بعد ساعات على انسحاب الجيش الأوكراني من مدينة ديبالتسيفي (شرق)، والذي مثل انتصاراً عسكرياً للانفصاليين الموالين لروسيا سمح بتوسيع منطقة نفوذهم في الشرق، وربط معقليهما في منطقتي لوغانسك ودونيتسك، طلبت كييف إرسال قوة لحفظ السلام بتفويض من الأمم المتحدة إلى الشرق، وهو ما رفضه المتمردون.
وقال بوروشنكو في اجتماع عقده مجلس الأمن الوطني والدفاع لمناقشة مسألة الانسحاب من ديبالتسيفي: «نعتبر وجود قوة لشرطة الاتحاد الأوروبي أفضل خيار لضمان الأمن، في ظل عدم احترام روسيا اتفاق مينسك 2 لوقف النار ولا تدعمه».
وأوضح بوروشنكو أنه عرض الاقتراح مع قادة ألمانيا وفرنسا وروسيا خلال مفاوضات مينسك الأسبوع الماضي، والتي أثمرت اتفاق الهدنة الهشة الحالي.
وردّ دنيس بوشيلين، المسؤول في «جمهورية دونيتسك» الانفصالية، بأن هذا الطلب «ينتهك اتفاق مينسك 2»، داعياً قادة روسيا وألمانيا وفرنسا إلى «إعادة وضع أوكرانيا على سكة السلام».
واعتبر أن السيطرة على الحدود بين أوكرانيا وروسيا التي يقول الغرب إنها معبر لتمرير السلاح للانفصاليين، يجب أن تكون محل وساطة بعد تنظيم انتخابات محلية في الشرق، وإجراء كييف إصلاحات دستورية.
وأيدت روسيا موقف الانفصاليين، واتهم سفيرها لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الرئيس الأوكراني بـ «تدمير اتفاق مينسك 2 عبر المطالبة بقوة حفظ سلام».
وفيما شدد بوروشينكو على أن «احتلال الانفصاليين مدينة ديبالتسيفي يناقض اتفاق وقف النار، أعلن الجيش الأوكراني أن الانفصاليين يواصلون مهاجمة القوات الحكومية في الشرق، رغم اتفاق وقف النار وانسحاب 2500 جندي من ديبالتسيفي.
وأشار الجيش إلى استخدام الانفصاليين صواريخ ومدفعية ودبابات في مهاجمة قواته في 46 موقعاً منفصلاً، بعضها في بلدة ماريوبول الساحلية (جنوب شرق) الخاضعة لسيطرة كييف. وحدد موقع انطلاق القصف من بلدة شيروكين التي تبعد 25 كيلومتراً عن غرب ماريوبول.
كما حصل تبادل قصف مدفعي حول بلدة بسيكي الخاضعة لسيطرة الجيش الأوكراني شمال دونتيسك التي وصلت إليها قافلة مساعدات إنسانية من ست آليات تابعة للأمم المتحدة.
وأعلن الجيش الأوكراني أن الانفصاليين أسروا أكثر من 90 جندياً بعد دخولهم ديبالتسيفي، وأن 82 آخرين في عداد المفقودين، مطالباً مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بالمساعدة في تحديد أماكنهم. وهو أكد مقتل 14 جندياً وجرح 173 خلال االساعات الـ24 الأخيرة، علماً أنه أعلن أول من أمس مقتل 13 جندياً وجرح 157 خلال الانسحاب من ديبالتسيفي، مشيراً إلى اعتقال «عشرات» المقاتلين الانفصاليين.
على صعيد آخر، حذر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون من احتمال استخدام روسيا استراتيجية «تقويض استقرار أوكرانيا» ضد دول البلطيق الأعضاء في الحلف الأطلسي (ناتو). وقال: «يجب أن يستعد الحلف لعدوان روسي بكل أشكاله»، مشيراً إلى «خطر حقيقي» يتهدد كلاً من استونيا ولاتفيا وليتوانيا.
وأضاف: «إنني قلق من الضغط الذي يمارسه الرئيس بوتين على دول البلطيق، وطريقته في اختبار الحلف»، مشيراً إلى أن عبور مقاتلات روسية قرب المجال الجوي البريطاني مطلع الشهر الجاري، واعتقال شرطي استوني اتهمه القضاء الروسي بالتجسس أعاد التوتر بين موسكو وتالين.
في بودابست، صعّد رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان انتقاداته لحلفائه الأوروبيين، بسبب سياساتهم التي تحاول عزل موسكو بسبب أزمة أوكرانيا، وقال إن مسؤول الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك أحد مؤيدي هذه السياسة.
جاء ذلك غداة زيارة الرئيس بوتين لبودابست، والتي أثمرت الاتفاق على مواصلة روسيا تــــزويد هنغاريا الغاز، وتعزيز العلاقات المتنامية بينهما.
وقال أوربان إن «الاتحاد الأوروبي منقسم في شأن كيفية التعامل مع العلاقات مع روسيا، إذ تعتقد هنغاريا وتشيخيا وسلوفاكيا والنمسا بأن التعاون ضروري. اما دعوة دول البلطيق وبولندا إلى الضغط بشدة على موسكو وحرمان الروس من التعاون مع الاتحاد الاوروبي فيستند إلى سياسة خارجية تقوم على المصلحة».
أرسل تعليقك