لندن ـ العرب اليوم
الإنسان عرضة للإصابة بالاكتئاب، وقد تم الاستدلال على هذه الحقيقة من خلال إجراء تجارب عديدة. وبشكل عام فإن الاكتئاب كمرض نفسي عبارة عن مصطلح يستخدم لوصف خليط من الحالات المرضية أو غير المرضية في الإنسان والتي يتغلب عليها طابع الحزن، وما من شك أن لهذا المرض أعراض أو انعكاسات جسدية أو فسيولوجية. وكما هو معروف أن 20% من الإناث و 12% من الذكور يمرون بنوبة من الكآبة في حياتهم على أقل تقدير، ولو لمرة واحدة. وهناك نسبة تكاد تكون ثابتة في مختلف المجاميع البشرية مفاده انه %5 ـ 10% من الإناث و 3% من الذكور يصابون بما يسمى نوبة الاكتئاب الكبرى، مما يجعل نوبة الاكتئاب الكبرى من أكثر الأمراض النفسية شيوعا.وتختلف انعكاسات الاكتئاب وعلاقته بالإقبال على الطعام من شخص لآخر، فعادة ما يصاحب نوبات الاكتئاب فقدان الشهية وفقدان الوزن، مع ملاحظة أن بعض مرضى الاكتئاب يزداد إقبالهم على تناول الطعام ويزداد وزنهم بالتالي، لكن دون الشعور بلذة الطعام كما كانوا من قبل، فضلاً عن اضطراب النوم بالزيادة أو النقصان، وتناقص النشاط الحركي والطاقة وشعور المريض بالكسل وسرعة التعب، إلى غير ذلك من أعراض، لكن دون أن نهمل تأثير مضادَّات الاكتئاب بشكل مماثل في الشهية لتناول الطعام.
الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية، يوضح هذه العلاقة، ويقول:» يجب على المريض استشارة الطبيب عندما يخشى من أن تؤدِّي إصابته بالاكتئاب إلى نقص أو زيادة وزنه، وحتى يعلم المزيد عن علاقة مضادَّات الاكتئاب مع الشهية لتناول الطعام.وعادة ما ينصح بالحفاظ على نظام غذائي متوازن، وتناول وجباته بصفة منتظمة، ويجب تناولُ ثلاث وجبات طعام يومياً، بما في ذلك وجبةُ الفطور. يساعد طعامُ الفطور على منح الشخص الطاقة الضرورية للقيام بالأنشطة اليومية. يمكن أن نبدأ يومنا بوعاء من حبوب القمح الكاملة، مع بعض شرائح الموز وكأس من عصير الفواكه. ولدى الشعور بالجوع بين الوجبات الرئيسية، يمكن تناولُ وجبات صحِّية خفيفة، مثل قطعة من الفواكه. والإكثار من تناول حبوب القمح الكاملة، والفواكه، والخضراوات، والفول والعدس والبندق: تعدُّ تلك الأطعمة غنيةً بالفيتامينات والمعادن».ويكمل الدكتور رشاد: «يراعى من المريض تضمين بعض البروتينات في كلِّ وجبة، فالبروتين ضروري للنمو وترميم الجسم، فالبروتينات موجودة في اللحوم والسمك والبيض والحليب والجبن والعدس والفول. كما يجب تجنُّب العطش: نحتاج إلى تناول 1.2 لتر من السوائل يومياً، وذلك لتعويض ما نفقده منها وتجنُّب الإصابة بالجفاف، حيث يمكن لحالة جفاف بسيطة أن تسبِّب تعكُّرَ المزاج، وتتضمَّن بعض أعراض الجفاف نقصَ الطاقة والشعور بخفَّة الرأس. كذلك يجب الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية بجميع أنواعها، حيث يزداد ضررُ المشروبات الكحولية عند المرضى الذين يتعاطون مضادَّات الاكتئاب. فعندَ اتِّخاذ القرار بتعديل وتحسين النظام الغذائي، يجب وضعُ أهداف منطقية وقابلة للتحقيق. كما يُحذَّر من اتِّباع الأنظمة الغذائية الشديدة التي قد لا تكون متوازنة غذائياً. وبدلاً من ذلك، يمكن إدخالُ تعديلات بسيطة على النظام الغذائي الحالي للشخص.أمَّا في حالة الرغبة بإدخال تعديلات جذرية على النظام الغذائي، فمن الأفضل استشارة الطبيب بخصوص ذلك. وفي حال شعر المريض بتعكُّر المزاج لأكثر من أسبوعين، ينبغي عليه استشارة الطبيب، والاطلاع على الحلول والخيارات العلاجية، ومعرفة ما هو الأنسب لحالته».
أرسل تعليقك