الدوحة ـ قنا
تنطلق في السابع عشر من شباط/فبراير الجاري، فعاليات مخيم البواسل العالمي الثالث عشر لأطفال السكري، الذي تنظمه الجمعية القطرية للسكري بالتعاون مع أكاديمة التفوق الرياضي "أسباير"، بهدف تعلم الاطفال كيفية مكافحة السكري والتحكم به للحد من مضاعفاته السلبية.
ويشارك في المخيم، الذي يستمر خمسة أيام، 80 طفلا من دولة قطر ودول إقليم الشرق الاوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وأميركا.
وفي إطار الاستعداد للمخيم، تم التوقيع على وثيقة الرعاية الرسمية من قبل نادي الجيش مع الجمعية القطرية للسكري، انطلاقا من إيمان النادي بأهمية الجانب الرياضي والصحي ومن أجل دعم جهود الجمعية القطرية للسكري في تنفيذ رؤاها النبيلة من أجل رعاية المصابين بالسكري والمعرضين للاصابة به من خلال التثقيف والرعاية.
وقال الدكتور عبد الله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري في مؤتمر صحفي، إن المخيم هذا العام أصبح عالميا بعد اعتراف الاتحاد الدولي للسكري، وان هذا الاعتراف جاء نتيجة لجهود وإسهامات دولة قطر فيما يتعلق بمكافحة النوع الأول لداء السكري للأطفال.. مضيفا أن المخيم يهدف إلى تعلم الطفل المصاب بعض المهارات للتعايش مع السكري من خلال البرامج المتنوعة وغرس روح الاعتماد على النفس من خلال التعايش مع الإصابة بالإضافة إلى دمج الأطفال مع المجتمع وإشاعة روح التعاون والإخاء والمودة فيما بينهم.
ولفت الحمق إلى أن المخيم هذا العام يتميز بأنه لن يقتصر على مشاركة الأطفال المصابين بالسكري من دول إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا MENA فقط ، بل توسع ليشمل مختلف أنحاء العالم من أوروبا وأمريكا، مما جعله مخيما عالميا يضم أفضل الخبرات ويوفر أعلى مستوى من الرعاية الصحية والتثقيف.
وعبر الحمق عن تقديره وامتنانه لنادي الجيش على هذا الدعم الذي سوف يساعد الجمعية على متابعة تنفيذ برامجها الخاصة بالرياضة والسكري، مؤكدا على أهمية الرياضة في تنشئة مجتمع صحي معافى قادر على الإنتاج ودعم مسيرة الوطن.
وأكد الحمق على أن الجمعية القطرية للسكري تعمل بشكل دائم لتحقيق هدفها الأساسي والمتمثل في توعية وتثقيف الأطفال المصابين بالسكري عن طريق صقل المهارات واتباع العادات التي تساعدهم في التعايش مع مرض السكري والتحكم به من خلال أنشطة وورش عمل وبرامج معدة مسبقاً تتناسب مع أعمار الأطفال المشاركين، موضحا أن مخيم البواسل يأتي في هذا الإطار وأنه يهدف لمنح الثقة الكافية وتعزيز ثقة أولياء الأمور بأبنائهم المصابين بالسكري، حيث حرصت الجمعية على أن يكون المخيم في بيئة محببة وآمنة للأطفال المصابين بالسكري وذلك مساهمة في تحقيق الأهداف العلاجية والتثقيفية للطفولة المصابة بالسكري ومساعدتها في التصدي للمصاعب النفسية والجسدية الناجمة عن مرض السكري وبالتالي التحكم والسيطرة عليه.
ورأى الحمق أن المخيم يعتبر فرصة طيبة بالنسبة للأطفال المصابين بالسكري إذ يتيح لهم إمكانية مقابلة أصدقاء جدد وتبادل الخبرات التي جلبوها من موطنهم وتشجيع بعضهم البعض على اتباع نمط حياة صحي ورياضي يسمح لهم بالتعايش بشكل إيجابي مع السكري مما يساهم في وضع اللبنات الأساسية التي نحتاجها لبناء مجتمع معافى وسليم .
