الخرطوم تدفع معارضيها إلى تبني العمل المسلح
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

الناشطة هالة عبدالحليم لـ"العرب اليوم":

الخرطوم تدفع معارضيها إلى تبني العمل المسلح

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الخرطوم تدفع معارضيها إلى تبني العمل المسلح

الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق

أكدت رئيس حركة "القوى الجديدة" الديمقراطية (حق)، الناشطة السودانية هالة عبدالحليم، رفضها الدعوات التي صدرت أخيرًا لإلحاق المعارضة المدنية ممثلة في قوى الإجماع الوطني بالمحادثات الأخيرة التي دارت في أديس أبابا، بين "الحركة الشعبية قطاع الشمال" وحكومة الخرطوم، في إطار المبادرة الإقليمية والقرارات الدولية. التقى "العرب اليوم" رئيس حركة "حق"، وطرح عليها عددًا من الأسئلة والاستفسارات  عن المشهد السياسي الراهن ودور المعارضة، وذلك في الحوار التالي:    ** دعت الحكومة السودانية إلى حوار مع القوى المعارضة.. هل قبلت حركتك هذه الدعوة ؟ - قبل الإجابة على هذا السؤال، لابد لي من التعليق على الدعوات التي صدرت من هنا ومن هناك لإلحاق المعارضة المدنية ممثلة في قوى الإجماع الوطني بمحادثات أديس أبابا بين "الحركة الشعبية قطاع الشمال" والخرطوم، نريد أن نوضح ونسجل موقفنا هنا بصورة لا لبس فيها، نحن نرفض هذه الدعوة من أي طرف جاءت، سواء من طرف يستخدمها فقط ككرة في صراعه مع السلطة، وطرف آخر يريد أن يقفز عليها لتصفية حسابات لا شأن للقضية الوطنية بها، إننا نرفض هذه الدعوة مبدئيًا لأننا نؤمن بأن المنبر المناسب لمناقشة القضايا الوطنية ليس منبرًا ثنائيًا تلحق به المعارضة الوطنية المدنية إلحاقًا، بينما هي طرف أصيل في العمل الوطني لا يتصدق عليها أحد، ولأننا خبرنا الحلول الثنائية من قبل، وتعلمنا دروسنا ولسنا على استعداد لتكرارها تحت أي ذريعة، أما اإجابة على سؤالك: فإننا مبدئيًا لا نرفض أي دعوة للحوار، ولكننا نرى ضرورة أن يتم مناقشة الأزمة الوطنية من خلال لجنة أو هيئة يتم الاتفاق على طريقة تكوينها والتمثيل فيها على قدم المساواة بين جميع الفرقاء، وهذه اللجنة، والتي هي منبر وطني أولاً وأخيرًا، يجب ألا يناط بها إدارة الحوار فقط عند الشروع فيه، وإنما إدارة الدعوة للحوار ذاته، ويشمل ذلك تحديد متطلبات الحوار، وليس شروطه، من جانب الأطراف كافة والسعي إلى توافرها، والاتفاق على الهدف الكلي والنهائي للحوار وغاياته، ونطاقه وأجندته وآلياته ومخرجاته المتوخاة ووسائل وضعها موضع التنفيذ. ** ماذا عن مشاركتك مع آخرين في التوقيع على وثيقة "الفجر الجديد" في كمبالا، التي أثارت جدلاً على الساحة وبخاصة أن أحد أطرافها المجموعات المسلحة، وإلىأاين وصل هذا الجدل ؟ - نعم وقعنا وثيقة "الفجر الجديد" باعتبار أنها توحيد للعمل المعارض بكل وسائله، وإن الذين يدفعون إلى خيار العمل المسلح والحل العسكري هم فئتان: الفئة الأولى هي النظام نفسه لأنه بإغلاق طرق الحوار الجاد مع القوى المدنية وتضييقها من خلال التمسك بممارسات الاعتقال التعسفي والقوانين المنتهكة للحريات، إنما يدعو هذه القوى إلى الذهاب لطاولة الحوار عن طريق الغابة، وطالما أن الحكومة لا تستجيب للحوار إلا تحت فوهة البندقية وهراوة النظام الدولي، وطالما هي لا تحاور إلا من حملوا السلاح، فهي تتحمل مسؤولية دفع الناس دفعًا إلى حمل السلاح، أما الفئة الثانية، فهم أولئك، سواء كانوا في صفوف المعارضة أو أبواقًا للنظام، أو حسنو النية، الذين يجعلون من العمل المدني وجهًا آخر للاستسلام للنظام والانخراط فيه، وأداة للمساومة وتحقيق المصالح الذاتية، لا أداة للمقاومة ودفع القضايا الوطنية للأمام، إن الدعوة لنبذ العمل المسلح لن تكون ذات مصداقية ومعنى إيجابي إلا حينما ترفق بمواقف وأفعال وإجراءات تجعل العمل المدني فعالاً وثمراته مشهودة للناس، أما إذا استمر الناس يرون أن النتائج تتحقق فقط من خلال العمل المسلح، وأن العمل المدني لا يثمر سوى المزيد من الهزائم والخيبات، فلن يكون بوسع أحد أن يُثنيهم لو اتخذوا الطريق الصحيح، وسيظل الجدل بشأن الوثيقة مستمرًا لتطويرها، وتحقيق المزيد من الاتفاق حولها، لا سيما وأن هناك دعوة للحوار مطروحة بشكل واسع قدمت هذه المرة حتى للأحزاب السياسية المدنية على غير العادة. **يتساءل البعض عن الذي يجمع بين أحزاب وقوى مدنية وحركات تحمل السلاح، وبخاصة  أن تلك الأحزاب مدنية تتحدث عن الحكم الديمقراطي، بينما ترفع الحركات السلاح، والشاهد على ذلك ما حدث في أم روابة وأبو كرشولا، وتصريحات الجبهة الثورية بأنها ستنقل  الحرب من الهامش إلى مناطق جديدة؟ - أثبتنا منذ البداية وحتى الآن أننا نعمل على تغيير النظام عبر نضال وطني سلمي، ونحن غير مسؤولين عن انتهاج غيرنا لوسائل أخرى فرضها عليهم واقعهم، لكل معارض وسيلته التي أقرها وهو الذي يُسأل عنها، ما يجمعنا هو مظالمنا وعذاباتنا المشتركة تحت وطأة هذا النظام، بل على العكس من ذلك تمامًا، فهم يجدون الاهتمام من النظام ويجلس معهم للمفاوضات، وهذا ما لا تجده المعارضة السلمية المدنية.   **ماهي رؤية الحركة لمعالجة قضايا السودان؟ -نعمل في الحركة على تأسيس حركة ديمقراطية سياسية واسعة، تناضل من أجل الفقراء والكادحين والمستغلين والمقهورين، ولغيرهم من المنتجين بأذهانهم وأيديهم، من أجل   تبصيرهم بحقوقهم وتنبيههم إلى القوى الكامنة فيهم، وتنظيمهم لامتلاك مصيرهم وهزيمة أعدائهم، وبناء المجتمع الغني القائم على الوفرة، المتقدم المعتمد على العلم والتقنية، والعادل الذي يتمتع فيه المنتجون بخيرات إنتاجهم.      ** هناك حديث عن خلافات وتباعد في رؤي تحالف قوى الاجماع الوطني، هل هذا صحيح؟ وهل المعارضة متفقة على متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية؟ - إن المعارضة وبخاصة في شقها المدني، لا تزال تعيش حالة متأخرة من الغيبوبة، فهي غارقة حتى أخمص قدميها في مشاكلها الصغيرة الذاتية ونزاعاتها قصيرة النظر بشأن المناصب، وقتالها غير المبدئي على الأجندة الخفية، وهي ذاهلة تمامًا عن القضايا الوطنية الرئيسة وقضايا الشعب، هل يمكننا الاستمرار في إطلاق الشعارات فقط من دون فعل مؤثر؟، بينما الأطفال والأمهات والآباء والشباب يفقدون فرص الحياة وفرص العيش وفرص العمل وفرص أن يكونوا آدميين بالمئات كل ساعة!.   جدير بالذكر أن رئيس حركة "القوى الجديدة" الديمقراطية (حق)، هالة عبدالحليم، تصنف كواحدة من رموز المعارضة والقيادات الناشطة في المسرح السياسي السوداني، وظلت منذ العام 2006م   تتولى رئاسة الحركة، ووقعت مع بعض أحزاب المعارضة على وثيقة "الفجر الجديد"، ثم  عادت إلى الخرطوم أخيرًا، واحتجزتها السلطات السودانية لساعات في المطار، ثم أفرجت عنها.  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخرطوم تدفع معارضيها إلى تبني العمل المسلح الخرطوم تدفع معارضيها إلى تبني العمل المسلح



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon