بيروت ـ جورج شاهين
رأى رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان أن المنطقة تمر بمرحلة مفصلية وكتابة تاريخ جديد لها، لافتًا إلى أنَّه إذا استطاع اللبنانيون الحفاظ على وضعهم الآمن والمستقر يكونون بذلك اجتازوا مسافة كبيرة نحو الاستقرار الذي لا خشية معه على البلد ومؤسساته.
وأكد خلال استقباله وفود قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك التي زارته للتهنئة بالأعياد، أهمية التقيد بإعلان بعبدا ووجوب أن يتبصر اللبنانيون بعمق في ما يحصل حولهم وفي المنطقة وأن يكون الحياد هو السبيل الوحيد لمنع ارتدادات وانعكاسات ما يحدث في المحيط، متمنيًا في الوقت نفسه الاستقرار لدول المنطقة وشعوبها وفي طليعتها سورية.
ونوَّه الرئيس سليمان بالجهود التي تبذلها القيادات العسكرية والأمنية، وشدد على أن تبقى على جهوزيتها واستعدادها للتدخل عند أي مشكلة، طالبًا من المسؤولين عن هذه الأجهزة بث روح الوحدة والوطنية والمسؤولية، متمنيًا أعيادًا سعيدة لهم ولعائلاتهم وللبنان واللبنانيين.
وكان وفد قيادة الجيش برئاسة العماد جان قهوجي هنأ رئيس الجمهورية بالأعياد وألقى قائد الجيش كلمة جاء فيها: "كما دأبنا في كل مناسبة وطنية كانت او دينية، نتشرف بزيارة فخامتكم اليوم مهنئين بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة مع ما يحملانه، في هذه الأيام العصيبة من معاني خلاص لبنان وإنسانه من أزمات تعصف على المستويين الوجودي والأخلاقي... نزوركم مدركين ما لجيشنا الباسل الذي يفتخر بقائد رسم له خطى فأبلى البلاء الحسن ما حمله إلى سدة الرئاسة فبتم يا فخامة الرئيس مثال وحدة لبنان وسيادته وخير ربان مؤتمن على دفع سفينته في خضم الأمواج العاتية نحو شاطىء الأمان وبر الاستقرار والازدهار".
واستطرد:"فخامة الرئيس، ثق أننا واعون تمامًا لما تبذلونه من جهود مضنية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان ولا سيما في معمعة الأحداث التي تضرب من كل حدب وصوب في دول المحيط العربي مع ما لها من تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على استقرار لبناننا العزيز وازدهاره، هذه الجهود الرامية إلى جمع الشمل وترتيب البيت الداخلي وصولًا إلى توحيد الموقف من القضايا الوطنية الاساسية ولا سيما أن ثمة استحقاقات داهمة ومصيرية يحملها العام 2013... وإزاء كل هذا، نطمئنكم فخامة الرئيس بأن المؤسسة العسكرية اليوم هي بألف خير وعلى قدر الثقة التي منحها إياها الشعب اللبناني، وقيادة الجيش لا تألو جهدًا في سبيل الحفاظ على جهوزية الوحدات العسكرية وتطوير استعدادها لمواجهة كل عابث بالأمن أو الحدود أو الاستقرار، ففي الجنوب صمود مستمر عنيد في وجه اعتداءات العدو الإسرائيلي بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة الموقتة العاملة في لبنان، وعند الحدود الشرقية والشمالية والغربية عمل دؤوب وسهر دائم لضبطها، أما في الداخل فأحداث طرابلس الأخيرة خير دليل على إصرار الجيش على الحفاظ على الأمن ومكافحة الجرائم المنظمة بمختلف أشكالها ومشاركة الناس، أهلنا، في كل شأن واهتمام".
وختم قائلًا "يجدد الجيش أمامكم في هذه المناسبة المقدسة الوعد بالبقاء راسخًا في مبادئه، وفيًا لعهده، عاملًا في ظل رعايتكم وبتوجيهاتكم الحكيمة، بعيدًا عن التجاذبات السياسية والتشجنات المذهبية، لاقتناعه التام بأنه مخلص لبنان من الأمة ومنقذ شعبه من آفات تضربه، وخزنة حضارته فلا تقوى عليها أبواب الجحيم.
ثم قدم وفد المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي برئاسة اللواء أشرف ريفي التهنئة إلى الرئيس سليمان، وألقى اللواء ريفي كلمة أشار فيها إلى العناوين الكبرى لعمل قوى الأمن خصوصًا على صعيد شبكات التجسس ومكافحة الجريمة إضافة غلى خطوات أمنية أخرى في إطار الحفاظ على أمن المواطن واستقرار البلاد.
واستقبل رئيس الجمهورية بعد ذلك وفد المديرية العامة للأمن العام برئاسة اللواء عباس إبراهيم الذي ألقى كلمة جاء فيها: فخامة الرئيس.. ميلاد مجيد، صحيح أنها عبارة متداولة على كل شفة ولسان في لبنان والعالم لكن بالنسبة إلينا فهي تشكل التزامًا متجددًا بالعمل الدؤوب ليستحق اللبنانيون ونستحق جميعنا ما يعنيه هذا العيد المجيد من ولادة للبنان الذي نحلم به وأن يحمل العام المقبل الأمانة والسلامة لوطننا.. وهذا أمر يلقي علينا أعباء إضافية لن نتردد في تحمل تبعاتها وأن نقوم بدورنا بما أوتينا من قوة للوقوف إلى جانبكم في العمل على توفير الاستقرار والسلم الأهلي على مساحة الوطن، والمساهمة في ضمان الأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي لنستحق جميعنا لبنان- النموذج، لبنان الرسالة الفريدة في هذا العالم.
ثم استقبل الرئيس سليمان وفد المديرية العامة لأمن الدولة برئاسة اللواء جورج قرعة الذي ألقى الكلمة التالية: نعرف، سيدي الرئيس ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقكم وعبء المهام التي تضطلعون بها ونحن مؤمنون بحكمتكم وبصيرتكم فقد تمكنتم بالرغم من صعوبة المرحلة من تجنيب البلاد مخاطر ومطبات عديدة هددت أمنه واستقراره، ونحن واثقون من قيادتكم المتميزة في إدارة سفينة البلاد التي وإن تعالت الأمواج واشتدت العواصف لا بد من أن تصل في النهاية إلى شاطىء الأمان.
لقد اعتاد وطننا صخب الأزمات ومواجهة الضغوط الإقليمية والدولية وانعكاس الأحداث عليه، لكننا نشعر بالأمان لوجودكم على رأس السلطة، وكلنا ثقة بالوصول إلى بر الأمان بثبات بفضل جهودكم وقيادتكم.
واستقبل الرئيس سليمان وفد مديرية الجمارك العامة برئاسة شفيق مرعي الذي ألقى كلمة جاء فيها: يقترب العام الجديد ونحن نعيش الأزمات العالمية المالية والاقتصادية وأزمات المنطقة القاسية والدموية وأزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحالات التواتر والقلق والخوف على المصير.
أما في ما يتعلق بالإدارة الجمركية كما بسائر المؤسسات الرسمية، فنحن ندرك تماماً ما تبذلونه من جهود من أجل رفع مستوى هذه المؤسسات، ونتحسس الضغط الذي تمارسونه على المسؤولين من معاونيكم لتطويرها نحو الأفضل ولتعزيز ثقة المواطنين بها، ولكي تبقى في كل وقت، مدينة بولائها للدولة وللدولة فقط.
إننا بصدد التحضير لبيان مفصل عن شؤون وشجون العمل الجمركي يتضمن اقتراحاتنا لتطوير ولتحسين الأداء ولإجراء الإصلاحات الضرورية، وسنرفعه لفخامتكم، في الوقت المناسب، ونحن بالرغم من كل المعوقات في الجمارك، نعاهدكم أننا سنبذل أقصى الجهود للحفاظ على عزة وكرامة هذه المؤسسة في إطار توجيهاتكم السديدة.
وكان رئيس الجمهورية عرض صباحًا مع الرئيس أمين الجميل للتطورات السياسية الراهنة على الساحة الداخلية وتطورات الأوضاع في المنطقة.
واستعرض الرئيس سليمان العلاقات مع عدد من الدول مع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور مطلعًا على بعض التقارير الواردة ذات الصلة بلبنان.
أرسل تعليقك