بيروت-لبنان اليوم
يجمع اللبنانيون بانتماءاتهم وأهوائهم المختلفة على أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني هو رجل إيران القوي في «العواصم العربية الأربع» التي تهيمن عليها ايران. هذا جل ما يعرف عن الرجل -على المستوى الشعبي- الذي كانت تتردد أخباره متنقلاً بين الخنادق والجبهات، برفقة قادة الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان.
وفي أوج الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مناطق مختلفة من لبنان ترددت معلومات عن زيارة قام بها سليماني إلى بيروت للاطلاع على حقيقة التطورات التي لامست للمرة الاولى البيئة الحاضنة لـ«حزب الله». شخصية بحجم سليماني لا يمكن ان يشكل اغتياله حدثاً عابراً في يوميات اللبناني، وذلك لعاملين: صلة الرجل الوثيقة بحياكة المشهد اللبناني عبر وكيله «حزب الله»، وأيضا لخشية اللبنانيين من ترددات هذا الحدث، واحتمال ان يكون بلدهم مسرحاً للمواجهة المتصاعدة بين إيران واميركا. فالمعروف ان علاقات وثيقة تربط سليماني
بقيادات حزب الله وقد اعترف مؤخراً أنه كان في لبنان لمساعدة «حزب الله» خلال حرب 2006. وأظهرت صور تجمعه بنصرالله على علاقة قوية جمعت الرجلين، كما كان لافتا نداء ابنة سليماني زينب الى عمها نصرالله الذي «اصطفته» ليثأر من مقتل والدها. ولأن شكل سليماني المرهوب الجانب حجر الزاوية في رسم استراتيجية النظام الإيراني وتثبيتها في
المناطق الخاضعة لنفوذه، فإن مقتله أبرز انقساماً حاداً في الشارع اللبناني الذي انفرز إلى شوارع: فريق رحب بالعملية معتبراً ان عدالة السماء تحققت رداً على عمليات الاغتيال التي نفذها محور سليماني بحق الرئيس رفيق الحريري ونخبة من قيادات ثورة الأرز، وفريق آخر خيم عليه الغضب والحزن وهو يمثل بيئة حزب الله وحلفائه، فيما لوحظ بعض الاستثناءات
التي «تعالى» أصحابها عن التعبير الانفعالي مقاربين التطورات بموضوعية. على الصعيد الرسمي، كان رئيس الجمهورية ووزير الخارجية اول المعزين بسليماني، الامر الذي أثار استنكار شريحة من اللبنانيين رأت ان زج لبنان في محور ايران ليس من مصلحة البلاد، لا سيما مع امتناع الرجلين عن ادانة الهجوم الارهابي على منشأة أرامكو السعودية.
قد يهمك ايضا:
باسيل ما زال متمسّكاً بحكومة اختصاصيين
تحركات داخل بعض المصارف ووقفات احتجاجية في صيدا
أرسل تعليقك