شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة

شبان من مدينة حلب
دمشق- العرب اليوم

بين حارات مدينة حلب القديمة المدمرة، وخاناتها المهجورة التي يخيم عليها الصمت المطبق، اختار مجموعة من الشبان الحلبيين تلك الأماكن ليمارسوا رياضة القفز "الباركور" على انقاض مدينتهم المدمرة، بهدف تفريغ الشحنات السلبية الموجودة بداخل كل شخص منهم وتحويلها إلى طاقة إيجابية.

هؤلاء الشبان الذين جمعهم حب رياضة القفز أرادوا إيصال رسالة للعالم بأن مدينة حلب المدمرة، ستخرج من تحت هذا الركام والاحجار المدمرة، وسيعود لهذه المدينة بريقها رغم وضعها الحالي.

ففي طريق يغطيه التراب وتتكدس على جانبيه الحجارة، يجري مجموعة من فريق باركور حلب، بخفة وهم ينادون بعضهم البعض بالقاب معينة، قبل أن البدء بالقفز والدوران في الهواء بحركات بهلوانية جميلة تمزق صمت المكان وتعطيه شيئا من الحيوية والضجيج.

وبعد تدريبات بسيطة وقفزات تجريبية على إحدى الأبنية المدمرة في حلب القديمة، وجدال بين اللاعبين، يقف اثنان من هؤلاء الشبان ليقفز كلا منهما بعكس الآخر دون ان يصدما بعضهما بين تلك الكتل الكبيرة من الأنقاض التي خلفتها الحرب، ليعلو بعدها التصفيق "لقد نجحنا".

ثم يتابع هؤلاء الشبان مسيرهم إلى مكان آخر يبدو خطيرا، ليقفوا على سوار احد الجدران القديمة الذي يطل على باب انطاكية بحلب القديمة، وهنا يبدو المشهد مرعبا منذ بدايته، إذ سيقوم هؤلاء الشبان بالقفز والدوران بالهواء والوقوف على حافة السور الذي لا يتجاوز عرضه الـ 50 سم ، ثم يتابعون الركض باتجاه حارة ضيقة وهم يقومون بحركات التشقلب في الهواء أثناء الركض.

وقال عمر كوشه البالغ من العمر 30 عاما، لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق اليوم (السبت) إن الفريق تأسس منذ 4 سنوات في ظل ظروف الحرب الوحشية التي كانت تخوضها مدينة حلب" ، مبينا أن الفريق مؤلف من 7 إلى 10 لاعبين اغلبهم طلاب في الثانوية وطلبة الجامعة.

وأضاف كوشه يقول والذي وقف بين اطلال حارته التي عاش فيها فترة من الزمن، إن "رياضة الباركور مصنفة من الرياضات الخمس الأخطر في العالم"، مؤكدا " نحن كشبان نتعرض لضغوطات كبيرة خلال الحرب التي عصفت بمدينة حلب فشكلت بداخلنا طاقة سلبية فأردنا تفريغها وتحويلها إلى طاقة إيجابية عبر ممارسة رياضة القفز (الباركور)".

ولفت كوشه إلى أن هناك اقبالا من قبل أهالي حلب لمشاهدة هذه الرياضة الخطيرة.

ورياضة "الباركور" هي الانتقال من نقطة معينة إلى أخرى باستخدام القوة البدنية والقدرة على تطويع العقبات، كالحيطان والسلالم والأعمدة، لتصبح داعمة للحركة لا عائق لها.

وتعود جذور هذه الرياضة إلى فرنسا، حيث كانت في البداية أحد الفنون القتالية التي يتدرب عليها الجنود في الجيش، لكن ديفيد بيل، الأب الروحي لهذه اللعبة، طورها وانتقل بها إلى مستوى آخر أكثر شعبية.

أما "الركض الحر" فهو نوع أخر من الحركة قائم على التشقلب والدوران في الهواء والركض ولا يتضمن شرط الوصول من نقطة إلى أخرى كالباركور.

