عمان - لبنان اليوم
قال الفنان الأردني إياد نصار إن الهدف الأساسي من خطته كفنان هو «معالجة قضايا جدلية شائكة من دون تجريح أو إيذاء»، مؤكداً أنه «يتحمس للأدوار النفسية المعقّدة والمركّبة»، ورأى أن الهدف من اختياره مسلسل «صلة رحم» الذي عُرض خلال رمضان الجاري هو «فتح الأبواب المغلقة حول قضية تأجير الأرحام».
وأوضح نصار أن «دور العمل الفني هو فتح نقاش حول الموضوعات الشائكة أو محل الخلاف، ومنح المجتمع فرصة لبحث أسبابها ومحاولة التوصل لحلول لها».
وانتهى أخيراً عرض مسلسل «صلة رحم» للفنان إياد نصار بمشاركة يسرا اللوزي وأسماء أبو اليزيد ومحمد جمعة، سيناريو وحوار محمد هشام عبية، وإخراج تامر نادي، وطرح المسلسل قضية تأجير الأرحام، وصدامها مع التقاليد الدينية والقانونية والمجتمعية.
وعن ميله لتجسيد الأدوار ذات الأبعاد النفسية المعقدة، سواء من خلال شخصية (حسام) في «صلة رحم» وقبلها شخصية (جمال) في «وش وضهر»، يرى نصار أن «الممثل الذي لم يقرأ لدوستويفسكي يفقد الكثير من القدرة على التحليل النفسي للشخصيات التي يجسدها».
معتبراً أن «شخصيات دوستويفسكي كانت مدخله لفهم التمثيل والتعلق بالأدوار المركّبة، فكلها شخصيات غير سويّة نفسياً ومحمَّلة باضطرابات وعُقد، وهذه التناقضات هي محور الشخصية الإنسانية، وبالتالي أميل لتجسيد الشخصيات التي تعاني ولديها ما يُقلقها وما يكشف ضعفها، لأن تقديم شخصية من دون اضطرابات أو مشكلات يعني تقديم شخصية سطحية من دون أعماق، لا تضيف جديداً».
وعدَّ نصار «البطولة مصطلحاً فضفاضاً»، مشيراً إلى أن «مشاركته في أعمال لا يكون بطلها الوحيد، شيء طبيعي وصحي، فالقصة يجب أن تكون هي البطل، طبعاً هناك شخصية محورية تدور حولها الأحداث، لكن في الوقت نفسه لا بد من وجود قصص أخرى بشخوص آخرين، كل منهم بطل حكايته وتدعم هذه الخطوط الحكاية الأصلية، لذلك أسعى دائماً وراء القصة وليس حجم الدور».
وفي حين راكم نصار رصيداً كبيراً من الأعمال على مستوى الدراما، فإنه لا يحقق الحضور نفسه على مستوى السينما، وعزا ذلك إلى أن «السينما لا تحظى بنفس التنوع الموجود في الدراما، حيث تمر بطفرات تظهر بقوة ثم تخفت وتعود لتسير في اتجاه واحد».
وأضاف: «عندما شهدت السينما المصرية طفرة وأنتجت أفلاماً مهمة مثل (الممر، وأولاد رزق، والفيل الأزرق، وكازابلانكا)، كنت موجوداً ومشاركاً، ولكن للأسف هذه الطفرة لا تستمر، وأنا لا أستطيع المشاركة في أعمال سينمائية لا تقدم جديداً، ولا تثير نقاشاً، وبالتالي عملي في السينما مرهون دائماً بوجود مشاريع خارج الصندوق».
وشارك إياد نصار أخيراً بدور كوميدي في فيلم «المطاريد»، كما ظهر قبل عامين ضيف شرف في الجزء السادس من مسلسل «الكبير»، وعن تفكيره في تقديم أعمال كوميدية الفترة المقبلة، استبعد نصار الأمر، معتبراً أن دوره في مسلسل «وش وضهر» الذي عُرض العام الماضي «كان نوعاً من الكوميديا السوداء التي يفضّلها ويراها النوع الكوميدي الأقرب له».
وتابع: «من الصعب علي تقديم دور يقوم على الإفيهات أو كوميديا الموقف».
واستبعد نصار تقديمه أعمالاً في الدراما الأردنية، مؤكداً أنه «بعيد منذ سنوات طويلة عن الشارع الأردني وطبيعة الدراما في الأردن، في حين بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري، وعلى دراية بما يحتاج إليه المشاهد بشكل عميق».
وعدَّ نصار مشاركته بالأداء الصوتي لشخصية «باسم بن إسحاق» في لعبة «Assassin’s Creed Mirage» أواخر العام الماضي، «فرصة جيدة لتقديم التاريخ بشكل مبسط ومسلٍّ يساعد الشباب والأجيال الجديدة على فهم حقبة مهمة كالعصر العباسي عبر لعبة فيديو».
وعن تفكيره في تكرار تجربته في الدراما العالمية بعد دوره في المسلسل الأميركي «The Looming Tower» عام 2017، قال نصار إن «العمل في السينما العالمية يخضع لقواعد خاصة»، مؤكداً أن تجربته في المسلسل الأميركي كانت مهمة لـ«التعرف على طريقة العمل في الغرب وكيفية معالجة القصص درامياً، فضلاً عن مستويات التصوير والإخراج والتعامل مع الممثلين»، لافتاً إلى أنه «يأمل في تكرار التجربة مرة أخرى».
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك