أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية
آخر تحديث GMT04:14:32
 لبنان اليوم -

أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية

أطفال غزة
غزة ـ العرب اليوم

نجا منتصر بكر من قصف اسرائيلي قتل شقيقه وثلاثة من اقربائه خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة الصيف الماضي، الا انه لم ينج من تبعات الحرب التي خلفت لديه اضطرابات نفسية تدفعه الى محاولة الانتحار او القتل.

اصيب منتصر البالغ من العمر 11 عاما بجروح وقتل شقيقه زكريا (9 اعوام) وابن اخيه عاهد (10 اعوام) اضافة الى اثنين من ابناء عمه (10 و11 عاما) في قصف اسرائيلي استهدفهم بينما كانوا يلعبون على شاطئ بحر غزة في منتصف تموز/يوليو الماضي.

واثارت هذه الحادثة صدمة لدى الراي العام داخل وخارج غزة بعد ان نقلها مراسلو وسائل الاعلام الاجنبية مباشرة من محل اقامتهم في الفنادق التي تطل على الشاطىء.

يبدو منتصر شارد الذهن وهو يعض على اظافره في منزله غرب مدينة غزة حيث يقول والده عاهد (55 عاما) "منذ الحادثة، وهو يعاني من نوبات متكررة من التشنج انه يتعالج الان في مركز الصحة النفسية منذ الحادثة، اذا تأخر عن موعد تناول الدواء عشر دقائق لا نستطيع السيطرة عليه".

ويشرح وهو يحمل علبتين من الاقراص "يثور ويبدأ بتكسير كل شي ويضرب رأسه بالحائط او يحاول رمي نفسه من شرفة المنزل او عن السطح قبل أيام وجدناه وقد علق مشنقة على الباب ويحاول شنق اولاد اخوته".

ومنذ الحادثة يرفض منتصر الذهاب الى المدرسة ولا يخفي والده انه يخشى اذا اجبره على الذهاب ان "يقوم بقتل احد الاطفال في الصف. لقد اصبح في عالم اخر وشديد العدوانية".

فجأة يخرج منتصر الجالس بجوار والده عن صمته ويقول وهو ينظر الى الارض "لا اريد ان اذهب الى المدرسة. كنت اذهب اليها مع زكريا، كان يكتب لي اسمي في الصف، الان هو ميت".

وينتفض الطفل مع اقتراب مصور فرانس برس منه لوضع الميكروفون على كنزته ويقول بغضب "لا اريد شيئا الا ان حمل كلاشينكوف واهجم عليهم كلهم (الاسرائيليون) وآخذ حق زكريا واولاد عمي".

وبتابع "في الليل احلم بهم، اشعر اني احضنهم. لا أذهب الى البحر لانهم ماتوا هناك".

قتل اكثر من 500 طفل فلسطيني من بين 2200 قتيل اغلبهم من المدنيين في الحرب الاسرائيلية الاخيرة التي استمرت اكثر من 50 يوما اصيب خلالها الاف اخرون بينهم عدد كبير من الاطفال.

ويرى سمير زقوت الاخصائي النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية ان "جميع اطفال قطاع غزة لديهم اعراض اضطراب نفسي واعراض الصدمة، هذه الذكريات التي عاشوها في الحرب صعبة ومن المستحيل ان تمحى من ذاكرتهم".

ويتابع "الاطفال هنا تحت تاثير صدمات مستمرة ومتتالية. لا يوجد في قطاع غزة مفهوم ما بعد الصدمة. ثلاث حروب في ست سنوات، كيف سيعود هؤلاء الاطفال لوضعهم الطبيعي؟"

يفتقر قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو مليوني فلسطيني بينهم اكثر من 40% من الاطفال دون سن الرابعة عشر، الى الكوادر الصحية النفسية الكافية لاعادة تاهيلهم نفسيا. ويقول زقوت ان القطاع "بحاجة الى عدد اكبر من الاخصائيين النفسيين لمساعدة الاطفال".

ما ان علمت كاملة ابو هداف الام لخمسة اطفال عن زيارة فريق الماني من الاخصائيين النفسيين لتقديم برنامج ترفيهي لمساعدة الاطفال على التخلص من اعراض بعد الصدمة النفسية، حتى سارعت الى دمج اطفالها في هذا البرنامج.

ويشارك اطفال كاملة مع نحو عشرين طفلا اخرين في البرنامج الذي يديره الاخصائيون شرق مدينة دير البلح وسط قطاع.

وتقول كاملة (45 عاما) وهي تراقب اطفالها خلال اللعب "منذ الحرب اصبح لدى اطفالي تبول لا ارادي بشكل مستمر، وحتى بنتي الاكبر سنا التي تدرس في الصف الخامس. لا اعرف ماذا افعل لهم، كانوا مرعوبين في الحرب، نحن الكبار كنا أيضا خائفين فلم نستطع تهدئتهم".

وعلى مقربة منها تجلس قريبتها رشا التي احضرت ايضا ابنها عز (8 سنوات) للمشاركة في البرنامج، وتقول "ابني اصبح يتبول لا اراديا، يخاف من كل شيء، كما تراجع مستواه الدراسي كثيرا".

وتشير الى طفلها وهو يضع اصبعه في فمه وتقول "منذ الحرب وهو يسرح ويمص اصبعه بهذه الطريقة. أحضره للمشاركة في هذه النشاطات للتفريغ نفسيا".

يقول بيرند روف المدير التنفيذي لمؤسسة "والدورف شتاينر" التي يزور طاقم نفسي منها قطاع غزة "نعمل على التخفيف من هذه الاضطرابات لدى الاطفال من خلال نهج والدورف، نحاول ان نحقق لديهم بعض الاستقرار النفسي".

وتضيف كريستينا فوجتانويسكي التي تعمل ضمن الطاقم "الاطفال هنا يعانون من الصدمة بطرق مختلفة، الوضع معقد، تظهر علامات اضطراب ما بعد الصدمة على جميع الاطفال الذين رايناهم".

وتشكو الام رغدة احمد (30 عاما) من منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة من خوف وقلق ابنها وسام (8 سنوات) منذ الحرب وتقول "وسام يخاف ان أبعد عنه لدقيقة واحدة، يقول لي ابقي معي حتى نموت معا حين تقصفنا الطائرة".

وتتابع "اضطر احيانا للبقاء معه في المدرسة"، بينما يقاطعها طفلها ذو البشرة السمراء قائلا "لماذا ندرس ونذهب الى المدرسة، اذا كنا سنموت في كل الاحوال في الحرب القادمة!"

المصدر: أ ف ب




 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية



GMT 08:13 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

فرنسا تتواصل الاعتقالات والتبليغات ضد «مؤثرين» جزائريين

GMT 15:13 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تركيا تكشف حقيقة نقل مكتب حركة حماس إليها من قطر

هيفاء وهبي تخطف الأنظار بحقائب صغيرة وتتصدّر أحدث صيحات الموضة

القاهرة - لبنان اليوم
 لبنان اليوم - إطلالات الفنانة إليسا بفساتين باللون الأسود ناعمة وفخمة

GMT 16:56 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي
 لبنان اليوم - فساتين براقة تناسب السهرات الرومانسية على طريقة منة شلبي

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 لبنان اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 17:25 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة
 لبنان اليوم - ألوان ديكورات 2025 جريئة تُعيد تعريف الفخامة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية

GMT 06:08 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

نادي يوفنتوس يعلن إصابة مدافعه دي ليخت بكورونا

GMT 18:46 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

هزة أرضية بقوة 2.8 يهز جنوب غرب حمص دون أضرار كبيرة

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon