بيروت - لبنان اليوم
طرح الاتصال الذي أجراه الرئيس المكلّف سعد الحريري برئيس "الحزب التقدّمي الإشتراكي"، وليد جنبلاط، بالتزامن مع زيارة الأوّل إلى فرنسا وقبيل ساعات من لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الكثير من التساؤلات عن سبب عدم اتصال الحريري برئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، لا سيما ،وأنّه من المفترض أنّ جعجع كما جنبلاط هما حليفان "استراتيجيان" على الأقلّ للحريري.
وعلى الرّغم من أنّ العلاقة بين "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي" تشهد بين الحين والآخر مداً وجزراً وسجالات وتباينات، إلا أنّ الثابت يبقى أنّ نظرة "استراتيجية" واحدة تجمعهم، وهو ما يفترض وجود تنسيق للمواقف المرتبطة بالاستحقاقات الكبرى، ومنها اليوم محاولة حشد الدعم عربياً ودولياً لتأليف حكومة بأسرع وقت والمضي بالإصلاحات وتأمين المساعدات من الجهات المانحة.
لكنّ تنسيق المواقف هذا اقتصر على "مقاربة مشتركة للتطورات الراهنة"، بين الحريري وجنبلاط، وذلك وفقاً لخبر الاتصال الذي جرى بينهما، فيما لم يسجّل أيّ تواصل بين الحريري وجعجع، الأمر الذي فتح الباب للتكهّنات بشأن واقع العلاقة بين الرئيس المكلّف ورئيس "القوات".
فكيف تقرأ "القوات" اتصال الحريري بجنبلاط، وعدم اتصاله بجعجع؟
اختلاف أولويات
ترى مصادر "القوات" في حديث لـ"لبنان 24" أنّ عدم اتصال الحريري بجعجع "يأتي في سياق طبيعي وهو اختلاف الأولويات"، موضحة أنّ "أولوية الرئيس الحريري اليوم هي تأليف الحكومة ولذلك يقوم باتصالات مع الأفرقاء الذين سمّوه في الداخل ومنهم جنبلاط، كما يقوم بجولات خارجية لأجل هذا الهدف، فيما أولوية "القوات" في مكان آخر، وهو الانتخابات النيابية المبكرة وإسقاط مجلس النواب".
وتشير المصادر إلى أنّ "كتلة اللقاء الديمقراطي" كانت قد سمّت الرئيس الحريري لتأليف الحكومة، وكان جنبلاط أبدى في مواقف عدّة دعمه للرئيس الحريري واستعداده للمشاركة بها بشكل أو بآخر، باستثناء بعض المواقف التي كان يدعو فيها الحريري للإعتذار".
مصلحة مشتركة
أمّا بالنسبة لـ"القوات"، فتشير المصادر نفسها إلى أنّ "موقفها كان واضحاً منذ البداية، وهو ليس موجّهاً ضدّ الرئيس الحريري، بل ضدّ الأكثرية الحاكمة، وهي لم تسمّ الرئيس الحريري لتشكيل حكومة، كما أنّها غير معنية أساساً بموضوع الحكومة لا من قريب ولا من بعيد".
وترى المصادر أنّ "الحريري اتّصل بجنبلاط على قاعدة وجود مصلحة آنية مشتركة بينهما وهي الحكومة، وأجواء "الإشتراكي" تبدي إيجابية تجاه الحكومة والتشكيل ودعم الحريري، فيما "القوات" هي خارج كل هذا المشهد".
ووفقاً لمصادر "القوات"، فإنّه "إذا كان من المفترض أن يكون هنالك اتصال بين الحريري وجعجع فهو لتنسيق المواقف بشأن دعوة "القوات" للانتخابات المبكرة وتقصير ولاية المجلس"، مشدّدة على أنّ "موقفنا ثابت بدعوة الرئيس الحريري للاعتذار، لأنّنا نعتبر أنّه مع الفريق الحاكم لا يمكن تحقيق أي شيء وهو ما عبّر عنه صراحة رئيس القوات".
قد يهمك أيضا :
الحريري يطير من أبو ظبي إلى باريس لبحث التطورات الدراماتيكية المتتالية في بيروت
جنبلاط ينعي ميشال المر ويؤكد لو كان موجودا لكانت الوزارة انتهت بأسبوع
أرسل تعليقك