ألمح وزير الحرب الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، وضباط إسرائيليون كبار سابقون ، الإثنين، إلى أن إسرائيل هي التي قصفت مطار "T4" العسكري في سورية.
وتزعم إسرائيل، عبر محللين، أن لديها دوافع عديدة لشن الغارة وليس فقط بسبب وجود أسلحة جديدة أو نقل أسلحة إلى حزب الله.
وقال يعالون لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه عندما يكون هناك خطًا أحمر ينبغي تطبيقه، ولا حاجة لإبلاغ الأصدقاء أو تبني المسؤولية عن ذلك". وأردف أنه "من الجائز أن الغارة في سورية هي رد فعل إسرائيلي على تجاوز خط أحمر".
وقال"غالبًا ما تمتنع إسرائيل عن إعلان مسؤوليتها عن غارات يشنها طيرانها الحربي في عمق الأراضي السورية، كما تعتبر أن وجود أسلحة حديثة ومتطورة في سورية، أو يتم نقلها إلى حزب الله في لبنان، خط أحمر لا ينبغي تجاوزه.
وأوضحت تقارير إسرائيلية أن الطائرة الإيرانية المسيرة التي أسقطتها إسرائيل مؤخرًا، انطلقت من هذه القاعدة الجوية.
واعترض يعالون على دعوة الوزير الإسرائيلي يوءاف غالانت، باغتيال رئيس النظام السوري بشار الأسد. وقال إن "أفكاري ليست إيجابية تجاه الأسد، لكني لا أنصح بأن نتحدث بصورة تتدخل في الوضع الداخلي في الدولة".
كذلك ألمح الضابط الإسرائيلي برتبة لواء في الاحتياط، عميرام ليفين، إلى أن إسرائيل نفذت الغارة في سورية الليلة الماضية، وقال للإذاعة نفسها إنه "يبدو أنه واضح جدا من الذي هاجم"، مضيفًا أن "هذا قليل جدًا ومتأخر جدًا ومشكلة الولايات المتحدة وإسرائيل هي أنهما تردان (على أحداث) وحسب، وليس لديهما سياسة للأمد الطويل".
وتابع ليفين أنه علينا التعاون مع الولايات المتحدة من أجل إسقاط الأسد, وردود الفعل رغم عددها تبقى ردود فعل، وهذا ليس كافيًا.
وتوجد لدى إسرائيل الطرق، ليست العسكرية فقط، للعمل مع الدولة العظمى الولايات المتحدة و علينا أن نتكاتف ونقل الأسد من عالم الحكم في سورية".
و شدد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق ورئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، عاموس يدلين، على أنه "نفت الولايات المتحدة، وأنا أعرف أن سياستها هي ضد داعش فقط، فإني أعتقد أن احتمال أن تكون الولايات المتحدة نفذت ذلك ليس كبيرًا، ولهذا فإنه ربما سلاح جو آخر" نفذ ذلك.
و أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن الغارة في سورية جاءت في موازاة غارة إسرائيلية أخرى في قطاع غزة، الليلة الماضية.
ورأى أن "إسرائيل لم تعد مشاهِدة تجلس جانبًا، وإنما تأخذ على عاتقها جزءً فعالًا من الأحداث الجارية في المنطقة".
ولفت هرئيل إلى أن إسرائيل قصفت القاعدة العسكرية "T4" نفسها مرتين، في آذار/مارس العام الماضي وشباط/فبراير الفائت، وأعلنت مسؤوليتها عن الغارتين، وكانت الأخيرة في أعقاب دخول طائرة مسيرة إيرانية إلى الأجواء الإسرائيلية قبل إسقاطها.
ولفت هرئيل إلى أنه إلى جانب مسألة السلاح لسورية وحزب الله، فإن إسرائيل أضافت خطا أحمر آخر، خلال العام الماضي، يتعلق بـ"إحباط الاستقرار (العسكري) الإيراني في سورية".
وتابع أنه "في خلفية الغارة، الليلة الماضية، ثمة تطورات أخرى" الهجوم بالسلاح الكيميائي لنظام الأسد ضد المتمردين الأحد، وتعزز التأثير الروسي – الإيراني في سورية وتلميحات إدارة ترامب حول نيتها سحب آخر الجنود الأميركيين من الدولة. وينبغي النظر إلى غارة إسرائيلية، إذا كانت هناك غارة كهذه، على ضوء السياق الإستراتيجي الشامل".
و أشار هرئيل إلى أن إسرائيل تنظر باستياء إلى قمة أنقرة، التي جمعت الرؤساء الروسي والإيراني والتركي، وتعتبر أن إيران حصلت في هذه القمة على دعم وتأييد لبقائها في سورية.
أرسل تعليقك