الرباط ـ منال وهبي
كشف البروفسور المغربي الأخصائي في جراحة التجميل والتقويم، صلاح الدين السلاوي، أن جراحة التجميل تشهد إقبالًا متزايدًا من المغربيات، مشيرًا إلى أن هذه الجراحة تشهد إقبالًا كبيرًا منذ زمان لشهرة المغرب العالمية بتفوقه في جراحة التجميل على أرضه، لافتًا إلى أن أول مصحة في جراحة التجميل في العالم وجدت في المغرب في الخمسينيات من القرن الماضي عام 1950 تقريبًا، لافتًا إلى أن المغرب أصبح يستقطب أوروبيات وأفريقيات بعدما أصبح قبلة للسياحة التجميلية.
وأرجع السلاوي في حديث مع "العرب اليوم" إقبال المغربيات المتزايد على جراحة التجميل، إلى تأثرهن بدكتاتورية الموضة الغربية، فضلا عن التقدم الاجتماعي والاقتصادي الذي يعرفه المغرب و نهضة النساء بصفة خاصة ،حيث أصبحن يشاركن و ينشطن في جميع الميادين، إضافة إلى عامل توافق الدين الإسلامي الذي يشجع المرأة المسلمة على التجميل، وذلك هدف الحفاظ على وحدة بيت الزوجية، على حد تعبيره.
وعن طبيعة عمليات التجميل المطلوبة في المغرب، أوضح السلاوي أن نوعية الطلب تتشابه مع ما هو معروف في أوروبا، حيث نجد في قائمة العمليات شفط الدهون و حقن الدهون في الوجه"البوتوكس" أو تكبير الساق والمؤخرة وتجميل الثدي أو شده، فضلا عن تجميل الأنف وشد الوجه، لافتًا في الوقت نفسه إلا أن هناك عمليات مطلوبة بصفة خاصة واستثنائية في المغرب وهي عملية شد البطن وذلك بسبب كثرة الولادة، إلا أن هذه العملية قليلة في أوروبا، أما بالنسبة للرجال فهناك عمليتان ينفرد بهما الرجال وهي زرع الشعر وشفط الدهون من الثدي تجميل الأنف وشد الوجه والجفون وكذلك لتكبير الذكر بحقن الدهون بنسبة30/ يعني ¼.وهي عملية نافعة بسيطة تعرف إقبالا متزايدا.
وأعرب السلاوي عن فخره واعتزازه بكون المغرب أصبح قبلة للسياحة التجميلية، مشيرًا إلى أن المصحات التجميلية في المغرب تستقطب سيدات من أوروبا ودول عديدة أخرى، وذلك يرجع إلى السمعة الطبية و المستوى العالي لجراحة التجميل المغربية، إضافة إلى التكاليف المنخفضة التي تعادل من 50 إلى 30 بالمئة من التكاليف في فرنسا مثلًا ، فضلا عن الجاذبية السياحية لبلاد المغرب.
وعن عدد عمليات جراحة التجميل التي تجرى يوميا ،كشف البروفسور السلاوي أنها تقدر بحوالي 70عملية يوميا في مصحات المغرب، معتبرًا أن جراحة التجميل ضرورية في حالات كثيرة وبخاصة التشوهات الخلقية منها والحروق لأنها تعمل على إعادة الثقة بالنفس، و بالتالي فان جراحة التجميل تطالب حاليا بدور استشفائي لان التعريف الرسمي للصحة كما تنص عليه المنظمة العالمية للصحة" يعتبر الإنسان في صحة جيدة إذا كان في حالة جسمانية و نفسانية جيدة" وبما أن جراحة التجميل تساعد الناس نفسانيا فان لها دورا منطقيا في الصحة و استشفاء الناس.
ونفى السلاوي ماتردده بعض الوسائل الإعلامية حول التكاليف الخيالية لمثل هذه العمليات، معتبرًا أن مثل هذا الادعاء لا يمكن أن يصدر إلا عن أشخاص يعتبرون جراحة التجميل جراحة ثانوية و غير نافعة فكيفما كان الثمن سيجدونه غاليا.
وقال السلاوي: "إذا نظرنا إلى أرض الواقع وقارنا عملية تجميل الأنف و عملية إزالة المرارة فنجد هاتين العمليتين تتطلبان نفس المصاريف في المصحة ونفس الوقت في قاعة العملية، ونجد أن تكلفة كلتا العمليتين متقاربة ، معربًا عن ثقته بأن الإخصائيين المغاربة في جراحة التجميل قد يبذلون مجهودًا كبيرًا لدمقرطة جراحة التجميل وجعلها في متناول القوة الشرائية للمغاربة.
وبشأن الأخطاء الطبية التي قد تحدث لبعض المرضى بعد إجراء العملية ،أشار البروفسور السلاوي إلى أن الأخطاء التي تقع أو حدوث مضاعفات بعد عمليات جراحة التجميل نادرة وقليلة جدا ويجنب أن يكون كذلك، ولكن عندما تحدث مضاعفة كثيرا ما تتبعها ضجة اعلامية تعكس ما ترى في الاختصاصات الأخرى، معتبرا أن السبب الاول والرئيسي في حدوث المضاعفات والأخطاء في جراحة التجميل هو وجود الكثير من المشعوذين و الدخلاء على جراحة التجميل و هذا شيء ورثناه عن فرنسا حيث هناك ما يقرب 2400 طبيب يقومون بعمليات التجميل وليس فيهم إلا 600 ذوي كفاءة و معترف بهم من طرف هيئة الأطباء أي أن نسبتهم تصل إلى 25% فقط.
وأرجع السلاوي وقوع الأخطاء إلى إجراء عملية التجميل من طرف طبيب غير مختص ، أو إجرائها في عيادة غير مجهزة كما يجب أن تكون المصحات المختصة، مشيرًا إلى أنه حال حدوث بعض المضاعفات يلتزم الجراح المختص بعلاجها و تصليحها مجانًا.
ونصح السلاوي كل الراغبين في إجراء عمليات التجميل بضرورة التأكد أنهم بين يدي طبيب مختص وأخصائي في جراحة التجميل، وليس دخيلًا أو مشعوذًا، مشيرًا إلى أنه يمكن التأكد من ذلك لدى هيئة الأطباء التي لها مكاتب في جميع مدن المملكة.
أرسل تعليقك