واشنطن ـ وكالات
الالتهاب الكبدي الفيروسي «أ» يصيب الكبد بالتهابات حادة تؤدي إلي اختلال بوظائف الكبد، وهو الأعلي في معدات الإصابة بالمقارنة بالفيروسات الكبدية الأخري «سي - بي».
ولكنه أيضاً الأقل خطورة ومضاعفات علي الكبد، وتزداد معدلات الإصابة بين الأطفال وتقل تدريجياً مع ارتفاع معدلات العمر، كما تزداد معدلات الإصابة بالفيروس في المجتمعات الأقل نمواً اقتصادياً واجتماعياً وصحياً، ومن ثم فإن خفض معدلات الإصابة بالمرض تتطلب التنمية الشاملة للمجتمع وزيادة معدلات الوعي الصحي والحضاري.
يقول الدكتور طلعت المدني، استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي: تحدث الإصابة بفيروس «أ» عن طريق انتقال المرض من الشخص المصاب للشخص السليم من خلال المصافحة والمخالطة، وكذلك من خلال تلوث أدوات الشراب والطعام، وتلوث أحد مصادر مياه الشرب التي تؤدي إلي انتشار المرض بصورة وبائية، وكذلك تلوث الطعام في المطاعم، وانتقال العدوي من خلال تلوث الدم أو أحد مشتقاته، وهذا يحدث نادراً، وتنتقل العدوي به أيضاً من الشخص الحامل للفيروس قبل ظهور أعراض المرض بحوالي عشرة أيام، وتظهر أعراض المرض خلال 2 إلي 6 أسابيع «فترة حضانة الفيروس» من تاريخ الإصابة بالفيروس، وتبدأ الأعراض في صورة أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا «ارتفاع بدرجة الحرارة وآلام بالعظام وآلام بأعلي البطن» وبعد عدة أيام تبدأ أعراض الإجهاد وتزداد حدة آلام البطن والغثيان والقيء مع فقدان للشهية، ثم يبدأ اصفرار العينين ويتحول لون البول إلي اللون الداكن، والبراز إلي اللون الفاتح، ويتم التأكد من تشخيص الالتهاب الكبدي الفيروسي «أ» من خلال وظائف الكبد ودلالات الفيروس الكبدي «أ».
ويري الدكتور طلعت المدني أن علاج فيروس الكبد «أ» يكون من خلال الراحة التامة لمدة من 4 إلي 6 أسابيع واتباع نظام غذائي يعتمد علي السكريات والنشويات والفاكهة والعصائر والخضراوات الطازجة والخضار المسلوق بعيداً عن الدهون والأملاح، ويتم الشفاء الكامل لأكثر من 90٪ من الحالات من 6 إلي 8 أسابيع، وقد يحدث الشفاء ثم عودة اختلال وظائف الكبد حتي يحدث الشفاء الكامل بعد ستة شهور، وفي حالات نادرة «أقل من نصف في المائة» يحدث التهاب كبدي حاد، ثم فشل كبدي وبعض حالات الوفاة.
وينبه الدكتور طلعت المدني إلي أن الوقاية من الالتهاب الكبدي الفيروسي «أ» تكون بالتطعيم ضد الفيروس، حيث يتم إعطاء حقن التطعيم، ثم يتم إعطاء جرعة منشطة خلال 6 إلي 12 شهراً، ويعطي التطعيم مناعة لمدة تزيد علي 25 عاماً، ولذا يجب أن يكون التطعيم ضد الالتهاب الكبدي الفيروسي إجبارياً لجميع الأطفال، وكذلك جميع متناولي الأغذية والمشروبات، والاهتمام الكامل بنظافة مياه الشرب ووضع كافة الضمانات لعدم تلوث مياه الشرب، حيث إن تلوث مياه الشرب من المصادر الرئيسية لانتشار المرض بصورة وبائية، والاهتمام بنظافة الأطعمة سواء بالمطاعم العامة أو المنازل ووضع أنظمة رقابية منتظمة للتأكد من سلامة الإجراءات الصحية بالمطاعم والفنادق، والاهتمام ببرامج مكافحة العدوي بالمستشفيات والمراكز الطبية كأحد مصادر العدوي، ونشر الوعي الصحي لمعرفة مسببات المرض وطرق الوقاية.
أرسل تعليقك