وتعني كلمة "باركور" بالفرنسية "الطريق أو الممر"، وهي بالنسبة لممارسيها تتجاوز كونها رياضة لترقى إلى مرتبة الفلسفة.

وتابع عمر يقول " نحن اردنا إيصال رسالة مفادها ان مدينة حلب التي دمرت كان لنا فيها ذكريات مختلفة ، ونحن عشنا وتربينا في هذه الحارات والازقة الضيقة .. وآن الآوان لهذه المدينة ان تنفض عنها غبار الحرب ويعود لها بريقها.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق على اطلاق فيديو يحمل اسم "شباب من تحت الرماد"، مؤكدا أن هذا الفيديو لم ير النور ونتمنى ان نجد جهة ما تتبنى هذا العمل.

وأوضح كوشه أن هذه الرياضة خطيرة جدا وتتطلب لياقة عالية وتدريب مستمر، لافتا إلى أن الفريق يتدرب في الحدائق العامة وعلى الأنقاض في مدينة حلب المدمرة.

وعلى المستوى المحلي، أصبح هؤلاء الشبان مشهورين في حلب وفي مدن سورية أخرى حيث يمكن اعتبارهم الرواد في أداء الباركور، وهو أمر غير شائع على نطاق واسع في سوريا.

ويقولون إنهم يستطيعون التدرب على الباركور واللعب في كل مكان، لكنهم يحبون الأداء في حلب القديمة لإيصال رسالة.

وقال ياسر مارديني، وهو لاعب من الفريق، ل(شينخوا) بدمشق، "يمكننا أن نعمل بها وممارستها في كل مكان، ولكن في الغالب نمارس تلك الرياضة في حلب القديمة، من خلال القفزات والتنقل في الأماكن التي دمرت، لكي نرسل رسالة مفادها أن الحياة بدأت تعود إلى هذه المناطق".

وتجمع العشرات من أهالي مدينة حلب القديمة الذين عادوا للسكن في بيوتهم لرؤية ما سيقدمه هؤلاء الشبان الذي وصف أحدهم الفريق بأنهم "متهورين" لشدة الخطورة التي ترافق تلك الرياضة .

وعبر شادي (33 عاما ) عن دهشته لما شاهده من قفزات لهؤلاء الشبان وخاصة على سور باب انطاكية، وقال " لقد مسكت قلبي بيدي، وحبست انفاسي خشية أن يسقط احدهم بخطأ ما ويفارق الحياة"، لكنه لم يخف اعجابه بما قدمه هؤلاء الشبان.

وقال معتز وهو صاحب متجر في احد احياء حلب القديمة، واثناء مشاهدته لاحد اللاعبين وهو يقفز من أعلى قنطرة في سوق طويل ويتقلب بالهواء عدة مرات ثم يقف على قدميه، "احسنتم .. انتم شباب شجعان" في حركة منه لتشجيع الفريق على المضي قدما في تقديم الأفضل.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة



GMT 11:55 2020 الأحد ,05 إبريل / نيسان

كورونا يقتل زوجين بفارق 6 دقائق

GMT 09:08 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

مؤتمرو برلين يدعون لعدم مهاجمة منشآت النفط الليبية

GMT 09:05 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

السيسي يصل إلى لندن قادما من برلين

GMT 13:04 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

نقابة الأطباء بحثت مع الراعي في نقص المستلزمات الطبية

GMT 13:02 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

الحواط مغرداَ الانتخابات نيابية مبكرة في الربيع المقبل

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:15 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 لبنان اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 09:05 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 لبنان اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 لبنان اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة

GMT 12:50 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

ببغاء يُفاجئ باحثي بممارس لعبة تُشبه الغولف

GMT 07:05 2014 الخميس ,03 تموز / يوليو

إلغاء الانتخابات؟

GMT 20:09 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

مهرجان الرقص في دورته الثانية في صور

GMT 20:24 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

كارمن سليمان تستفز الجمهور بصورها مع ابنها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon