شارك الآلاف من أنصار حركة الجهاد الإسلامية في المهرجان المركزي الذي أقامته الحركة، اليوم الجمعة، في ساحة الكتيبة في مدينة غزة لإحياء ذكرى انطلاقتها الـ 29 وذكرى استشهاد مؤسسها د. فتحي الشقاقي. ووجه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان شلح، في كلمته خلال المهرجان عدة رسائل للأمة الاسلامية والشعب الفلسطيني وكلمة لحركة الجهاد الاسلامي.
واعتبر شلّح، أن الحصار على الشعب الفلسطيني لم يشتد كما يشتد الآن ولم يطالب الفلسطينيين للاستسلام الكامل للمشيئة الإسرائيلية والأميركية كما يطالب اليوم. ودعا الرئيس محمود عباس إلى إلغاء اتفاق "اوسلو" من الجانب الفلسطيني، ووقف العمل به في كل المجالات وان يفي بوعوده للشعب الفلسطيني، داعيا" إلى سحب الاعتراف بدولة الاحتلال الاسرائيلي، لان هذا الاعتراف ام الكبائر والمصائب".
كما دعا شلّح إلى اعادة بناء منظمة التحرير، لتصبح الاطار الوطني الجامع الذي يضم ويمثل كل القوى الفلسطينية، واعلان أن المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني مرحلة تحرر وطني. وشدّد على" أهمية انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وصياغة برنامج وطني جديد وموحد، وإعداد استراتيجية شاملة على قاعدة التحلل من اتفاق "اوسلو" بما ينهي وجود سلطتين في غزة ورام الله، وينهي حالة الصدام القائم بين مشروعين وبرنامجين".
وطالب شلح بصياغة برنامج وطني لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والخروج من حالة اختزال فلسطين ارضا وشعبا في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشددا على ان الشعب الفلسطيني واحد وقضيته واحدة.
ودعا إلى الاتصال بكل الأطراف العربية والإسلامية ليتحملوا مسؤولياتهم اتجاه القضية الفلسطينية، والعمل مع مصر لإنهاء الحصار عن قطاع غزة، داعيا منظمة التحرير لملاحقة دولة الاحتلال أمام محكمة الجنائية الدولية كـ"مجرمي حرب". وشدّد على أهميّة إطلاق حوار وطني فلسطيني شامل، مؤكّدا" أن الجهاد الإسلامي تمد يدها للجميع، ولكل القوى والمكونات من اجل تحقيق التغير المطلوب".
واعتبر شلّح،" أن المسار الذي تقترحه الجهاد الاسلامي سيربك العدو ويفك اسر القضية الفلسطينية ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية، ويحميها من التهميش والخذلان، ويعيد ترتيب البيت الفتحاوي ويحافظ على وحدة فتح ويعيد ترتيب البيوت المناضلة". ووجّه كلمته للرئيس ابو مازن" قائلاً: ادعوك اليوم قبل أن تغادر مكانك لأي سبب، أن تفعل شيئا لتنقذ الشعب الفلسطيني ليكتب لك ولنا النجاة في محكمة التاريخ".
واضاف:" لا يمكن تبرئة أنفسنا كفلسطينيين من الحال الذي وصلت إليه قضيتنا، والخطاب الفلسطيني الراهن منهمك في جلد الذات ولا يريد أن يقترب من معرفة الذات او نقد الذات". وشدد على" أن الجهاد هي حركة مقاومة بمرجعية إسلامية، وليست إسلاما سياسيا لا عاصمة لهم في العالم غير القدس". واعتبر أن تجريم المقاومة وملاحقتها من اجل الحفاظ على امن الاحتلال جريمة بحق فلسطين وشعبها المنكوب.
وأكد شلّح أن رسالة المهرجان هي تصويب البوصلة وملامسة الجذور للوضع الفلسطيني، مشددا" ان التحرير واجب والسلطة وهم كبير". وأضاف:"وهم الدولة لم يتحقق ووهم السلطة الوطنية أيضا، بل استخدم لتمرير اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل". ولفت إلى أن التخلي عن فلسطين والشراكة مع إسرائيل لن يوفر الحماية لأحد، وسيعمق الشرخ بين الحكام والمحكومين، وسيزيد من كراهية الشعوب لحكامها، و"أن موقف الجهاد منذ بداية الحريق المشتعل في المنطقة، هو عدم الزج بفلسطين وقضيتها في المحاور".
وأفاد شلح، أن غزة التي تصدت لثلاثة حروب ليست "مكسر عصا"، وأن المقاومة في قطاع غزة وفي ظل التنسيق القوي بين الاجنجة العسكرية، هي في قمة الثقة بالنفس ودرجات الجهوزية. وأكد:" لن يكتب لهذه الامة نصرا ولا عزة ولا كرامة، اذا هي فرطت بقلبها "فلسطين والقدس".
من جهته قال د. محمود الزهار القيادي في حركة "حماس" خلال مشاركته في المهرجان المركزي للجهاد، أنهم في حركة حماس وذراعها العسكري كتائب القسام أيديهم ممدودة إلى كل من يحاول تحرير فلسطين". وأضاف:" لا نقبل بأي تنازلات واعتبارات دولية إلا ما يخدم القضية الفلسطينية".وأفاد:" أن وحدة مشروع المقاومة لا يقبل التجزئة، وحركة حماس لا تقبل إلا الأسلحة والصواريخ والعبوات لتحرير الأرض الفلسطينية، وإعداد الإنسان الذي هو جوهر هذه القضية".
وتابع الزهار:" نؤكّد على وحدة الأرض والإنسان ووحدة المقاومة والتاريخ، ولا نعرف في لغتنا أن فلسطين كما يسميها البعض الضفة وغزة، بل هي من حدود لبنان إلى حدود مصر ومن النهر إلى البحر، هذه فلسطين التي لا تقبل قسمة على أي علم". وأشار إلى أن حركته قد تختلف في المشروع والوسيلة، ولكنها تتفق مع الجهاد الإسلامي، وان هناك ثوابت لا تمس ورؤى واضحة وثابتة لا تتغير بتغير الزمان ولا المكان. واعتبر الزهار ان يوم انطلاقة الجهاد الإسلامي، هو يوم من أيام المقاومة والعزة والنصر في ذكرى الشهداء والأوفياء.
أرسل تعليقك