أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية
آخر تحديث GMT19:56:55
 لبنان اليوم -

أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية

أطفال غزة
غزة ـ العرب اليوم

نجا منتصر بكر من قصف اسرائيلي قتل شقيقه وثلاثة من اقربائه خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة الصيف الماضي، الا انه لم ينج من تبعات الحرب التي خلفت لديه اضطرابات نفسية تدفعه الى محاولة الانتحار او القتل.

اصيب منتصر البالغ من العمر 11 عاما بجروح وقتل شقيقه زكريا (9 اعوام) وابن اخيه عاهد (10 اعوام) اضافة الى اثنين من ابناء عمه (10 و11 عاما) في قصف اسرائيلي استهدفهم بينما كانوا يلعبون على شاطئ بحر غزة في منتصف تموز/يوليو الماضي.

واثارت هذه الحادثة صدمة لدى الراي العام داخل وخارج غزة بعد ان نقلها مراسلو وسائل الاعلام الاجنبية مباشرة من محل اقامتهم في الفنادق التي تطل على الشاطىء.

يبدو منتصر شارد الذهن وهو يعض على اظافره في منزله غرب مدينة غزة حيث يقول والده عاهد (55 عاما) "منذ الحادثة، وهو يعاني من نوبات متكررة من التشنج انه يتعالج الان في مركز الصحة النفسية منذ الحادثة، اذا تأخر عن موعد تناول الدواء عشر دقائق لا نستطيع السيطرة عليه".

ويشرح وهو يحمل علبتين من الاقراص "يثور ويبدأ بتكسير كل شي ويضرب رأسه بالحائط او يحاول رمي نفسه من شرفة المنزل او عن السطح قبل أيام وجدناه وقد علق مشنقة على الباب ويحاول شنق اولاد اخوته".

ومنذ الحادثة يرفض منتصر الذهاب الى المدرسة ولا يخفي والده انه يخشى اذا اجبره على الذهاب ان "يقوم بقتل احد الاطفال في الصف. لقد اصبح في عالم اخر وشديد العدوانية".

فجأة يخرج منتصر الجالس بجوار والده عن صمته ويقول وهو ينظر الى الارض "لا اريد ان اذهب الى المدرسة. كنت اذهب اليها مع زكريا، كان يكتب لي اسمي في الصف، الان هو ميت".

وينتفض الطفل مع اقتراب مصور فرانس برس منه لوضع الميكروفون على كنزته ويقول بغضب "لا اريد شيئا الا ان حمل كلاشينكوف واهجم عليهم كلهم (الاسرائيليون) وآخذ حق زكريا واولاد عمي".

وبتابع "في الليل احلم بهم، اشعر اني احضنهم. لا أذهب الى البحر لانهم ماتوا هناك".

قتل اكثر من 500 طفل فلسطيني من بين 2200 قتيل اغلبهم من المدنيين في الحرب الاسرائيلية الاخيرة التي استمرت اكثر من 50 يوما اصيب خلالها الاف اخرون بينهم عدد كبير من الاطفال.

ويرى سمير زقوت الاخصائي النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية ان "جميع اطفال قطاع غزة لديهم اعراض اضطراب نفسي واعراض الصدمة، هذه الذكريات التي عاشوها في الحرب صعبة ومن المستحيل ان تمحى من ذاكرتهم".

ويتابع "الاطفال هنا تحت تاثير صدمات مستمرة ومتتالية. لا يوجد في قطاع غزة مفهوم ما بعد الصدمة. ثلاث حروب في ست سنوات، كيف سيعود هؤلاء الاطفال لوضعهم الطبيعي؟"

يفتقر قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو مليوني فلسطيني بينهم اكثر من 40% من الاطفال دون سن الرابعة عشر، الى الكوادر الصحية النفسية الكافية لاعادة تاهيلهم نفسيا. ويقول زقوت ان القطاع "بحاجة الى عدد اكبر من الاخصائيين النفسيين لمساعدة الاطفال".

ما ان علمت كاملة ابو هداف الام لخمسة اطفال عن زيارة فريق الماني من الاخصائيين النفسيين لتقديم برنامج ترفيهي لمساعدة الاطفال على التخلص من اعراض بعد الصدمة النفسية، حتى سارعت الى دمج اطفالها في هذا البرنامج.

ويشارك اطفال كاملة مع نحو عشرين طفلا اخرين في البرنامج الذي يديره الاخصائيون شرق مدينة دير البلح وسط قطاع.

وتقول كاملة (45 عاما) وهي تراقب اطفالها خلال اللعب "منذ الحرب اصبح لدى اطفالي تبول لا ارادي بشكل مستمر، وحتى بنتي الاكبر سنا التي تدرس في الصف الخامس. لا اعرف ماذا افعل لهم، كانوا مرعوبين في الحرب، نحن الكبار كنا أيضا خائفين فلم نستطع تهدئتهم".

وعلى مقربة منها تجلس قريبتها رشا التي احضرت ايضا ابنها عز (8 سنوات) للمشاركة في البرنامج، وتقول "ابني اصبح يتبول لا اراديا، يخاف من كل شيء، كما تراجع مستواه الدراسي كثيرا".

وتشير الى طفلها وهو يضع اصبعه في فمه وتقول "منذ الحرب وهو يسرح ويمص اصبعه بهذه الطريقة. أحضره للمشاركة في هذه النشاطات للتفريغ نفسيا".

يقول بيرند روف المدير التنفيذي لمؤسسة "والدورف شتاينر" التي يزور طاقم نفسي منها قطاع غزة "نعمل على التخفيف من هذه الاضطرابات لدى الاطفال من خلال نهج والدورف، نحاول ان نحقق لديهم بعض الاستقرار النفسي".

وتضيف كريستينا فوجتانويسكي التي تعمل ضمن الطاقم "الاطفال هنا يعانون من الصدمة بطرق مختلفة، الوضع معقد، تظهر علامات اضطراب ما بعد الصدمة على جميع الاطفال الذين رايناهم".

وتشكو الام رغدة احمد (30 عاما) من منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة من خوف وقلق ابنها وسام (8 سنوات) منذ الحرب وتقول "وسام يخاف ان أبعد عنه لدقيقة واحدة، يقول لي ابقي معي حتى نموت معا حين تقصفنا الطائرة".

وتتابع "اضطر احيانا للبقاء معه في المدرسة"، بينما يقاطعها طفلها ذو البشرة السمراء قائلا "لماذا ندرس ونذهب الى المدرسة، اذا كنا سنموت في كل الاحوال في الحرب القادمة!"

المصدر: أ ف ب




 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:40 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 لبنان اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 لبنان اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 15:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 12:50 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 00:05 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 05:20 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

تحديد نوع الجينز المناسب حسب كل موسم

GMT 20:32 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

خطوات بسيطة للعناية بالشعر الأسود

GMT 17:21 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 20:11 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هواوي تعلن رسميا إطلاق لاب توب Huawei MateBook 14
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon