مجاهرون بالإفطار في تونس ينشرون صورهم
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

مجاهرون بالإفطار في تونس ينشرون صورهم

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مجاهرون بالإفطار في تونس ينشرون صورهم

تونس - العرب اليوم

مع بداية أيام رمضان هناك أخذ ورد في تونس بشأن فتح المقاهي والمطاعم للمفطرين نهاراً. وقد نشر مفطرون صورهم على الإنترنت في تحد لتصريحات المتدينين الذين هددوا بالإشهار بهؤلاء على صفحات التواصل الاجتماعي. في بعض شوارع تونس، تنبعث رائحة السجائر من المقاهي والمطاعم التي أسدلت ستائر قاتمة الألوان أو غطت واجهاتها البلورية بأوراق الصحف لحجب رؤية المفطرين بها خلال أيام رمضان. فرغم تحذيرات بعض المحسوبين على التيارات الدينية، يفتح عدد من المقاهي السياحية والشعبية أبوابها للزبناء المفطرين من بين المواطنين التونسيين. وقد أعلن الشيخ عادل العلمي رئيس الجمعية الوسطية للدّعوة والإصلاح، في تصريحات إعلامية، أن الجمعية ستتصدّى هذه السنة "للمجاهرين بالإفطار وذلك بالتشهير بهم عبر صفحات "فيسبوك" وستكون لهم بالمرصاد من خلال تصويرهم ونشر صورهم ". وقد طالب الشيخ العلمي وزارة الداخلية بتنظّيم حملات أمنية لردع المجاهرة بالإفطار وتطبيق القانون و"سحب الرخص  من المطاعم و المقاهي المفتوحة". رغم توضيحات لاحقة بأن التصريحات قد فهمت خطأ، لاقت هذه الدعوة التي عقبتها دعوة مشابهة لنور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية، استنكاراً كبيراً من قبل المهتمين بالشأن العام. فقد قال وزير السياحة التونسي جمال قمرة في تصريحات للإعلام المحلي: "إن تصريح وزير الشؤون الدينية فيما يتعلق بغلق المطاعم والمقاهي طيلة شهر رمضان نهاراً لا يشمل المناطق السياحية والتي ستمارس نشاطها بشكل عادي لضمان سير الموسم السياحي". ولكن الرد المباشر جاء من قبل مستشار رئيس الجمهورية عزيز كريشان الذي تساءل في مقال نشره في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ما إذا كانت دعوة وزير الشؤون الدينية للتونسيين بإغلاق المطاعم والمقاهي خلال شهر رمضان، تدخلاً للوزير؟  وقال "إذا كان موقعه من هذه الدعوة كواعظ فليس ذلك بالمفاجأة ، ولكن الأمر يختلف إذا كان مصدرها عضو من أعضاء الحكومة!". وأضاف كريشان "أن التونسيين من غير المسلمين أو من المسلمين غير الملتزمين يحق لهم ارتياد المطاعم دون عراقيل ومن واجب الوزير السهر على ذلك". ودعا إلى الإطلاع على فصول الدستور الجديد الذي يضمن حرية العقيدة وأنها وضعت لتطبق". وقد شهدت هذه السنة على غرار السنوات الماضية فتح العديد من المقاهي والمطاعم أيام رمضان. وفي أحد شوارع العاصمة دخلنا إحدى المقاهي الشعبية وتحدثنا مع صاحبها الذي قال "من حق كل إنسان أن يفطر في شهر رمضان وخصوصاً المرضى وأصحاب الأعمال الشاقة". وجلسنا في المقهى إلى جانب نور الدين الذي قدم لنا نفسه على أنه بائع متجول ويعتقد "أن الإفطار حرام ولكن مشقة مهنته وبقائه لوقت طويل تحت أشعة الشمس يجبره على الإفطار." ويقول نور الدين "إن الكثير من الباعة في الشوارع وخصوصاً الشباب منهم لا يتحملون الصيام وخصوصاً في هذه الأيام الحارة، وأن الكثير منهم يفضل الإفطار لكسب الرزق على السرقة أو الاحتياج". ويخفي نور