مراكش ـ ثورية ايشرم
قالّت خبيرة التداوي بالأعشاب المغربية سعيدة العموري في حديث خاص إلى " العرب اليوم" " إن معظم المغاربة مقتنعون بفعالية التداوي بالأعشاب رغم بعض التخوف الذي يبديه الناس منه، إلا انه يبقى طبا بديلا يعطي نتيجة فعالة، حيث أن منافع الأعشاب الطبية، واستخداماتها كان مند القدم محطة اهتمام للعديد من الناس خاصة من تربى على هده الثقافة مند طفولته أن يصبح لديه إقبالا على استعمالها في أي وقت ."
وأضافت سعيدة إن " الكثير من المواطنين يدافعون عن الطب الشعبي كونهم استفادوا من وصفاته وتماثلوا للشفاء بفضله، أفضل من الدواء الكيميائي من حيث آثار المواد الكيميائية التي يحتويها وأعراضه الجانبية، بالإضافة إلى أنه غير مكلف مقارنة بالأدوية الكيميائية، فنلاحظ أن هذا الطب هو منقذ الفقراء، و الأغنياء وميسوري الحال الدين يلجئون إليه إذا اضطرتهم الظروف ولم يجدوا الشفاء عند الأطباء المختصين، لكنهم يجدون حرجا كبيرا في الاعتراف بأنهم يرتادون معالجا لطب الأعشاب."
وأكدت العموري أن "حبي لمهنة الطب البديل التي ورثتها عن أمي دفعتني للتخصص في هدا المجال حيث أنهيت دراستي في باريس وحصلت على دبلوم مكنني من فتح عيادتي الخاصة في مجال التداوي بالأعشاب إضافة إلى الدراسات والأبحاث التي أجريتها لتقوية معرفتي وخبرتي في هدا التخصص."
وقالت سعيدة " أنا فخورة جدا باختياري هدا المجال وسعيدة جدا به خاصة عندما أرى النتيجة الايجابية على المرضى الدين تمت معالجتهم من أمراض كثيرة وخطيرة عن طريق الأعشاب ، ومنهم سيدة كانت تعاني من عدة أمراض كحصى المرارة ومرض القولون واستطاعت علاجها بواسطة طب الأعشاب وتحسنت حالتها الصحية حتى أن جميع أفراد عائلتها أصبحوا يقصدون العيادة من اجل التداوي أو الاستشارة ."
وأضافت إن " التهاب المفاصل والأمراض الجلدية وأمراض المعدة وسقوط الشعر ، من بين الأمراض الكثيرة التي يعاني منه تقريبا نصف المجتمع المغربي و التي تتم معالجتها عن طريق وصفات الأعشاب ."
وأوضحت سعيدة أن " كل الوصفات التي تستخدمها ليست بالصدفة إنما نتيجة البحث المستمر والتجربة لمدة سنوات، وأنا أسعى للحفاظ عليها، خاصة أنها أثبتت فعاليتها مع العديد من المرضى وجنبتهم مخاطر إجراء عمليات جراحية."
وفي هذا السياق تقول إن " الوصفات التي قامت بإنجازها تغلبت على داء البواسير الذي أنهك العديد من المرضى خاصة وأنه يسبب الإحراج للعديد منهم، فيبقون صامتين إلى أن يتطور وتزيد أضراره."
كما ذكرت أن "أحد كبار السن الذي كان يعاني من هذا الداء لسنوات وازداد خطره عليه ولم يكن في يد الأطباء حلا سوى إجراء عملية جراحية له ، لكن بعد أن تأجل موعد إجراء العملية، قصدني ووصفت له خليطا من الأعشاب وبعد استخدمه تحسنت حالته كثيرا وألغى الأطباء العملية الجراحية."
وبينت انه في الوقت الحالي هي بصدد تركيب خلطة تختص في معالجة الصلع وستكون متوفرة بعد 3 أشهر ودلك في انتظار جلب إحدى الأعشاب الطبية من السعودية .
و أشارت سعيدة المعوري أن "استعمال الأعشاب قد يشكل خطورة في حالة استخدامه بطريقة غير صحيحة أو استخدام بعض الأعشاب التي قد تكون سامة ، والأمثلة في الواقع كثيرة حيث لقيت سيدة في الأربعين من عمرها حتفها منذ أسابيع قليلة، بعد أن شربت مغلي عشبة سمعت أنها مفيدة لمرض القولون، وبعد الوفاة تم إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية ليكتشف أن العشبة سامة وأن بائع الأعشاب أخطأ في نوع العشبة التي باعها إياها."
مضيفة إنه "لا بد من استعمال الأعشاب الطبية بالمقدار المحدد وتحت إشراف مختص في التداوي بالأعشاب الذي يكون محل ثقة ، وأنا بحكم مهنتي هده تلقيت حالات كثيرة أخطأت في استعمال الأعشاب منها أحدى الفتيات اللواتي أكثرت من شرب مغلي الحلبة حتى أصيبت بانخفاض في معدل السكر في الدم، لأن الحلبة كما هو معروف من النباتات التي تحتوي على فوائد طبية كثيرة، لكن من لا يحسن استخدامها أو يكثر منها فهو معرض للخطر. "
وتؤكد سعيدة في حديثها أن "الطب البديل له فوائد كثيرة رغم الصعوبات والعراقيل التي نعاني منها نحن أخصائيو العلاج بالأعشاب، لكن عندما أرى محبة الناس وإقبالهم على هدا النوع من العلاج يجعلني انسي كل شيء وأتحدى الجميع مقابل أن اسمع جملة "لقد شفيت" من احد المرضى."
مشيرة إلى أن " الطب البديل يحتاج الكثير من الدقة في العناصر وعدم إهمال أي جزء منها لأنه حتى في حال التشخيص الجيد للمرض، ورغم دراستي لهدا التخصص وحصولي على شهادة في مجال العلاج بالأعشاب مازلت اعتمد على تجربة الوصفات على نفسي قبل أن أقدمها للمريض، وعلى أطفالي أيضا، وأتوخى الحيطة والحذر، إضافة إلى البحث المتواصل في الكتب للإلمام بالمعلومات التي تخص النباتات والأعشاب كما أني ابحث واستفسر عن طبيعة الخلل البيولوجي الذي يعاني منه المريض حتى أتمكن من وصف العلاج المناسب له."
وتابعت سعيدة " قمت بإعداد مشتل في حديقة منزلي تحتوي على أنواع كثيرة من الأعشاب ، بغرض الحفاظ على النوعية التي استخدمها في وصفاتي الطبية والعلاجية، كما انه لدي شركاء من داخل وخارج المغرب يمدونني بجميع أنواع الأعشاب التي احتاجها لإعداد الصفات التي استعملها خاصة للبشرة والشعر، والتي غالبا لا أجدها في جهة مراكش تانسيفت الحوز بسبب نوعية الجو الذي يتصف بالجاف والظروف المناخية لمراكش والتي لا تساعد في إيجاد بعض الأنواع النباتية."
أرسل تعليقك