قتل ثلاثة لبنانيين وجرح آخرون إثر إشكالين وقعا شمال لبنان بعد خلافات تتعلق بأحقية الحصول على مادة البنزين وسط أزمة محروقات خانقة تعيشها البلاد.
ووقع إشكال في مدينة طرابلس على خلفية نزاع حول بيع وشراء مادة البنزين في السوق السوداء تطور إلى إطلاق نار كثيف، فضلا عن إلقاء قنبلة يدوية ما أدى إلى وقوع قتيلين.
امتد الخلاف الذي بدأ في البداوي إلى محلة باب التبانة في طرابلس. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بإطلاق نار كثيف في الهواء حصل في منطقة باب التبانة، خلال تشييع القتيلين، وانتشرت قوات الأمن في المنطقة تحسبا لأي ردود فعل انتقامية وسط تبادل الاتهامات بين عائلتي القتيلين.
وفي الشمال أيضا لكن في منطقة بخعون في قضاء الضنية، وقع خلاف أمام إحدى محطات الوقود على خلفية الدور في طابور الانتظار، ما لبث أن تطور إلى استخدام السكاكين وإطلاق الأعيرة النارية ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
ورغم تسليم القاتل نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني توترت الأوضاع في منطقة بخعون بين عائلتي القتيل والقاتل قبل أن يتدخل الجيش اللبناني.
وفي هذه الأجواء، خرج نائب «حزب الله» حسن فضل الله يقول إن حزبه مستمر في السعي لـ«الوصول إلى النتيجة المرجوة فيما يخص استيراد الحزب المازوت والبنزين من إيران». وانتقد فضل الله في بيان أمس، إصرار المصرف المركزي منفردا على التحكم بقرار تقنين الدعم عن المشتقات النفطية والدواء وإصرار تجار العتمة من القطاع العام والخاص على الكسب الحرام من خلال احتكار مادة المازوت لتهريبها أو لبيعها في السوق السوداء، وإبقاء الناس بلا كهرباء.
وكانت الأسواق اللبنانية شهدت انفراجا بسيطا في موضوع أزمة البنزين إذ أشار نقيب موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إلى أن وضع السوق مرتاح بنسبة 50 في المائة بمادة البنزين ولكي يرتاح بنسبة 100 في المائة يجب أن يتم إعطاء موافقات مسبقة للشركات المستوردة والدولة والمنشآت لاستيراد البواخر وتعويم السوق.
أما فيما خص أزمة شح المازوت، فالأوضاع تتجه إلى الأسوأ حسبما أكد أبو شقرا، مشيرا إلى أن الدولة والمسؤولين لم يحركوا ساكناً رغم حاجة السوق الكبيرة لهذه المادة.
ويواصل أصحاب المولدات إطفاء مولداتهم الواحد تلو الآخر بسبب شح مادة المازوت. وغرقت مدينة صيدا (جنوب لبنان) بالعتمة الشاملة أول من أمس بسبب انقطاع الكهرباء عن معظم أحيائها، بعدما أعلن أصحاب المولدات إطفاء محركاتها بسبب نفاد مادة المازوت.
وعمد أهالي المدينة إلى قطع الطرقات ليلا احتجاجا على انقطاع الكهرباء وإطفاء المولدات ولا سيما في ظل موجات الحر التي يشهدها لبنان.
وبالموازاة، أعلن أبو شقرا أن البلاد قد تكون مقبلة على أزمة غاز، إذ إن الكمية المتوافرة في الأسواق تكفي لمدة 10 أيام فقط وإذا لم يتم حل الموضوع وفتح اعتمادات سيدخل لبنان أزمة غاز تضاف إلى أزمة المازوت والبنزين.
ويشتكي مستوردو المحروقات في لبنان من عدم موافقة مصرف لبنان على فتح اعتمادات لاستيراد الكميات الكافية من المحروقات في ظل تزايد الطلب عليها ولا سيما مادة المازوت بسبب انقطاع الكهرباء، وذلك رغم قرار الدولة مؤخرا بتخفيض الدعم ورفع دولار استيراد هذه المواد من 1500 ليرة إلى 3900 ما رفع سعر المحروقات على المواطن أكثر من 40 في المائة.
وكان مصرف لبنان اعتبر أنه لا يتحمل مسؤولية هذه الأزمة الحياتية، مشددا على أنه قام ويقوم بواجباته ولم يتأخر عن تأمين التمويل.
وأوضح المصرف المركزي أنه خلال شهر يوليو (تموز) 2021 فتح اعتمادات بما قيمته 708 ملايين دولار لاستيراد البنزين والمازوت، إضافة إلى 120 مليون دولار لاستيراد الفيول إلى كهرباء لبنان، أي ما مجموعه 828 مليون دولار لاستيراد المحروقات، ملمحا إلى تخزين وبيع هذه المواد في السوق السوداء، فضلا عن تهريبها إلى سوريا.
وتتجه الحكومة إلى إقرار رفع الدعم كليا عن المحروقات على أن يتم استثناء المستشفيات والأفران من رفع الدعم لتجنب رفع سعر الخبز ومشتقاته والطبابة.
قد يهمك أيضا
مديرية النفط تكشف عن كميات المحروقات المستوردة
إدارة المناقصات تُعلّق على بيان المديرية العامة للنفط اللبنانية
أرسل تعليقك