الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
لم تصدر الحكومة السودانية وبشكل رسمي أي تعليق على إعلان السلطات الليبية، الأحد، إغلاق حدودها مع جيرانها الأربعة في الجنوب (السودان والجزائر والنيجر وتشاد)، بسبب تدهور الوضع الأمني في جنوب البلاد، الذي أعلن "منطقة عمليات عسكرية مغلقة، فيما فضل سفير السودان في ليبيا حاج ماجد سوار الحديث عنه في وقت لاحق.
ويصف نقيب الصحافيين السودانيين الدكتور محي الدين تيتاوي القرار بأنه سينعكس بشكل إيجابي على الأمن في دارفور، بعد أن استغلت الحركات الدارفورية المسلحة المناطق الحدودية نقطة انطلاق لها لشن عمليات عسكرية في الإقليم، ويضيف أن الإقليم يدفع حتى الآن ثمن إفرازات حكم القذافي، الذي حظيت منه حركات دارفور المسلحة بأنواع الدعم كافة، كما أن جماعات تعمل في تهريب البشر إلى ليبيا نشطت في الفترة الأخيرة في تهريب جنسيات مختلفة، وهؤلاء يبحثون عن فرص للعمل، لتستغل هذه الجماعات حاجتهم والوضع الحالي في ليبيا في إتمام عملياتها، مخالفة بذلك القانون.
وقال تيتاوي: إن هذه العمليات أثرت بشكل سالب على السودان، ويقول مصدر في شمال دارفور فضل عدم الكشف عن اسمه لـ "العرب اليوم": إن القرار سيؤثر على الحركة بين ليبيا وشمال دارفور في جانبها الإيحابي، لكنه عاد وأشار إلى أن عمليات ضبط وتنظيم الحركة على الحدود ستحقق نتائج أفضل من السابق.
وكان رئيس الوزراء الليبي علي زيدان اختتم، الجمعة، زيارة إلى السودان التقاه خلالها الرئيس السوداني عمر البشير، وكانت قضايا تأمين الحدود من بين موضوعات حواره مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه، كما أجرى زيدان لقاءات مع الأجهزة الأمنية في الخرطوم. ويربط طريق بري ليبيا بولايتي شمال دارفور والولاية الشمالية، ويوفر الطريق رغم وعورته وطول المدة التي تستغرقه رحلاته (6 أيام) بضائع وسلعًا ليبية في الأسواق السودانية الرئيسية، وبحسب النص الذي أوردته وكالة الأنباء الليبية، فإن المؤتمر الوطني العام، أعلى هيئة سياسية في البلاد، "قرر إغلاق الحدود الجنوبية لليبيا مع السودان والنيجر وتشاد والجزائر مؤقتًا، وإلى حين تنظيمها وإعادة فتحها، بالتنسيق مع دول الجوار.
وأوضح النص الذي صوت عليه المؤتمر، مساء الأحد، بغالبية 136 صوتًا، في المادة الأولى منه أن "تكون مناطق غدامس وغات وأوباري والشاطئ وسبها ومرزق والكفرة منطقة عمليات عسكرية مغلقة، تطبق بشأنها التشريعات الاستثنائية".
وكلف القرار، بحسب شبكة "الشروق" السودانية وزير الدفاع بتعيين حاكم عسكري للمنطقة الجنوبية، على أن يكون من خارجها، ويمنح الصلاحيات كافة المخولة للسلطة التنفيذية في هذا الخصوص، بما في ذلك القبض على المطلوبين للعدالة في هذه المناطق، وإبعاد المتسللين عبر الحدود، وإعادتهم إلى أوطانهم.
وكانت فرق عسكرية ليبية بالتعاون مع القوات السودانية عثرت على كمية كبيرة من الأسلحة وصواريخ "غراد" والذخائر والوقود في أيلول/ سبتمبر الماضي، كانت مخبأة تحت رمال الصحراء، بالقرب من الحدود الليبية السودانية، كانت معدة من قبل بعض العصابات للهجوم على مدينة الكفرة، أو لتهريبها داخل المدينة.
وكان رئيس الوزراء الليبي الذي استهل زيارة خارجية بالجزائر واختتمها بالسودان، تحدث عن تحضير بلاده لمؤتمر يبحث في قضايا الأمن على الحدود، تشارك فيه كل دول الجوار الليبي.
أرسل تعليقك