لاجئو لبنان القدامى والجدد يزيدون من معاناة الدولة يوميًا
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

لاجئو لبنان القدامى والجدد يزيدون من معاناة الدولة يوميًا

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لاجئو لبنان القدامى والجدد يزيدون من معاناة الدولة يوميًا

اللاجئين السوريين في لبنان
بيروت - العرب اليوم

كان لبنان بلد لجوء ومنذ العام 1948، عندما احتضن أوائل اللاجئين الفلسطينيين، ثم أضيف إليهم لاجئو سورية ,على الرغم من صغر مساحته وتواضع موارده وبستة ملايين نسمة عدد سكانه . كل شيء بات ضيقًا إلا الاستياء فهو يزاد يوما بعد يوم.

وتعتبر المسافة من بيروت إلى صور في جنوب لبنان هي حوالي 75 كلم. ويقود الطريق على ضفاف الساحل البحري وبجوار أشجار النخيل ومزارع كبيرة للفواكه, وقبل الوصول إلى وسط المدينة في صور ببضع كيلومترات بعيدًا عن المنظر الجميل تقع شبريحا، مجمع سكني غير رسمي للاجئين فلسطينيين في لبنان.

ويكون الطريق إلى هناك وعرًا، وعلى هامش الطريق تتناثر القمامة ,وعندما يكون الجو ممطرًا تغمر المياه بعض الطرقات. 

ولا يتعذر رؤية مركز البلدية مع ساحة الرياضة واللعب فهناك يتم تقديم دروس الإغاثة الأولية ودروس الكومبيوتر وورش عمل ثقافي مختلفة, والمبنى محاط بسياج.

ويمكن سماع أصوات الأطفال من بعيد: فبعضهم ينبسط بسباق الكيس في الوقت الذي يجلس فيه الآباء في الظل ويدردشون, وبعض الشبان والبنات يتدربون معا ضمن فريق كرة القدم الجديد.

"آتي بسرور إلى هنا. هنا نحن متضامنين"، تقول بنت في الحادية عشرة من عمرها وتعود جريا إلى الفريق.

وأصبح مركز البلدية مكانًا للقاء,ف هناك يجتمع فلسطينيون من لبنان وفلسطينيون وسوريون هربوا من سوريا ولبنانيون.

وليس عاديا أن يجلسوا جميعا مع بعضهم البعض.

"عندما جئنا قبل ست سنوات من سورية، شعرنا طويلًا بأننا غرباء"، تقول سيدة شابة ترفض الكشف عن اسمها. "ولكن الوضع يتحسن ببطيء".

وتعد شبريحا هي واحدة من المجمعات السكنية غير الرسمية الـ 42 الموجودة خارج مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المعترف بها في لبنان.

وعاش اللاجئون الفلسطينيون الذين يصل عددهم إلى نحو 2800 شخصًا طويلا فيما بينهم، واليوم يحتضن المكان الصغير ضعف عدد هؤلاء السكان.

والكثير من اللاجئين السوريين، غالبًا من أصول فلسطينية انضموا إليهم، لأن سعر الإيجار منخفض.

والكثير منهم نجوا من حي اليرموك بالقرب من دمشق الذي تعرض سكانه طوال شهور للتجويع من قبل الجيش السوري والترهيب من قبل تنظيم "داعش".

"عندما وصل الناس من سورية إلى شبريحا، كان السكان مستعدين لتقديم المساعدة"، تقول فادية دهشة، مديرة أحد المشاريع التنموية في منظمة Popular Aid for Relief and Development.

هذه المنظمة غير الحكومية تنظم الكثير من ورشات العمل في مركز البلدية الذي تم تأسيسه ببرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة بدعم مالي من ألمانيا واليابان.

"الناس هنا تذكروا النكبة، تلك الكارثة التي حصلت قبل 70 عامًا عندما هُجروا أو أُجبروا على الهرب من فلسطين"، تقول السيدة. واللاجئون القدامى ساعدوا لاجئين جدد.

واستقر في جميع المناطق تقريبًا في لبنان ,لاجئون فلسطينيون كان مجال السكن محدودًا، وفي الغالب متدهورًا. وهكذا هي عليه الحال في شبريحا, لكن السكان في شبريحا تضامنوا، وتقاسموا ما يمكن تقسيمه فيما بينهم، تقول فادية دهشة.

