أكد رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل انه ليس مرشحا الآن لرئاسة الجمهورية، معتبرا ان "أي محاولة لتطيير الانتخابات النيابية هي تعدّ على حق الشعب بتقرير مصيره وانقلاب على الدستور وسنواجهها بكل الوسائل".
واوضح الجميل، في حديث تلفزيوني، "اننا نسير على 3 مسارات متوازية: الموضوع السيادي والموضوع الإصلاحي مع محاسبة كل من يرتكب، وجمع اللبنانيين من كل الطوائف"، مبديا خشيته من عملية إخفاء لمعالم جريمة المرفأ.
ورأى ان القوات تغير مواقفها وفق مصلحتها وحساباتها، فعندما راهنت على العهد كان باسيل صالحا واليوم حصل العكس". وقال: "لست ضد القيام بمفاوضات غير مباشرة كما قام حزب الله لاسترداد أسراه، اذ لا يمكننا حل مشاكلنا البنيوية مع اسرائيل دون مفاوضات غير مباشرة كما يحصل مع ترسيم الحدود اليوم".
وعما اذا كان "حزب الله" يمنع الدولة من حل المشاكل مع اسرائيل، قال الجميل: "الحزب يخون كل الناس لترك القرار عنده، فكيف ستبرر ايران وجود موقع عسكري متقدم لها على البحر المتوسط وحدود اسرائيل وسوريا اذا لم يكن المبرر المواجهة مع اسرائيل؟"
وعلق الجميل على الفيديو المسرب لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بالقول: "لو أن أفرقاء السلطة يختلفون على مشروع اقتصادي وهذا ما يعطل الحكومة لكان الأمر مقبولا، لكن المشكلة ليست مشكلة رؤية انما مشكلة حصص".
وسأل: "ماذا نقول لمن لا يجد سريرا في المستشفى ويسمع مثلا الفيديو المسرب لرئيس الجمهورية"؟ وقال: "كلهم يكذبون على الشعب اللبناني وأقصد جماعة التسوية الرئاسية".
وتابع: "كل المجموعة التي غشت الناس بالتسوية الرئاسية وكل من بررها بشعارات كبيرة في الوقت الذي كانوا يبحثون عن مصالحهم أفلست البلد وسلمته لحزب الله".
وردا على سؤال، قال: "ميشال عون واجهة لمنظومة متكاملة قبلت بتسليم سيادة لبنان لـ"حزب الله" ومحاصصة البلد". ورأى ان "الرئيس عون أعطى غطاء الرئاسة الاولى لسلاح "حزب الله"، ما كلف لبنان عزلا دوليا وعربيا"، لافتا الى ان المشكلة بالمنظومة ككل"، وسأل: "من انتخب ميشال عون؟ أليس من يبحثون اليوم عن إقالته"؟.
وقال: "كل من وقف في وجه التسوية الرئاسية اعتبر خائنا، وكل أفرقاء التسوية قاموا بالتكافل والتضامن بحرب إلغاء ضده. فليسمحوا لنا كلهم مسؤولون". ولفت إلى "أننا حاولنا أن نكون معارضة من الداخل واستنفدنا كل المحاولات قبل الاستقالة من مجلس النواب، ولم نجد من يصوت على اقتراح قانون تقصير ولاية مجلس النواب حتى الذين يطالبون اليوم بانتخابات نيابية مبكرة".
ورأى أن المجلس النيابي غير قادر على القيام بشيء، مؤكدا "اننا نعمل على خلق جبهة كبيرة معارضة لمواجهة المنظومة"، وقال: "قادرون على لقاء الناس والعمل معهم لتغيير حقيقي".
وأعلن أنّ "الجبهة لم تطلق بعد ونحن على تواصل مع بعضنا البعض، وهدفنا الوصول الى اطار جامع وهذا ما نعمل عليه والتزمنا تحقيقه، فالاساس موجود". وشدد على أن "الوقت حان ليتقدم للبنانيين خيار بديل عن النهج القائم على غش الناس".
وعن دعوة "القوات اللبنانية" للانتخابات النيابية المبكرة، رأى الجميل ان "جعجع كان ضد الانتخابات النيابية المبكرة وعندما طرحناها قال انها مزحة"، أضاف: "لا اعرف اذا قرر العودة عن ذلك وافضل الانتظار للتأكد ما اذا كان سيثبت على موقفه، فنحن نسمع الشيء ثم عكسه".
واشار الى ان "لا ثقة لدينا بأن "القوات" تختلف عن المنظومة الموجودة، فهم كانوا جزءا من التسوية وساهموا فيها ودافعوا عنها وصوتوا على القانون الانتخابي الذي أوصل "حزب الله" الى السلطة وكانوا في الحكومة التي قامت الثورة ضدها ووافقوا على قانون الضرائب".
