واشنطن - العرب اليوم
قال الكاتب والإعلامي الأمريكي الشهير فريد زكريا إن السبيل أمام الدول الغربية للرد على "العدوان" الروسي الأخير على أوكرانيا هو استغلال على ما يمكن وصفه بنقاط ضعف لدى روسيا.
وأوضح زكريا - في مقال له نشر على موقع شبكة "سي إن إن" الأمريكية - أن الاقتصاد الروسي يعاني من التمزق نتيجة الفساد من ناحية، واعتماده على كون روسيا بمثابة "محطة غاز طبيعي" لأوروبا وغيرها من ناحية أخرى.
وفي المقابل، حسب الكاتب، يجب أن يستخدم الغرب قوته التنافسية ضد "الضعف الروسي"، حيث تتمثل هذه القوة في اقتصاد دول الغرب القوي، وما لها من مستقبل واعد في مجال الطاقة.
وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلمس نقطة ضعف أوكرانيا واستغلها، فقد قامت روسيا بإدخال قوة مدربة خفية في شبه جزيرة القرم بشكل سريع في مقابل القوة العسكرية الأوكرانية الضعيفة وحكومتها غير ذات التأثير.
ووضع زكريا ما وصفه بـ"خارطة طريق" للغرب لكبح جماح بوتين، والتي تتكون من أربعة نقاط، وهي:
1. العقوبات:
يشير الكاتب إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والاتحاد الأوروبي وكندا بدأوا بداية جيدة في فرض عقوبات على مسئولين روس كبار، لكنهم يمكنهم فعل المزيد من خلال فرض عقوبات دولية على نفس طراز العقوبات التي فرضت على إيران.
ولفت إلى أنه برغم أن أوباما أجاز فرض عقوبات على الاستثمارات في الطاقة الروسية والقطاعات الصناعية، وكذلك نشاطات بنك "روسيا" حول العالم، إلا أنه حينما يتم بالفعل توقيع هذه العقوبات، قد لا تغطي ممتلكات تخص قلة روسية خارج روسيا.
2. مساعدة أوكرانيا على انتخاب قيادة جديدة في مايو القادم:
يشدد فريد زكريا على أن حكومة جديدة شفافة ومكونة من أهل الاختصاص وتتسم بالتعددية لابد ألا تدع مجالا للشك في أن الأوكرانيين المتحدثين بالروسية مرحب بهم في أوكرانيا، وعلى هذه الحكومة أن تكون مؤهلة لاستقبال المساعدات الاقتصادية - التي تحتاجها البلاد حاجة ماسة - من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وغيرهم.
وقال إن الكونجرس الأمريكي ينبغي عليه وقف الجدل الحزبي وتمرير صفقة المساعدات لأوكرانيا التي تبلغ قيمتها مليار دولار.
3. إتمام المفاوضات بشأن التجارة العابرة للأطلنطي والشراكة التجارية:
يقول الكاتب بإن الاتفاقية التجارية التي تم التفاوض عليها بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لابد أن يتم تمريرها، وكذلك المصادقة عليها من جانب هيئة تنشيط التجارة.
وقال إن أهمية ذلك تكمن في تسهيل التجارة في جميع القطاعات - بما في ذلك الطاقة - من خلال توحيد القوانين، لافتا إلى أنه كلما زادت الروابط الاقتصادية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كلما قل نفوذ بوتين في المنطقة.
4. دراسة إبرام صفقة طاقة:
أشار زكريا إلى أن الكاتب الأمريكي توماس فريدمان كانت له فكرة جيدة في هذا الصدد، وهي أن يتفق كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن استخراج ونقل وتصدير الغاز بشكل آمن بيئيا علاوة على تطوير قطاع الطاقة المتجددة.
وقال إن ذلك سيجعل أعين أوروبا تتجه إلى أمريكا الشمالية للحصول على ما تحتاجه من إمدادات في الطاقة.
واختتم الكاتب مجاله بالقول إن بوتين لم يتعلم من قاعدة "الحظيرة الفخارية" التي أرساها كولن باول، والتي تنص على: إذا كسرتها فهي ملكك .. موضحا أن بوتين يقوم الآن بإضافة اقتصاد القرم المنهار إلى الاقتصاد الروسي، ولابد للغرب أن يكون قويا وذكيا، بما يعني أن الغرب يجب أن يستخدم قوته التي لا مثيل لها في وجه بوتين.
أ.ش.أ
أرسل تعليقك