من جهته، عبر الدكتور ثاني عبدالرحمن الكواري، أمين السر العام والمدير التنفيذي لنادي الجيش الرياضي، عن سروره لدعم مخيم البواسل للسنة الثانية على التوالي، مؤكدا على ان الاطفال عنصر مهم في المجتمع وجزء لا يتجزأ منه ولهم دور كبير في نهضته ووصوله الى القمة.
وقال إن نادي الجيش يسعى لتأكيد رسالة مجتمعية مفادها تحسين حياة هؤلاء الاطفال والاهتمام بفئة هم احوج للرعاية وليستطيعوا التعايش مع اصاباتهم من خلال رعاية النادي لمخيم البواسل التي تأتي تأكيدا على التزام النادي بالمساهمة في المجتمع من خلال مجموعة من الاعمال المجتمعية التي تساهم في التنمية، لافتا إلى أن النادي يتبنى أفضل الممارسات العالمية في توظيف إمكانياته من خلال منهج أخلاقي وصحي.
وأضاف الدكتور ثاني "نحن في نادي الجيش ندرك اننا نلعب دورا حيويا في تعزيز مبادئ المسؤولية الاجتماعية ومن خلالها نتصرف بشكل مسؤول تجاه المجتمع"، مشيرا الى ان مرض السكري من الأمراض التي أصبحت تجتاح العالم خاصة في ظل الاحصائيات المتزايدة، مؤكدا الحاجة إلى تكاتف جميع الجهود للحد من انتشاره.
وطالب بإعطاء الاطفال المصابين الفرصة للتعبير عن الذات ونشر روح العمل الجماعي والاحساس بالانتماء للجماعة واكتشاف المواهب الواعدة وصقلها واعتماد مبدأ المساواة في التعامل وتعويد الطفل على الالتزام بقواعد الوقاية الصحية وبيان أهمية الغذاء الصحي والرياضة اليومية واحتكاك الطاقم الطبي مباشرة بالاطفال لمتابعة اهتماماتهم ومشاكلهم الخاصة.
وبدورها، قالت السيدة نورا حديد الابراهيم مديرة مخيم البواسل، إن النسخة الثالثة عشرة من المخيم تشهد العديد من الفعاليات الطموحة التي تعود بالفائدة والنفع على أطفال السكري، مضيفة أن أيام المخيم ستتضمن الكثير من الأنشطة الإبداعية التي تجمع بين المرح والفائدة والتعلم بالإضافة إلى التنافس وتساعد على إكساب الأطفال مهارات البرامج والانضباط والحوار.
وأوضحت أن هذا المخيم يأتي تتويجا للجهود الكبيرة والعمل الدؤوب والتخطيط من أجل تقديم الأفضل للأطفال البواسل، مؤكدة حرص القائمين على المخيم على زيادة الجرعة التعليمية في ثنايا الأنشطة حتى الترفيهي منها، والتي حملت رسائل مفيدة انطلاقا من أحقية الباسل في تعلم كيفية التعايش مع إصابته بالسكري بصورة طبيعية.
وأشارت السيدة نورا حديد الابراهيم إلى ان البرامج هذا العام متنوعة وتتضمن العديد من البرامج الطبية وبرامج التغذية وبرامج رياضية مثل اليوغا والتاكوندو والايروبكس وغيرها، إضافة الى العديد من الورش التدريبية التي تقدم في نطاق ترفيهي وتعليمي للأطفال المشاركين وورش تثقيفية تعلم الطفل المصاب بالسكري الاعتماد على نفسه وكيفية اختيار وإعداد الوجبة الصحية، وورش تعليم كيفية العناية بالقدمين وأخرى لتنمية الشخصية مثل كيف اختار صديقي وكيف تكون قائدا مستقبليا وورش أخرى لتعلم مهارات المشغولات اليدوية.
وأكدت على أن الجمعية تهدف من خلال ذلك إلى تعزيز ثقة هؤلاء الأطفال بأنفسهم ودعمهم معنويا للتغلب على السكري وتجنب مضاعفاته الخطيرة ومن ثم نقل ما تعلموه إلى غيرهم من المصابين بالسكري.
أرسل تعليقك