القاهرة ـ سعيد غمراوي
شنّ أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، هجوماً شديداً على الأحزاب الأصولية، مثل حزب النهضة التونسي، وحزب الحرية والعدالة المنحل ذراع جماعة الإخوان في مصر، بأنهم السبب في فشل الثورات العربية، وفشل الحكم الإسلامي في الكثير من الدول. وقال الظواهري في رسالة صوتية بعنوان "بعد سبع سنوات... أين الخلاص؟"، نشرتها مؤسسة "السحاب" التابعة للتنظيم إن أعداداً كبيرة من المسلمين طالبت بتطبيق الشريعة، فيما سعى الإسلاميون فقط إلى السلطة بتقديم (تنازلات) تمس صميم عقيدتهم.
وأضاف أن حزبي النهضة والإخوان كانا حريصين على إرضاء الغرب والولايات المتحدة؛ لكن هذا النهج لم يؤدِ سوى إلى عودة نفس الأنظمة القديمة – والتي وصفها بألفاظ جارحة - والتي كانت قد أزاحتها تلك الثورات. وقال باحثون في مصر: إن الظواهري يحاول العودة لمشهد الجهاد العالمي (المزعوم)... كما يحاول جاهداً الإبقاء على (القاعدة) بوصفها حركة متماسكة، رغم أنها بالفعل تفككت خلال السنوات الماضية، من خلال لومه للإسلاميين.
وعبر الظواهري في كلمته التي استمرت 12 دقيقة، عن استيائه من المصير الذي آلت إليه جميع الثورات العربية بعد أن تعرضت للقمع – على حد وصفه - باستثناء سورية التي دخلت في دوامة الحلول العالمية»؛ مما يعني أن الدول الكبرى هي ما تحدد مسار الأحداث. وبحسب الظواهري، فقد عادت الأنظمة في تونس ومصر واليمن وليبيا إلى الحكم، وإنه ينبغي على الجهاديين أن يتعلموا من تلك التجربة المريرة... فالدرس الأول الذي يود أن يتعلموه هو أنه لا يتعين على الجهاديين أن يسعوا إلى حلول توافقية فيما يخص عقيدتهم، مثلما تفعل باقي الأحزاب.
ويقدم تنظيم القاعدة نفسه طليعة الجهاد الحق ضد أميركا وروسيا وبريطانيا، وأصحاب منهج صحيح على خلاف داعش الذي يصفه بـالخوارج الغلاة والتكفيريين. وتشبه رسالة الظواهري الأخيرة إلى حد بعيد تلك التي بثها في أغسطس (آب) عام 2016 والتي استاء فيها من فشل الثورات العربية في مصر وتونس واليمن... وفي تلك الرسالة القديمة، شبه الظواهري، جماعة الإخوان بـحظيرة الدواجن التي تربي الدجاج لتسعد فقط بما يقدم لها؛ لكنها تتركها غافلة عما يحيط بها من أخطار محدقة.
أرسل تعليقك