لندن ـ وكالات
تنجم نزلات البرد عن فيروسات تغزو الجهاز التنفسي العلوي الذي يضم الفم والأنف والقصبة الهوائية ويوجد أكثر من 200 فيروس مختلف قادر على التسبب في حدوث عدوى البرد.
ولأن عدوى البرد فيروسية، وليست بكتيرية، فإن المضادات الحيوية لا تفيد في علاجها. وقد تحدث عدوى بكتيرية بين حين وآخر، إضافة إلى العدوى الفيروسية، إلا أن ذلك لا يحدث إلا في عدد صغير من الحالات.
ويلجأ الكثيرون إلى استخدام المضادات الحيوية كعلاج فعال للقضاء على الانفلونزا وغيرها من الأمراض، لكن الأمر الذي يغيب عن أذهان الكثيرين هو أن هذه المضادات تضر بالجسم.
وقد أكد العديد من الأطباء أن الإسراف في استخدام المضادات الحيوية تتسبب في تناقص فعاليتها وتحصين الجسم البشري ضدها إذ بدأ يقاوم بعض أنواع هذه المضادات ما يهدد بارتفاع عدد ضحايا الأوبئة والأمراض حول العالم.
وتعتبر المضادات الحيوية هي السبب الرابع للوفاة لارتفاع نصيبها من الأعراض الجانبية ودرجة السمية التي تطول مختلف أجهزة الجسم، وأخطرها رفع إنزيمات الكبد والكلى.
ورغم وجود العشرات من الأدوية التي تسوق من دون وصفة طبية، فإنها لا تؤدي إلا إلى تخفيف أعراض نزلات البرد، كما تطرح تساؤلات حول فاعليته. طبقاً لما ورد في وسائل الإعلام. ولذا فإن البحث لا يزال جارياً للتوصل إلى مواد يمكنها الوقاية من نزلات البرد التي تسببها الفيروسات أو تؤدي إلى تسريع إخراج الفيروسات من الجسم. ونذكر هنا بعضاً من تلك المواد:
الفيتامينات:
من المعروف أن الفيتامينات تلعب دوراً فعالاً في القضاء على أخطر الأمراض، كما أنها ضرورية جداً لصحة وسلامة الجسم على الرغم من احتياج الجسم لها بصورة بسيطة.
ولأن الفيتامينات مصدرها الطبيعي هو النباتات، بما تشمله من خضروات وفواكه، لذا فإن الوجبة المتوازنة شاملة الخضروات والفواكه وبعض الحبوب والبقول والحليب ومشتقاته، ومصادر البروتينات كاللحم والبيض تؤدي إلى توفير ما يحتاجه الجسم من الفيتامينات بأنواعها المختلفة.
وفي حالة نقص الفيتامينات، أو عدم إمكان الحصول عليها من مصادرها الطبيعية، فإنه يمكن الاستعاضة عنها بالفيتامينات المصنعة دوائياً. وفي هذا الصدد، أكدت نتائج دراسة أمريكية جديدة أن الجرعة اليومية من الفيتامينات المتعددة ما هي إلا مجرد إهدار للمال بالنسبة لمعظم الناس, وأن هناك أدلة كثيرة على أن استعمال بعض الفيتامينات يشكل خطراً على الصحة.
فيتامين ج "سي"، هو إحدى الوسائل المقترحة كأحد البدائل لمكافحة نزلات البرد الشائعة، إلا أن الأبحاث لم تدعم بشكل محقق ما عُرض من وجوب تناول 1000 إلى 2000 ملليجرام من فيتامين "سي" للوقاية من البرد.
كما أن نتائج الأبحاث المستخلصة من عمليات العلاج لم تدعم تلك المقترحات. ولكن الباب لا يزال مفتوحاً في هذا المجال، أما عشاق الرياضة الشديدة، خصوصاً أثناء ممارستهم لها في موسم البرد، فقد افترضت بعض الأبحاث أنه قد يمكن تجنب نزلات البرد بتناول فيتامين "سي".
ووجد الباحثون علاقة قوية تربط بين مستوى فيتامين د "D" العالي في دم الإنسان وانخفاضا في الإصابات بالعدوى التنفسية. وقد أشار أحد الأبحاث إلى تأثير خفيف واقي لفيتامين أ "A" على مرضى دور الرعاية الصحية. إلا أنه لا توجد أدلة كافية للتوصية بتناول أي من هذين الفيتامينين بهدف مكافحة نزلات البرد.
الأعشاب:
طرح الكثير من منتجات الأعشاب الأخرى للوقاية من نزلات البرد والعلاج، منها عشبة "الجينسنج" الصينية، وثمر "الخمان" او البيلسان، والثوم، وأوراق الزيتون، إلا أن الأبحاث حولها تظل محدودة ولم تظهر فاعليتها حتى الآن.
أرسل تعليقك