وقال: "لا أقدر أن أكون ضد سلاح "حزب الله" ثم أصوت مع مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية، وحان الوقت لان نقرن الكلام بالفعل. حان الوقت ليوقفوا العمل بطريقة انتهازية، فالمطلوب العمل بطريقة رصينة وأن نكون صامدين مع قواعدنا وناسنا والشعب الذي يطمح ان يرى اداء مختلفا".
وشدد على أنه "لا ثقة مع قيادة القوات، كما أرى أن لا ثقة بين قيادة القوات وقاعدتها"، مضيفا: "جمهور القوات جمهور مقاوم لكن اداء قيادة القوات اداء تسوية". وعن قضية انفجار مرفأ بيروت، قال: "القضاة المسؤولون عن التحقيق في انفجار المرفأ يتعرضون للترهيب، فهل ما يحصل مع الضباط المتقاعدين الذين يموتون فجأة من قبيل الصدفة؟، معربا عن خشيته من "عملية إخفاء لمعالم جريمة المرفأ".
وردا على سؤال، قال: "من انتخب مرشح "حزب الله" لرئاسة الجمهورية لا يمكن أن يسمي نفسه سياديا"، موضحا "اننا نسير على 3 مسارات متوازية: الموضوع السيادي والموضوع الإصلاحي مع محاسبة كل من يرتكب، وجمع اللبنانيين من كل الطوائف".
وعن الاستقالة من مجلس النواب، أشار الجميل الى "اننا استقلنا من مجلس النواب كي نعود إليه أقوى، ليس بمفردنا إنما مع كل من يشبهنا، وكانت خطوة الى الأمام هدفها أن نقوي جبهة المواجهة وكسر آخر الحواجز مع من يشكك في جديتنا بالخطاب التغييري".
وقال: "رؤيتنا للبنان واضحة وسيأتي الوقت الذي نضعه فيه على الطاولة، الوقت الآن لفك أسر الشعب اللبناني الذي هو اليوم رهينة". وعن التهريب الى سوريا، قال الجميل: "لا قرار بوقف التهريب، لأن "حزب الله" قرر ذلك ولو كان هناك دولة فعلا لكانت الحدود مضبوطة".
وعن رفع الدعم، قال: "هدفهم أن تبقى المنظومة قائمة للوصول الى الانتخابات وانا ضد رفع الدعم بالشكل المطروح"، مشيرا الى ان "الخيار الجيد تشكيل حكومة سريعة تأتي بأموال صندوق النقد الدولي"، مؤكدا "أننا نرفض تخييرنا بين رفع الدعم وبين استخدام الإحتياطي في مصرف لبنان".
وسئل الجميل: هل تتخوفون من حصول اغتيالات، فأجاب: "حزب الله يمارس سياسة الترهيب والترغيب، فسلسلة الاغتيالات كانت الترهيب كما في 7 أيار والقمصان السود والترغيب كان من خلال التسوية".
اضاف: "تبين ان الجزرة فعالة أكثر من العصا في سياسة حزب الله".
وتابع: "لا أتلقى تهديدات إنما تحذيرات من الأجهزة الامنية. اننا نتحول إلى دولة بوليسية بطريقة وقحة وأخشى على الحريات العامة". وفي الملف الصحي، رأى الجميل ان "أزمة كورونا صعب احتواؤها"، مشيرا إلى "اخطاء مميتة ارتكبتها السلطة". واعتبر أن "قرار فتح البلد مع قدوم عيد رأس السنة كان خطأ مميتا".
ولفت الى أن "منذ شباط كل الدول تجهزت لتواجه كورونا إلا لبنان"، وقال: "ان السلطة لا تستوعب فظاعة الكارثة، فالحسابات الصغيرة والنكايات السياسية مستمرة، ومشكلتنا الاساسية ان "ليس لدى المسؤولين دم" وضميرهم لا يوجعهم، المهم أن مصلحتهم فوق اي اعتبار آخر".
وعن لقاح كورونا، قال: "كل دول العالم أخذت موافقات وبدأت استيراد اللقاح الا السلطة لدينا تأخرت شهرا، ما زاد من عدد الوفيات"، مبديا تخوفه من ان تكون أولوية الوزراء والنواب تلقي اللقاح. واكد انه "يجب البدء بالطواقم الطبية وكبار السن ومن لديهم أمراض مزمنة"، مشيرا الى أنه لن يتلقى اللقاح قبل الانتهاء ممن لديهم أولوية عليه.
قد يهمك أيضا :
سامي الجميل يُحذّر من "الانهيار الكامل" بسبب الدعم أو استعمال الاحتياطي
النائب اللبناني المستقيل سامي الجميل ينعى مسعود الأشقر
أرسل تعليقك