانين حديثة. مع العلم ان عمليات وهب وزرع الأنسجة والأعضاء البشرية في لبنان تستند حتى الآن إلى مرسوم تشريعي صادر في 16 أيلول 1983، ومرسوم تطبيقي صادر في 20 كانون الثاني 1984. حيث سيصدر مجلس النواب في الفترة المقبلة قوانين تحديثية تنظّم آلية تلك العمليات. وهنا لابدّ و بإصرار على ضرورة تنظيم القطاع في لبنان، وعلى أهمية نشر رسالة إيجابية مفادها أن وهب القرنيتين يساعد المرضى ويعيد لهم نظرهم، وعلى رفع الوعي في سبيل تأمين الاكتفاء الذاتي، إذ ما زال لبنان يستورد القرنيات من الخارج ويتكلّف المرضى مبالغ مرتفعة. اذا ما نظرنا الى تجربة فرنسا التي حقّقت اكتفاءً ذاتياً منذ أربعة أعوام، حيث بلغ عدد القرنيات التي تم وهبها في العام 2011، 9985 وبلغ عدد القرنيات التي تم زرعها 3846 ! لا يكفي عدد القرنيات التي يتم وهبها في لبنان حاجة المرضى الذين ينتظرون زرع قرنية لأن حسب منسّقة اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة (نوودت - لبنان) فريدة يونان، تم إجراء 68 عملية وهب لقرنية في العام 2012 بينما تبلغ الحاجة خمسمئة قرنية سنويّا. وفي هذا السياق اعتبر المدير الطبّي لبنك العيون التابع لوزارة الصحة العامة الدكتور الياس ورّاق، بأن عملية زرع القرنية تشكّل حاجة لبعض المرضى في سبيل استعادة نظرهم. ويعتبر المرضى المصابون بتقوّس القرنية (Keratoconus) الأكثر حاجة لزرع قرنية في لبنان. كما ان عملية زرع القرنية أسهل من عمليات زرع الأعضاء الأخرى في الجسم، إذ لا توجب التطابق ببعض الخصائص البيولوجية بين الواهب والمتلقّي بما أن الدمّ لا يجري في القرنية، ويمكن أخذ القرنية من الأشخاص الذين توقّفت قلوبهم عن النبض أو المتوفين دماغيّا. كما ويشرح ورّاق: «تتلقى اللجنة الوطنية أو البنك اتصالا من المستشفى أو من الأهل يعلن وجود واهب، يتوجّه التقني إليهم ويوقّع المعنيون الأوراق اللازمة. حيث يطلب من الأهل إغلاق جفون المتوفى ووضع كمادات باردة عليها. اذ يجري التقني المدرّب عملية استئصال للقرنيتين ويأخذ عينة دم من الواهب. وهنا يقوم المختبر التابع للبنك بتحليل الدم وفحص خلايا القرنية للتأكّد من سلامتها، وبعدها يتمّ اختيار المرضى الموجودين على لائحة الانتظار وفق الترتيب الزمني. كما وتشمل فحوص الدم فحص التهاب الكبد «B» و«C»، فحص فيروس العوز المناعي البشري «HIV» وفحص مرض الزهري «syphilis»، ويتمّ رفض القرنية إذا تبيّن أن الواهب مصاب بأحد تلك الأمراض. اذ بلغت نسبة القرنيات المرفوضة في العام الماضي سبعة في المئة. مع الاشارة الى ان كلفة عملية زرع قرنية، في حال تأمينها في بنك العيون، مئتي دولار. تشمل تلك الكلفة فحوص الدم وكلفة مادة «Optisol» لحفظ القرنية. كما ويراعي بنك العيون، المعايير العلمية والشروط الطبيّة والأخلاقيّة من دون إحداث تشويه في الجثّة، ومن دون التمييز بين المتلقّين، و ايضا" من دون التمييز بين متلقٍّ لبناني أو غير لبناني، والحفاظ على السريّة. في هذا المضمار لاحظ الدكتور ورّاق ارتفاع معدّل عمليات وهب القرنية في لبنان مقارنة بالأعوام الماضية (بلغ العدد في العام 1999 أربع عشرة عملية وهب قرنية فقط)، وانخفاض عدد المرضى على لائحة الانتظار، من سنتين إلى نحو بضعة أشهر، وزيادة الوعي في شأن أهمية وهب القرنية، وتعزيز الثقة بين المرضى والجهات المعنية. لافتا" إلى انخفاض عمر الواهبين (وفيات حوادث السير وغيرها)، ما يترافق مع تحسّن نوعية القرنيات وخصائصها. الجدير ذكره الى ان بنك العيون التابع لوزارة الصحة العامة تأسّس في العام 1999 في الكرنتينا بهدف توفير الأنسجة بطريقة مجانية، وجمع البيانات الوطنية. الا ان عمليات وهب القرنيات وزرعها في لبنان قبل العام 2000، بحاجة إلى الشروط الطبيّة اللازمة من فحص الواهب إلى فحص نوعية القرنية. كما وترافقت عمليات الوهب، في ذهن البعض، بمعتقدات خاطئة اهمها : تشويه الجثة، عدم احترام النصوص الدينية، المتاجرة بالأنسجة، ضرورة معرفة هوية المتبرّع والمتلّقي موضحا" الدكتور ورّاق أن عملية استئصال القرنية لا تشوّه الجثة، وأن الأديان لا تعارض عمليات الوهب والزرع، وأن المعايير العالمية توجب عدم كشف هوية الواهب والمتلقي، وأن الجهات الرسمية لا تتوخى الربح المادي. وهكذا ان إخفاق لبنان في تحقيق الاكتفاء الذاتي بعدد القرنيات في تقاعس الجسم الطبّي من أطباء وممرضين بنشر الوعي وتثقيف الأفراد في المجتمع في شأن أهمية وهب القرنيتين. حيث أعلن المدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار عن تنظيم الآليات والإجراءات العملية، منها: توحيد لوائح المرضى المحتاجين إلى زرع قرنية، اعتبار اللجنة الوطنية الجهة الوحيدة المخوّلة توزيع الأعضاء والأنسجة، عدم السماح باستئصال القرنية إلا لأطباء العيون، أو التقنيين والممرضين المدرّبين الموثوق بهم من قبل اللجنة، فحص القرنيات في بنك العيون والتأكد من إجراء فحوص الدم على الواهب، تأمين تقنيين في المناطق البعيدة، تسجيل الأطباء مرضاهم على اللائحة الوطنية، ومتابعة وضعهم الصحي.  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إخفاق لبنان في تحقيق الاكتفاء الذاتي بعدد القرنيات إخفاق لبنان في تحقيق الاكتفاء الذاتي بعدد القرنيات



GMT 09:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مدير مستشفى في لبنان وستة من رفاقه في غارة إسرائيلية

GMT 18:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول عدة فناجين من القهوة يوميا ربما يقي من أمراض القلب

GMT 18:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الكافيين له تأثير على الجهاز العصبي والمخ بشكل كبير

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف علامات الإنذار المبكر لمرض "ألزهايمر"

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف الصلة بين مرض السكري والأوعية الدموية

GMT 18:08 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الالتهابات السبب وراء ارتباط أمراض القلب بالاكتئاب

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رائحة الفم الكريهة مؤشر على الإصابة بمرض في الجهاز الهضمي

GMT 18:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة تُحدّد مدى قدرة جسدك على محاربة الالتهابات المؤلمة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon