لندن ـ وكالات
اجتاحت فضيحة لحم الأحصنة صناعة البقالة البريطانية، حيث يشكك المستهلكون في مصدر الطعام على رفوف المتاجر الكبيرة. وفي حين أن بعض سلاسل التجزئة تعاني، يمكن أن يكون ذلك فرصة للفوز بمخصص جديد للأعمال الصغيرة. تحملت ''تيسكو''، التي اضطرت لسحب العلامة التجارية الخاصة بالبرجر والوجبات الجاهزة، بعد اكتشاف أنها تحتوي على لحم أحصنة، العبء الأكبر من الدعاية السيئة. وقد قام أكبر سوبر ماركت في بريطانيا، مسيطر على نحو 30 في المائة من السوق، بالخروج بإعلانات على صفحة كاملة في الصحف الوطنية، يؤكد للزبائن أنه علامة تجارية يمكن الوثوق بها. وقال فيليب كلارك، الرئيس التنفيذي، في مدوّنة له ''إذا كان بعض من عملائنا غاضبين، فنحن أيضا كذلك''. لم يكن من الممكن أن تأتي فضيحة ''تيسكو'' في توقيت أسوأ من ذلك. منذ نحو أكثر من عام اضطرت إلى إصدار أول تحذير من الربح منذ 20 عاما بعد تداول ضعيف في السوق المحلية. وكانت آثار خطة إنعاش كلارك التي تبلغ مليار جنيه إسترليني قد بدأت في الإثمار، حيث قدمت ''تيسكو'' تقارير عن أفضل عيد ميلاد منذ ثلاث سنوات. كلايف بلاك، محلل مبيعات التجزئة في ''كابيتال شور'' يقول: إن السوق سوف تراقب بيانات الصناعة، لمعرفة ما إذا كان هناك أي تأثير على مبيعات ''تيسكو'' ونسب الإقبال. كما قال: ''سيكون من الخطأ الاعتقاد أنه لن يكون هناك تأثير''. ''بقولي هذا، وبمجرد أن ينقشع الغبار، سأكون مندهشا إذا كان هناك تكيف هيكلي في أنماط التجارة في صناعة السوبر الماركت في المملكة المتحدة''. يعتقد المحللون وبعض المنافسين أن شركة تيسكو تعاملت مع الموقف بشكل جيد، مع ملاحظة أن تيم سميث، المدير التقني للفريق، هو الرئيس التنفيذي السابق لوكالة المواصفات الغذائية. بينما تتعامل شركة تيسكو مع العواقب، فإن شركة موريسون، التي تصنع نحو ربع الطعام الذي تبيعه، حوّلت الأزمة إلى فرصة. في أعقاب عوائد عيد الميلاد الضعيف، استغلت سريعا حقيقة أنها تصنع الكثير من المواد الغذائية الخاصة بها، وأخيرا بثت إعلانات تلفزيونية يقدمها مقدمو ''آنت آند ديك''، حيث تمجد فضائل ''التكامل الرأسي'' لها. ورغم أنها كانت في الأعمال قبل تفجر الفضيحة، اعترف متحدثها الرسمي قائلا: ''إن التوقيت عمل بشكل جيد جدا''. إن ما يقرب من نصف المواد الغذائية الطازجة التي تبيعها السلسلة مُصنّعة من قِبَل شركة موريسون، وأن غالبية اللحوم الطازجة من ماشية أرسلتها إلى المسلخ الخاص بها. لقد تم التعامل مع اللحوم من قِبَل جزاري شركة موريسون. والقطعان الأخرى ذهبت إلى مصانع موريسون لصنع منتجات مثل لفات السجق. وقال المتحدث الرسمي إن: ''تلك هي الطريقة التي تعمل بها سلسلة التوريد لدينا''. ولكنها، ومع ذلك، لا تقوم بتصنيع وجبات الطعام الجاهزة الخاصة بها، وليس لديها سيطرة على تصنيع المنتجات ذات العلامات التجارية. إنها تتولى تخزين خط واحد فقط من لازانيا فيندوس، التي تحتوي على لحم الأحصنة، وقد تم انتزاعها من رفوف المتاجر الكبيرة في جميع أنحاء البلاد. وقالت شركة موريسون: إن المشكلة التي تسببت في تشكك المستهلكين لها آثار مترامية الأطراف على سلسلة توريد صناعة اللحوم، قد جعلت المجموعة ''أكثر ثقة'' في طموحها لتوسيع التصنيع الخاص بها. واقترح بلاك أن الكثير من محلات السوبر ماركت قد تنظر في صناعة المزيد من المواد الغذائية، ولكنه يعتقد أن التحوّل الكبير غير محتمل. ''ربما أصبح ذلك على جدول الأعمال الآن، في حين أنه لم يكن موجودا من قبل''، حسبما قال. أعلنت شركة ويتروز يوم الثلاثاء أنها ستسحب مجموعة العلامة التجارية الخاصة باللحوم التي تحتوي على آثار من لحم الخنزير. وفي محاولة لطمأنة المتسوقين، تعتزم الآن تصنيع مجموعتها الخاصة من منتجات اللحوم المجمدة، بالعمل مع شركة ديفوكات بارك، وهي مورد متخصص خاص. قد يكون أكثر من ثلثي المستهلكين الآن أقل احتمالا لشراء اللحوم المجهزة، وقد تكون خطوط ''القيمة'' هي الخاسرة في السحب. وقال بريان روبرتس، مدير البيع بالتجزئة في شركة قنطار: ''هناك تحول واضح''.
أرسل تعليقك