بيروت ـ جورج شاهين
كثفت وحدات الجيش اللبناني من تدابيرها في صيدا ومحيطها، في أعقاب الاشتباك الذي أودى بحياة أحد أعضاء "سرايا المقاومة" المؤيدة لـ"حزب الله" في المدينة، وقد تمكنت وحدات الجيش من إيقاف 5 من المشتبه بتورطهم في الاشتباكات، التي وقعت مساء الخميس، بينما سيطرت حالة من التوتر على المدينة، استمرت حتى صباح الجمعة.
كما أصدرت مديرية التوجيه التابعة لقيادة الجيش اللبناني، ظهر الجمعة، بيانًا بشأن الأحداث، أكدت من خلاله أنه عقب حادث
إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة في محلة حي النجاصة في مدينة صيدا، توجهت قوة من الجيش إلى المكان، حيث عثرت على جثة أحد الأشخاص الفلسطينيين مقتولاً، بعد إصابته بطلقات نارية عدة، كما عثرت قوات الجيش على سيارة من دون لوحات قانونية، تحتوي على عتاد عسكري، وذلك بالقرب من جثة القتيل، وأنه بناءًا على معلومات بشان هوية مطلقي النار، نفذت وحدات الجيش عمليات مداهمة لعدد من المنازل، كما سيرت دوريات تفتيش واسعة، أوقفت خلالها خمسة أشخاص من المشتبه بعلاقتهم في الحادث، كما ضبطت إحدى السيارات التي أقدم سائقها على تركها، والفرار إلى جهة مجهولة. و بشأن الموقوفين، أشار البيان إلى أنه قد تم تسليمهم مع المضبوطات إلى المراجع المختصة، حيث بوشر التحقيق معهم تحت إشراف القضاء المختص.
وكان أحد أعضاء "سرايا المقاومة" المناصرة لـ"حزب الله" قد قتل مساء الخميس في اشتباك وقع في صيدا، بين عناصر منها وأخرى تنتمي إلى أحياء المدينة، ومن بينهم أحد أعضاء "التنظيم الشعبي الناصري الصيداوي" الذي لا يعتبر من أعداء المقاومة. وقالت تقارير أمنية أن عمليات إطلاق نار رافقت الاشتباك، الذي وقع مساء الخميس في نزلة صيدون في مدينة صيدا الجنوبية، كما قال شهود عيان، قدموا إفاداتهم إلى المحققين الأمنيين الذين كلفوا بالتحقيق في مقتل الشاب وإصابة آخرين بجروح، أن تبادلاً لإطلاق النار جرى بين مسلحين، هما محمود بظاظا وأبو ربيع المصري، مع عناصر مسلحة أخرى، أدى إلى مقتل محمد بيرار، الذي ينتمي إلى "سرايا المقاومة"، وسقوط ثلاثة جرحى أخرين، هم أحمد رجا مصرية وولده محمد، ومحمود بظاظا.
ومن جانبه، قال "تيار المستقبل" في بيان صادر عن منسقية صيدا والجنوب، الجمعة، "إن اشتباكات حزب الله مع التنظيم الناصري في نزلة صيدون قد أسقطت كل الأقنعة، ومعها كل المحرمات بين الحلفاء ورفاق السلاح اللاشرعي، وأصبحت بعض أحياء المدينة ساحات منازلة بينهم، لا يعرف هي اختبار لقوة من ضد من، أم هي أمر يريد منه حزب الله أن يكسر إرادة صيدا وأمنها، بخلق توترات، عبر مجموعات قام بتجميعها من شتات حلفائه، ليصنع منها أدوات ينفذ بها مشروعه الهادف للسيطرة على المدينة، وإبقائها ساحة توتر، عبر استفزاز من هنا واعتداء وقتل من هناك".
وأضاف البيان "إن ما جرى في نزلة صيدون، مساء الخميس، من اشتباكات عنيفة، بين ما يسمى سرايا المقاومة وبين التنظيم الشعبي الناصري، وما نتج عنها من دماء سالت، ومن أضرار لحقت بالممتلكات، ومن ترويع للأهالي الآمنين في بيوتهم، والعابرين على الطرقات، ومن انتشار لمسلحين مقنعين في أحياء مختلفة من المدينة، ومن خلق أجواء من الاحتقان والتوتر في النفوس قبل الشوارع، كل ذلك يكشف مرة أخرى زيف وجهة ذاك السلاح اللاشرعي، الذي يطلق عليه أصحابه (سلاح مقاومة)، وزيف الشعارات التي يطلقها حاملوه، ولطالما تشدق بها حلفاء الأمس، الذين أصبحوا خصوم اليوم، و يضع هذا السلاح في مكانه الطبيعي، وهو خدمة المشروع الإيراني للسيطرة على لبنان عسكريًا، بعدما استطاع أن يسيطر على مواقع القرار فيه".
كما أكد "تيار المستقبل" في بيانه على أن عدم ملاحقة مفتعلي هذه التوترات، الأن وسابقًا، يطرح أكثر من تساؤل، بشأن غياب الدولة اللبنانية عن تحمل مسؤولياتها تجاه أمن المواطنين وسلامتهم، واستقرار مدينة صيدا، مشيرًا إلى أن من قام و يقوم بهذه التوترات معروفون بالأسماء لدى القوى الأمنية، ومعروف من يغطيهم ويزودهم بالسلاح والمال، و يهربهم بسياراته بعد كل حادث، كما جرى بعد اشتباكات نزلة صيدون الأخيرة.
وختم البيان بإدانة الأحداث، ومطالبة قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي والقضاء المختص بوضع حد لعربدة السلاح غير الشرعي في صيدا، والضرب بيد من حديد على كل من يحاول استباحة أمن واستقرار المدينة، وأمان أهلها وقاطنيها وزوارها وعابريها، وملاحقة وتوقيف جميع المشاركين في اشتباكات نزلة صيدون، حتى لا تكون سابقة تؤدي إلى مزيد من تلاشي الأمن، ومعه ما تبقى من هيبة الدولة.
أرسل تعليقك