عمان ـ ايمان ابو قاعود
تؤكد الاخصائية الاسرية الدكتورة نجوى عارف على ان اكثر المشاكل بين الازواج عدم اتقان مهارة الحوار بينهم , والتدخل الزائد من قبل الاهل في حياة الابناء المتزوجين .موضحة ان شكاوى الابناء على الاهل تكمن في :العصبية الزائدة من قبل الوالدين والاهمال والتدخل الزائد والعنف الزائد.
الدكتورة نجوى عارف الحاصلة على دكتوراة في الارشاد النفسي من جامعة القاهرة, حيث حملت دراستها عنوان" برنامج ارشادي مقترح لتحسين التواصل اللفظي بين الازواج في المجتمع الاردني ضمن بعض العوامل الديموجرافية " واسست مكتب "الاسرة السعيدة للاستشارات الاسرية "لديها ابنة وابن وحفيد.واعدت وقدمت العديد من البرامج التلفزيونية المتعلقة بالاسرة .
ما تعريفك للإرشاد الأسري ومتى نحتاجه؟
الارشاد الاسري هو التخصص الذي يهتم بالعلاقات والتفاعلات والمشاكل الاسرية التى قد يتعرض لها الفرد والأسرة .والمرشد الاسري هو شخص متخصص علميا في تقديم الارشاد والتوجيه والاستشارة للأفراد والاسر .
كمتخصصة في الإرشاد الأسري ما تقيمك لهذا العلم في الوطن العربي والعالم؟
في البداية كان الاهتمام بالإرشاد الاسري اكاديميا فقط اى مجرد مواد تدرس ضمن اختصاص الارشاد النفسي في الجامعات , ولكن منذ الثمانيات اصبح هناك اهتماما بهذا الموضوع من قبل المجتمعات ويتضح ذلك من خلال الاعداد الهائلة من المراكز الارشادية الموجودة في معظم الدول العربية والتى تركز على الجانب الاسري ,اضافة الى الاهتمام بالنصائح التي تقدم للاسرة من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف والمجلات .
ما اكثر المشكلات الاسرية التي واجهتك من قبل الأسر؟وهل تختلف المشاكل بين الدول العربية؟
ان مشاكل الاسرة الاردنية لا تختلف كثيرا عن مشاكل الاسر العربية , وأكثر مشكلة تواجه الاسرة العربية هى مشكلة عدم اتقان مهارة الحوار بين الازواج , والتدخل الزائد من قبل الاهل في حياة الابناء المتزوجين .
هل زاد إقبال الأسر العربية على المرشدين الأسريين؟ ولماذا؟
منذ اكثر من عشر سنوات لم تكن الاسر تتقبل فكرة اللجوء او الاستعانة بشخص غريب عن محيط الاسرة للاستشارة والنصح ولكن في يومنا هذا اصبحت الاسر تتقبل فكرة الاستعانة بمختص طلبا للاستشارة او حتى للتنفيس , فعندما انشأت مكتبي كان معظم الحالات من الزوجات وإذا تكرم زوج وحضر فأول جملة اسمعها منه " اذا هي اتصلحت كل الامور حتتصلح " او " هي تبالغ " وكأن حل المشاكل الاسرية يقع على عاتق الزوجة فقط وهو مجرد متفرج .
الى أي حد تتبع الأسر النصائح التي توجه لهم من قبل المرشدين؟ وهل ينجح المرشدين في إصلاح ذات البين؟
فكرة الجلسات الإصلاحية مازالت غير مقبولة في المجتمعات العربية فمعظم الاسر عندما تلجأ الى المرشد الاسري تتوقع ان المشكلة سيتم حلها بجلسة واحدة محددة ,لكن في بعض الحالات عندما تقتنع الاسر بجدوى الجلسات تحاول جاهدة ان تتبع تعليمات المرشد .
وبإعتقادي ان المرشد الاسري ينجح في اصلاح ذات البين . والدليل ان الدول التى الحقت مراكز الارشاد الاسري والمرشدين الاسريين في المحاكم الشرعية ساهمت في تخفيض نسب الطلاق .
بإعتقادك هل تفضل الأسرة اللجوء الى مرشد أسري أو مرشدة أسرية؟ولماذا؟
في الحقيقة الاثنين , فالزوجة تفضل الاستعانة بمرشدة حتى تشعر بالراحة في البوح بمشاعرها ومعاناتها خاصة عند الحاجة للتحدث عن العلاقة الحميمة وكذلك الرجل قد لا يرتاح للتحدث مع مرشدة لكنه يفضل ان تسعين زوجته بمرشدة.
ماذا أضافت لك تجربتك الإعلامية في تقديم برنامج أسري على أكثر من قناة تلفزيونية؟
تجربتي الاعلامية كانت مفيدة جدا لي على الصعيد الشخصي والعملي ,حيث شجعت الكثير من الاسر الاردنية الاستعانة بي للنصح والإرشاد . عرفتني اكثر وعن قرب للمشاكل الاسرية والزوجية الموجودة في المجتمع الاردني
هل تطبق الاسر بالعادة النصائح الأسرية الموجودة على صفحات المجلات والتي تتناول في مجملها حياة أسرية أفضل؟
نعم الاسر العربية الان اصبحت اكثر تفتحا وأكثر رغبة في التعلم والابتعاد الطرق التقليدية وأصبحت تعى ان هناك اختلاف وتطور متسارع وإنها بحاجة ماسة لمجاراة هذا التطور والتقدم فأصبحت تبحث عن المعلومة المفيدة وتقدرها .
من أكثر لجوء للمرشد الأسري الزوج أو الزوجة ولماذا؟
في الحقيقة الزوجة والأم هي الاكثر لجوأ ولديها ورغبة بالاستعانة بمرشد اسري بسبب المعتقدات المجتمعية التى تضع نجاح الحياة الاسرية ونجاح الابناء على عاتق المرأة فقط .
هل تفصح الاسر بالعادة عن المشاكل الجنسية بين الأزواج؟
الاسر العربية لا تتحدث عن مشاكلها الجنسية من تلقاء ذاتها ولكن هذا من واجب المرشد ومن اساليبه الارشادية فهو الذي يدرك متى وكيف يسأل ويستفسر عن هذا الجانب وقد لا يجد قبول او ترحاب منذ البداية ولكن مع توطيد العلاقة الارشادية تصبح الاسرة مستعدة للتحدث عن هذا الموضوع .
هل واجهت أي شكوى خلال خبرتك من ابناء يشتكون على اسرهم,وما هي الأسباب؟
نعم واجهت شكاوى من الأبناء اما الاسباب تكمن في :العصبية الزائدة من قبل الوالدين والاهمال والتدخل الزائد والعنف الزائد.
هل هناك حاجة لتدريس الارشاد الاسري في المدارس العربية,ولماذا؟
هذا مطلب هام .. وهو تدريس مادة في المرحلة الثانوية وفي جميع التخصصات الجامعية تتحدث عن العلاقات الاسرية , واساليب الحوار الفعالة , وطرق حل المشاكل , والاختيار الجيد , و الصحة النفسية للإنسان , وعدة محاور تفيد الانسان في حياته الاسرية فكلما كان الفرد سعيدا ومنسجما في محيط اسرته كلما كان اكثر انتاجية وتفاعلية مع المجتمع وكلما تمتع بصحة نفسية افضل كان فرد فعال وليس عبئ على المجتمع وعلى خطط الحكومات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والصحية والتعليمية
أرسل تعليقك