وتبقى في الوقت الذي تخضع فيه مخيمات اللاجئين الفلسطينية الرسمية في لبنان لهيئة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الخاصة باللاجئين من فلسطين ( أونروا)، التجمعات السكنية غير الرسمية متصلة بالبلديات اللبنانية حيث يحق للأنروا ضمان التعليم والصحة للاجئين الفلسطينيين.

وتدفق السكان الجدد لم يدفع البلدية اللبنانية المسؤولة في العباسية إلى الاستثمار في البنية التحتية في شبريحا. وهذه ليست حالة وحيدة: فمن جهة البلديات لا تتوفر على ما يكفي من المال. ومن جهة أخرى لا يتوقع سياسيون الحصول على أصوات ناخبين من اللاجئين، لأنه لا يحق لهم الانتخاب، كما تقول شيراز موجالي. " كما أن البلديات لا تريد تقوية الطابع غير الرسمي للتجمعات السكنية".

ويوجد نقص في كثير من الأشياء، فإن المنافسة على أماكن السكن ومواطن العمل نشأت بين اللاجئين. وعلى هذا النحو لجأ أرباب العمل مجال فجأة إلى التقليص من رواتب العمال اليوميين. والبنية التحتية المجهدة للمكان عانت أكثر تحت العدد المتزايد للسكان. وتزايدت كميات الأزبال التي لا ينقلها أحد، وقلً التيار الكهربائي وضاق مجال السكن. فقط الاستياء هو الذي زاد.

وضع الفلسطينيين في لبنان كان أصلًا قبل الحرب السورية سيئا. وحقوقهم إلى اليوم ماتزال محدودة رغم أنهم يعيشون في الجيل الثالث والرابع في لبنان. فهم يتوارثون وضع اللجوء ولا يحق لهم ملكية الأرض أو العقار. والمهن الأكاديمية مثل الطبيب والمحامي أو المهندس لا يحق لهم مزاولتها، وإذا كان لهم عمل، فهم لا يحصلون إلا على أجر يقل عما يتلقاه اللبنانيون. وحتى السوريين لا يحق لهم ممارسة عدة مهن في لبنان، وهم كبش فداء لكل ما هو سلبي في لبنان.

وشعر الكثير من الفلسطينيين بالإهمال بسبب تدفق اللاجئين السوريين ,فانتباه العالم يتوجه صوب اللاجئين من سوريا، كما يشكو العديد من الفلسطينيين. ويمر السوريون بأوقات عصيبة، إلا أنه بإمكانهم العودة يوما ما إلى ووطنهم، وذلك غير ممكن بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين لا يحق لهم حتى زيارة وطنهم. وعوض ذلك يتم مطالبتهم بتقاسم القليل الذي يملكونه.

واقترحت هيئة غوث اللاجئين إقامة معسكرات إيواء للاجئين السوريين، إلا أن الحكومة في بيروت عارضت ذلك في كل مرة. فهي لا تريد إيجاد بنية ثابتة لمزيد من اللاجئين ـ وهي مجهدة.

وطبقًا لأرقام رسمية يعيش في لبنان 450.000 فلسطيني وأكثر من 1.5 مليون سوري في بلد يضم نحو أكثر من ستة ملايين نسمة.

ولمواجهة هذا الوضع السيء يعمل برنامج التنمية للأمم المتحدة منذ 2013 على تحسين ظروف العيش في التجمعات السكنية غير الرسمية، مثل ما هو الحال في شبريحا.

ويعيش 75.000 فلسطيني في لبنان في أحياء غير رسمية، يًضاف إليهم 30.000 فلسطيني من سورية و 5000 سوري.

ويعد مركز البلدية في شبريحا هو آخر مشروع لبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة. لقد تم إقناع البلدية اللبنانية بوضع قطعة أرض رهن التصرف.

وفي ورشات العمل لمركز البلدية يمكن أن يتعارف الناس.

وتقول فادية دهشة بأن "ذلك يخلق أجواء التقارب ويقضي على الأحكام المسبقة".

وأحيانا تتبادل النساء وصفات طبخ، وتتحدثن عن حياتهن. وإذا تقابل الأطفال خارج مركز البلدية، فهم يرون في الآخر فقط صديق الفريق الكروي: "وكل شيء آخر لا قيمة له".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاجئو لبنان القدامى والجدد يزيدون من معاناة الدولة يوميًا لاجئو لبنان القدامى والجدد يزيدون من معاناة الدولة يوميًا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon