دمشق - العرب اليوم
أكد مدير المتاحف السورية في المديرية العامة للآثار والمتاحف، محمد نظير عوض، أن الركام الموجود في أسواق مدينة حلب القديمة لا يمكن تحريكه إلا من قبل متخصصين، كونه يمكن أن يتضمن بقايا تيجان وزخارف، موضحًا أن ورش المديرية في حلب بدأت في إدارة الركام التراثي، لتشرف على أعمال المؤسسات وتراقب بعض المالكين الذين فضلوا العمل في محلاتهم، وتنبههم إلى طريقة التعامل مع الركام.
وأشار عوض إلى أن الأسواق الأثرية في حلب مدمرة بشكل كبير، وبنسبة تصل إلى 30% أو أكثر بقليل، لكن الأمل موجود لأن الكثير من الأجزاء المتبقية من الممكن ترميمها، وإعادة التألق إلى المدينة، لافتًا إلى أن المدينة الأثرية في حلب موثقة، وهناك رغبة لدى كثير من المؤسسات العالمية والصديقة لتقديم المساعدة وإعادة إعمار المدينة، حيث تعاني من أضرار كبيرة في بعض البيوت القديمة، كبيت أجقباش وبيت غزالة.
وعن وضع الآثار في تدمر، أوضح عوض أنه المرة الأولى التي دخل فيها تنظيم "داعش" إلى تدمر كانت هناك تعديات على معبد بل وبلعميش وقوس النصر، وثلاثة مدافن برجية، مؤكدًا أن هذه التعديات كارثية. وكشف عن الاعتداء على الكثير من أنصاف التماثيل والتماثيل الجنائزية، بالإضافة إلى القطع صعبة النقل، والتي أقدم التنظيم على تكسيرها وتهشيمها.
ونوه بأن الأضرار في قلعة فخر الدين العربية تعتبر متوسطة، مبينًا أن المديرية عندما تقول أن الأضرار متوسطة فهذا يعني أن هذه الأضرار سهلة الترميم. وأكد عوض أن المديرية العامة للآثار والمتاحف نقلت 850 قطعة أثرية قبل قيام تنظيم "داعش" بالاجتياح الأول لتدمر، وتعتبر هذه القطع من أهم قطع المتحف.
وأوضح أنه بعد الدخول الثاني للتنظيم إلى تدمر، فجَّر الواجهة الرئيسية من مسرح مدينة تدمر، إضافة إلى تفجير المصلبة، أو ما يعرف بإسم "تترابل"، ليسقط منها 12 عامودًا من أصل 16 عامودًا أثريًا.
أما عن كيفية تقييم أضرار المتاحف الخارجة عن سيطرة الدولة، قال عوض: "توجد صعوبة في تقييم هذه الأضرار، كونها خارج سيطرة الدولة، ومثل هذه المتاحف و المناطق الأثرية من المؤكد أنها تتعرض لأعمل منهجية، كالتنقيب السري عن الآثار، أو السكن في المواقع الأثرية، إضافة إلى تكسير الحجارة واستخدامها في البناء".
وأشار إلى أن المديرية تصلها معلومات بشكل دوري من أشخاص مازالو على تواصل مع الدولة السورية، تفيد بأن متحف معرة النعمان، الذي يقع في محافظة إدلب، لا يوجد فيه ضرر إلا في جامع تابع للمتحف. أما عن المدن الأثرية في إدلب، فقال: "يوجد فيها تنقيب، بالإضافة إلى السكن في المواقع الأثرية، والتخريب الممنهج"، مضيفًا: "مدينة الرصافة الأثرية، الواقعة في محافظة الرقة، لا توجد فيها أضرار في المعالم الأثرية، لكن المسلحون ينقبون عن الآثار هناك".
أرسل تعليقك