تعهد رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي الاثنين من بغداد، بهزيمة تنظيم داعش، في خضم هجوم هو الاكبر تشنه القوات العراقية ضد التنظيم، دون مشاركة لطيران التحالف الذي تقوده واشنطن، في مقابل دور ايراني بارز.
وكان ديمبسي قال قبل يومين، انه سينقل الى المسؤولين قلقه من تنامي النفوذ الايراني عبر الفصائل الشيعية المشاركة في معارك تكريت.
وفي دليل على تشدده في حق كل من يمكن ان يحمل السلاح ضده، اعدم التنظيم المتطرف 20 شخصا مناهضا له في محافظة كركوك (شمال)، بسبب عزمهم على الانضمام لفصائل تقاتل الى جانب القوات الحكومية، بينما شهدت هذه المحافظة اليوم هجوما للقوات الكردية بدعم من طيران التحالف، لتكثيف الضغط على معاقل الجهاديين شرق نهر الفرات.
وقال ديمبسي "سيهزم داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم)"، في مؤتمر صحافي بعد وصوله على متن طائرة عسكرية الى بغداد.
وجدد المسؤول الاميركي تأكيده الحاجة الى ان تكون الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي منذ اشهر، "دقيقة للغاية" لتفادي "معاناة اضافية" للمدنيين المتواجدين في مناطق سيطرة التنظيم.
وكان ديمبسي قال الاحد على متن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول، الموجودة في مياه الخليج للمشاركة في الضربات ضد التنظيم، انه سيكون من الخطأ تكثيف الغارات ضده، داعيا الى "الصبر الاستراتيجي".
وقال "القاء كميات كبيرة من القنابل على العراق ليس الحل"، داعيا الى "التروي واخذ الوقت اللازم" لجمع معلومات عن المواقع الواجب استهدافها.
وفي حين اكد ان اولوية الغارات هي حماية المدنيين، المح الى احتمال استخدامها لحماية المواقع الأثرية التي تتعرض للتخريب على يد الجهاديين.
وكان وزير السياحة والآثار عادل فهد الشرشاب طالب التحالف امس، بحماية المواقع الاثرية في شمال العراق، بعد تعرض تماثيل وآثار تاريخية للتدمير والجرف على يد التنظيم مؤخرا.
وتأتي زيارة ديمبسي بعد اسبوع من بدء نحو 30 الف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وابناء عشائر سنية، عملية واسعة لاستعادة مدينة تكريت (110 كلم شمال بغداد) ومحيطها.
وبقي طيران التحالف خارج العملية، في مقابل دور ايراني ظهر من خلال نشر وسائل اعلام ايرانية صورا لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني في محافظة صلاح الدين (ومركزها تكريت)، اضافة الى الدور البارز للفصائل الشيعية المدعومة من طهران.
وكان ديمبسي اكد خلال توجهه الى المنطقة، انه سيعرب للمسؤولين العراقيين عن قلقه من تنامي نفوذ طهران.
والتقى ديمبسي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي شدد، بحسب مكتبه الاعلامي، على "اهمية استمرار الدعم الدولي للعراق في مجالات التدريب والتسليح والطلعات الجوية".
وكان رئيس الوزراء اكد في وقت سابق اليوم اهمية "الهوية العراقية" في معركة تكريت، وذلك في كلمة وجهها الى العراقيين والمقاتلين.
وقال "أوصيكم بصفتي القائد العام العام للقوات المسلحة وجنديا من جنود العراق.. بأن تكون العزيمة عراقية.. والهوية عراقية.. والغيرة عراقية".
اضاف "حب العراق يجمعنا لأنه هويتنا.. وليس انتماءاتنا الضيقة.. فكونوا كما انتم وكما عهدناكم، عراقيين اصلاء منتفضين لهذه البلاد العريقة".
وتواصلت العملية العسكرية في محيط تكريت، بعد اسبوع على انطلاقها.
وتمكنت القوات العراقية الاحد من استعادة منطقة البوعجيل التي تقطنها عشيرة سنية تتهمها الفصائل الشيعية بالمشاركة في "مجزرة" قاعدة سبايكر العسكرية، والتي راح ضحيتها مئات المجندين الشيعة في حزيران/يونيو.
واثارت عملية تكريت مخاوف من عمليات انتقام بحق السكان السنة، لا سيما وان عددا من قادة الفصائل الشيعية اعتبروها "ثأرا لسبايكر".
الا ان بعض هؤلاء، وابرزهم قائد "منظمة بدر" هادي العامري وزعيم "عصائب اهل الحق" قيس الخزعلي، كررا في اليومين الماضيين اهمية عدم ارتكاب عمليات تؤثر على "النصر".
وسبق لمنظمات حقوقية دولية ان اتهمت الفصائل الشيعية بارتكاب عمليات اساءة وقتل جماعي بحق العائلات السنية في المناطق المستعادة.
ونقلت عشرات العائلات الاحد من مناطق القتال الى مدينة سامراء، حيث قدمت لهم سلطات محافظة صلاح الدين معونات وامنت اقامتهم في خيم.
وقال عطا ابو علاء (50 عاما) الذي نزح 12 فردا من عائلته من قرية البوعجيل، "انا مزارع، تركت الخراف والابقار". اضاف "لم تكن لدينا اي علاقات مع داعش... كان مغلوبا على امرنا".
في محافظة كركوك شمال شرق تكريت، افاد ضابط في استخبارات الشرطة ومسؤولان محليان الاثنين ان التنظيم اعدم 20 شخصا في بلدة الحويجة (جنوب غرب كركوك) لنيتهم الانضمام الى "الحشد الشعبي" المكون من فصائل ومتطوعين يقاتلون الى جانب القوات الحكومية.
ولا يمكن التحقق من عملية الاعدام من مصدر مستقل، الا ان التنظيم نشر الاحد صورا تظهر "استعراض" جثث بعضها بزي عسكري، في الحويجة.
واظهرت الصور المروعة جثثا موضوعة في الجزء الخلفي لشاحنات صغيرة من نوع "بيك أب"، وهي تتقدم في رتل طويل. كما اظهرت احدى الصور، ثماني جثث متدلية من الرجلين جنبا الى جنبا، ومعلقة في قوس كبير يحمل شعار "الدولة الاسلامية" ورايتها السوداء.
وسبق للتنظيم ان نفذ عمليات اعدام جماعية بحق معارضيه او من حملوا السلاح ضده. ويرجح مختصون ان التنظيم يلجأ الى هذا الاسلوب لترهيب معارضيه وردع المقيمين في مناطق سيطرته عن حمل السلاح ضده.
وبدأت قوات البشمركة الكردية فجر الاثنين هجوما واسعا على تنظيم الدولة الاسلامية جنوب وغرب مدينة كركوك الغنية بالنفط.
واعلنت قيادة التحالف انها شنت غارتين بين صباح الاحد وصباح الاثنين قرب كركوك، استهدفتا وحدة تكتيكية كبيرة للتنظيم وعربة ومخبأ.
واكد قادة ميدانيون التقدم بحذر بسبب الالغام التي زرعها التنظيم، وهو تكتيك يلجأ اليه بشكل واسع للايقاع بالقوات التي تتقدم في اتجاه مناطقه.
وافاد القائد الميداني في البشمركة وستا رسول عن مقتل عدد من المقاتلين الاكراد، بينهم ثلاثة من البشمركة الايرانية، لدى دخولهم منزلا مفخخا.
وقال ان العبوة "انفجرت، وادت الى مقتل ثلاثة بشمركة ايرانيين وعدد من عناصرنا"، من دون ان يحدد عددهم.
ا ف ب
أرسل تعليقك