أثار كلام رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أزمة دبلوماسية بين تركيا ولبنان بعد اتهامه أنقرة "بالتمدد سياسيًا وماليًا وأمنيًا في لبنان" من خلال رعاية التظاهرات التي تحدث في الشمال.
وتتعرض تركيا لانتقادات عربية لاذعة وتتهما دول عربية مؤثرة بالتوسع في المنطقة العربية من خلال وجودها العسكري في ليبيا وسورية، كذلك حضورها خصوصًا من خلال بعض التيارات الإسلامية.
واستنكرت وزارة الخارجية التركية، في بيان الاربعاء، اتهامات باسيل، معتبرة أنها "عارية تمامًا من الصحة". وقالت: "ليس من الممكن أخذ هذه التصريحات الخبيثة على محمل الجد"، مضيفة: "ومن يثيرون هذه المزاعم في مواقع تمكنهم جيدًا من معرفة من يعتبرون لبنان حديقة خلفية لهم، ويتدخلون في شؤونه".
في المقابل، كشفت مصادر دبلوماسية متابعة لــ "الجريدة"، الاربعاء، عن "نية السلطات التركية استدعاء السفير اللبناني لديها لسؤاله عن فحوى كلام باسيل وما إذا كان مستندًا إلى أدلة موثقة".
وأشارت إلى أن "انقرة عادة لا تعلق على كلام سياسي لغير الرسميين لكنها تدرك تأثير باسيل وقربه من مركز القرار في لبنان". وتساءلت: "هل يتبنى عم باسيل رئيس الجمهورية ميشال عون ما صدر من كلام بحق الدولة التركية؟ وهل سيصدر موقف رسمي من وزارة الخارجية ينفي تلك الادعاءات؟". لكن مصادر اخرى رأت أن تصريحات باسيل قد تلقى صدى إيجابيًا في بعض العواصم العربية.
ويتحدث بعض المسؤولين اللبنانيين بتشكك عن قيام تركيا بتقديم مساعدات في منطقة باب التبانة في مدينة طرابلس التي تضم أكبر تجمع حضري للسنة، ويعتبرون أن الحراك التركي يحمل طابعًا سياسيًا في هذه المنطقة الفقيرة بالموارد والغنية بالنشاط السياسي.
وكان وزير الداخلية محمد فهمي أدلى بتصريحات الشهر الماضي حول التدخلات الأجنبية وإثارة الاحتجاجات في الشمال فسرها البعض على أن تركيا هي المقصودة
في موازاة ذلك، لا يزال هجوم رئيس الحكومة حسان دياب الحاد الذي شنه من على منبر مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للدفاع على وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يتفاعل على الساحة السياسية الداخلية. وغرّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع على حسابه الخاص عبر "تويتر"، أمس، قائلًا: "ليس مقبولًا من أحد أن يعكِّر علاقة لبنان التاريخية بفرنسا. إن فرنسا كانت دائمًا وفي كل الظروف والمصاعب والتحديات إلى جانب لبنان. فليس هكذا نكافئ من دعم ويدعم لبنان". ويبدو أن رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط اتخذ القرار بمعارضة الحكومة ورئيسها حسان دياب علنا فشنّ أمس هجومًا لاذعًا عليها واصفا إياها بـ"حكومة الذئب". وقال: "يجب التفكير جديًا بتغييره لأنّه فاقد الذاكرة"، مضيفًا أنّ "الوقت قد حان لتُدرك الجهات الراعية للحكومة خطورة الوضع الذي وضعنا فيه".
في سياق منفصل، زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الديمان، أمس، وكان عرضٌ لمجمل الأوضاع العامة في البلاد.
وردًا على سؤال عما يحكى عن وساطة يقوم بها بين البطريرك و"حزب الله" نفى اللواء إبراهيم الأمر نفيًا قاطعًا، وقال إنه لم ينقل إلى البطريرك "أي رسالة من حزب الله ولم يحمل أي رسالة من البطريرك إلى الحزب".
وتابع: "أعتقد أن البطريرك ليس في حاجة إلى تبادل رسائل فهو على اتصال دائم بجميع مكونات الشعب اللبناني".
وعن موقفه من مشروع الحياد الذي طرحه البطريرك، قال: "ليس لدي موقف شخصي من هذا الموضوع. فالبطريرك يسوّق لهذه المبادرة وأعتقد أن هذا الحياد، كما قال غبطته، في حاجة إلى إجماع جميع اللبنانيين، ونأمل أن يحصل ذلك".
وردًا على سؤال عن الحوادث التي تحصل في الجنوب وهل هو متخوّف من عدم التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب، أجاب: "نحن مع التجديد للقوات الدولية ليبقى الاستقرار موجودًا على جانبي الحدود، والوضع اليوم متوتر وغير مضمون، لكن بالعمل الجاد نستطيع أن نستوعب ونخفف من حدة التوتر".
وكانت صحيفة الأخبار المحسوبة على حزب الله هاجمت الراعي الاربعاء، ووضعت على غلافها في الصفحة الأولى صورة كبيرة له تحت عنوان "هل قلتَ حياد؟"
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
جبران باسيل يوضّح أن لبنان يتعرّض لمحاولة إسقاط الحكومة
باسيل يؤكّد أن بديل الحكومة اللبنانية غير متوفر ولا نريد مواجهة مع واشنطن
أرسل تعليقك