بيروت ـ وكالات
يعاني لبنان من مشكلة عدم اعتماد معايير واحدة في نقل الدم والتبرّع به في جميع المستشفيات خصوصاً النائية منها، فضلاً عن ضياع المتبرّع بين الشروط التي يجب أن يستوفيها من مستشفى الى آخر في ظل غياب التوعية و تعميم ثقافة التبرّع في الدم وعدم ارتباطها فقط بالحاجة الملّحة، وأهميّة أن يتصل المتبرّع ببنك الدمّ في حال شعوره بوعكة أو مرض في الأسبوع الذي يلي عمليّة التبرّع.خصوصا"أنّ التبرع بالدم هو من الأمور الأساسية التي يفترض أن تكون أصبحت "عادة" في المستشفيات، لأن من شأن هذه العملية البسيطة في الكثير من الأحيان إنقاذ حياة الكثير من المرضى، ولو في اللحظة الأخيرة.
شروط صحية
يتكون الدم عادة من 8 % من وزن الشخص البالغ و20 % من كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة تذهب الى الدماغ محملة بمادة الاوكسيجين الاساسية للحياة بينما حجم دم المرأة الحامل يزداد بنسبة 45 % عندما تقترب من الولادة.وانطلاقاً من ذلك، علينا أن نعلم أنّ كل نقطة دم تساعد جريحاً أو مصاباً بنزيف دموي اثناء عملية جراحية أو آخر يعاني من فقر دم أو مرض مزمن أو أم بحاجة لدم اثناء الولادة. ولهذا، فكل شخص عمره 18 الى 60 سنة ووزنه 50 كلغ وما فوق ويستوفي الشروط الطبية اللازمة يمكنه التبرع بالدم على أن يتم سحبه ما بين 250 سم مكعب و450 سم مكعب حسب الوزن كما يمكن التبرع مرة كل 3 أو 4 أشهر. وتشير المعلومات الطبية إلى أنّ النساء يستطعن التبرع مرة كل ثلاثة اشهر فيما يستطيع الرجال التبرع مرة كل شهرين علماً أنّ المراة الحامل لا تستطيع التبرع بالدم إلا بعد مرور سنة من وضعها للمولود الجديد.من جهة اخرى يفضل التبرع بالدم في الصباح بعد تناول وجبة طعام خفيفة مع تجنب المواد الدسمة أو بعد الظهر بعد تناول وجبة الغداء بثلاث ساعات على الأقل. وبعد التبرع بالدم يجب الاستراحة بين 10 – 15 دقيقة، يمكن أثناءها تناول القهوة، الشاي أو المرطبات ثم العودة إلى العمل بصورة طبيعية. كما يعطى كل متبرع بدمه بطاقة يحدد فيها نوع دمه، ويعطي الأفضلية عند حاجته.
في هذا السياق اكدّ الاختصاصي في أمراض الدم الدكتور كريستيان حداد، وهو عضو في اللجنة الصحية في وزارة الصحة للبت في تطبيق القانون الفرنسي لحماية المتبرع والمريض معاً:" بأنّ أغلبية مستشفيات لبنان، خصوصاً الجامعية منها، تتبع المعايير العلمية الموحدة للحفاظ على سلامة الدم في بنوك الدم. إلا أنه اعرب في الوقت عينه عن شكوك بأنّ بعض المستشفيات في المناطق النائية قد لا تطبق المعايير الصحية الضرورية نتيجة الاهمال. و انطلاقاً من ذلك كله، يشير إلى أنه تم تشكيل لجنة في وزارة الصحة مؤلفة من عدد مهم من ذوي الاختصاص في امراض الدم بهدف ايجاد مخرج قانوني في تنفيذ القانون الفرنسي لضمان سلامة الدم للمريض، موضحا أنّ اخذ الدم خاضع لعدة فحوصات مسبقة دون اللجوء من المتبرع الى المريض مباشرة.وتفادياً لاي خطورة.كما واشارالدكتور حداد إلى وجوب الاعتماد على فحوصات الـADN الاكثر دقة بهدف التشخيص لحالة نقل الدم خوفاً من السيدا او اليرقان، لكنه لفت إلى أنّ هذا الموضوع ما زال قيد الدرس في وزارة الصحة نظرا لارتفاع كلفته.
أرسل تعليقك