الدين إفطاره عن عائلته إذ لا يعرف بالأمر إلا الزملاء. ويرى الكثير من الشباب المتدين ممن تحدثنا معهم "أنّ المجاهرة بالإفطار أيام رمضان تعد مجاهرة بالمعصية، وهي حرام شرعا، فضلاً عن أنّها خروج عن الذّوق العام في بلاد أغلب سكانه من المسلمين"، ويرون "أن ذلك انتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقّه في احترام مقدّساته وأعرافه". وحول نشر صور المفطرين وقائمة المحال المفتوحة على شبكات التواصل الاجتماعي فيعتبرون "أن من دلَّ على ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة". وتحدى الشباب المفطر دعوات المتدينين إذ قاموا بنشر صورهم على صفحات التواصل الاجتماعي في أول رمضان، وذلك في جواب للشيخ العلمي الذي هدد بالتقاط صور لهم ونشرها. كما قاموا من خلال خدمات غوغل للخرائط بنشر قائمة للمقاهي المفتوحة في رمضان. وفي سؤال  لشخص يدعى مطاع أمين الواعر الذي كان من بين الشباب المنشورة صورهم عن الهدف من المجاهرة بالإفطار في رمضان؟ فقال، "أولاً لعدم إقتناعي بأن في ذلك مسّا بمشاعر أي شخص، وثانياً لأني مقتنع أن إخفاء الشيء يعبر عن خجل، في حين إن ما أقوم به لا يخجلني. وثالثاً: إن ذلك جواباً على النداءات الاستفزازية التي أطلقها عادل العلمي وغيره من المسؤولين الذين جعلوا المسألة تتجاوز السلوك الشخصي لتتحول إلى محاولة فرض قناعات معينة على من لا يصوم". وحول موضوع المس بمشاعر الصائمين واستفزازهم، يقول الواعر "إن المسألة نفسية وثقافية بالأساس ترتكز على عقلية تسلط لا تحترم حق الأقليات في الوجود، فما الفرق بين الفرد الراشد الذي يجاهر بالإفطار وبين القاصر،  أي أن العملية ليست إغراء ولا سلوكا مستفزا بل مجرد تسلط تمارسه الأغلبية على غيرها، والاستفزاز ليس في سلوك هذه الأقلية بل في مجرد وجودها." ويعتبر الباحث في علم الاجتماع طارق بلحاج محمد أنه " إذا افترضنا أن الإيمان والممارسة الدينية مسألة شخصية، فإن المشكل في مجتمعنا، بمعني أن القيم الأخلاقية والاجتماعية تظهر على أنها قيم مشتركة في حين أنها قيم فردية والدليل سلوكنا في علاقته بهذه القيم". ويقسم الباحث المجتمع إلى ثلاثة أقسام "مؤمنين لفظا ولكن لا علاقة لهم بالإيمان سلوكا، ومستقيمين سلوكا ولكن غير متدينين. أما النمط الثالث فيعتبر انه وصي على الدين بحيث أنه يفتش في ضمائر الناس" معتبرا أن تنصيب الشخص نفسه للحديث باسم الدين يولد نوعا من التطرف. فبعد أن كان الإفطار في رمضان مجرد سلوك وحرية شخصية أصبح اليوم تعبيرا عن موقف وتحد لمن نصبوا أنفسهم كممثلين للدين. وهذه السنة، كان يمكن للأمر أن يمر بسلاسة ولكن قرار إعلان غلق المحلات من قبل وزير الشؤون الدينية ثم قرار استثناء المحلات السياحية من قبل وزير السياحة وقيام طرف بتهديد المفطرين بفضحهم على شبكات التواصل الاجتماعي – كل ذلك دفع بالمفطرين للتحدي بإنزال صورهم في الإنترنيت بأنفسهم، بل بلغ الأمر ببعضهم حد المجاهرة بالإفطار في الشارع." ويؤكد المختص في علم الاجتماع " كل تطرف ينتج حتما تطرفا في الجهة المقابلة".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجاهرون بالإفطار في تونس ينشرون صورهم مجاهرون بالإفطار في تونس ينشرون صورهم



GMT 10:31 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon