الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
شهدت الخرطوم استقرارا في مختلف محافظاتها عدا منطقة بري شرق الخرطوم التي شهدت احتجاجات في أعقاب تشييع أحد أبنائها الصيدلاني صلاح السنهوري الذي قتل في احتجاجات الجمعة، وقالت الداخلية السودانية في بيان لها السبت إن قواتها لم تكن طرفا في إطلاق النار على ضحايا الاحتجاجات، وأعلنت محاكمات 600 من المتورطين ستتم خلال الأسبوع المقبل، من ناحية أخرى أعلن وزير الداخلية السُّوداني، إبراهيم محمود حامد، ارتفاع عدد القتلى خلال التظاهرات (33) شخصاً من المواطنين وقوات الشرطة، بحسب الإحصاءات الرسمية للحالات التي وصلت للمستشفيات، فيما لا يزال الحصر جارياً للحالات التي لم تُتَّخذ إجراءات وعزا حامد بحسب الاذاعة السودانية الرسمية أعمال العنف التي صاحبت التظاهرات، لعدم إخطار الأجهزة الأمنيَّة والترتيب معها لحماية المتظاهرين، وفق ما نص عليه القانون الذي يُنظِّم المسيرات الاحتجاجية والمواكب، وذكر بيان الشرطة السادس الصادر مساء الجمعة إن هناك جهة مجهولة قامت بإطلاق أعيرة نارية في مواجهة مجموعات من المتظاهرين في محافظات الخرطوم، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص خلال احتجاجات الجمعة، مؤكدة أنها تجري تحقيقيات لمعرفة الجهة المعنية.
وقال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع إن الحكومة لن تسمح بانفلات الأمن وقتل المواطنين تحت أي مسمى أو شعار، مشيراً إلى أن هناك مندسين هم من يقتلون المتظاهرين، ودعا نافع في مؤتمر لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في ولاية شمال كردفان عقد السبت بعض قيادات المعارضة التي وصفها بالوطنية، ألا تتيح فرصة للمندسين باسم التظاهرات السلمية بهدف التخريب والقتل، ونفى بشدة أن تكون الذخيرة الحية التي استخدمت في قتل متظاهرين هي المستخدمة من قبل القوات النظامية.
وأكد نائب والي الجزيرة وسط السودان محمد فضل الله عيسى عودة الأوضاع إلى طبيعتها في مدينة وادمدني عاصمة الولاية في أعقاب أحداث الشغب والتخريب التي شهدتها الأيام الماضية واتهم في تصريحات مجموعات لها ارتباط بالجبهة الثورية بالتورط في الأحداث، وأضاف أن ما تم من عمليات تخربب ونهب وحرق يؤكد أنها كانت مدبرة ومخططا لها، وكشف عن تشكل لجنة لحصر الخسائر، من ناحية أخرى طالب رئيس مجلس الأحزاب السودانية عبود جابر التيارات السياسية المختلفة في بلاده بأن تفوت الفرصة على محاولات البعض إشاعة الفوضى واستغلال القرارات الأخيرة لتحقيق أجندة خاصة، وأضاف جابر في تصريحات لـ"العرب اليوم" مساء السبت أن السودان ظل يواجه تحديات داخلية، مؤكدا أن القرارات المصيرية تتخذ بعد التشاور مع المكونات السياسية بما فيها المعارضة للحكومة كما حدث بالنسبة لقرارات الاقتصادية الأخيرة للتي وصفها بأنها ضرورية لتفادي تعقيدات اقتصادية واختم جابر تصريحاته بالإشارة إلى أن المجلس يعد للقاءات تضم الأحزاب السودانية للتداول بشأن قضايا الساحة الاقتصادية والسياسية للاتفاق على الخطوات التي من شأنها المساعدة في تجاوز الظرف الراهن.
أرسل تعليقك