دمشق - العرب اليوم
اعلنت دمشق اليوم الاربعاء استعدادها للتعاون مع العراق من اجل مواجهة الارهاب المتمثل بتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذي يقاتل في البلدين والذي تمكن خلال الساعات الماضية من الاستيلاء على محافظة نينوى ومناطق اخرى في العراق.
وفي كلام للرئيس السوري نقلته صحيفة لبنانية، جدد بشار الاسد التاكيد ان بلاده "ستنتصر"، ولو "تطلب القضاء على كل الارهابيين وقتا"، مشيرا الى ان الولايات المتحدة والغرب بدأوا بارسال "اشارات تغيير" في موقفهم من النزاع في بلاده، بعد "وصول الارهاب الى عقر دارهم".
واعتبرت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرت نصه وكالة الانباء الرسمية (سانا) "ان ما يواجهه العراق الشقيق هو ذاته ما تواجهه سورية من ارهاب مدعوم من الخارج".
واكدت تصميم سوريا استعداد سوريا "للتعاون مع العراق من أجل مواجهة الإرهاب، هذا العدو المشترك".
وياتي ذلك بعد تطورات خلال الساعات الاخيرة في العراق تمكن خلالها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المتطرف من الاستيلاء على محافظة نينوى العراقية وعلى مناطق اخرى في محافظتي صلاح الدين وكركوك.
وتعهد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في بيان الاربعاء بشن "غزوات" جديدة.
وفي سوريا، يواصل التنظيم سعيه الى اقامة "دولته" في المنطقة الممتدة من الرقة شمالا الى الحدود السورية العراقية في الشرق لاقامة تواصل مع عناصره داخل العراق، بحسب ما يقول خبراء ومعارضون.
وظهر التنظيم المعروف اليوم باسم "داعش" في سوريا في ربيع 2013، وقوبل بداية باستحسان معارضي الرئيس بشار الاسد الباحثين عن اي مساعدة في قتالهم ضد القوات النظامية. الا ان معارك بين الطرفين اندلعت في بداية السنة بعد اتهام المعارضين ل"داعش" بالتفرد بمحاولة التفرد بالسيطرة والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية وتنفيذ اعدامات عشوائية طالت مقاتلين عديدين.
وتحتدم منذ 30 نيسان/ابريل المواجهات بين "داعش" من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب في المعارضة المسلحة من جهة اخرى في محافظة دير الزور (شرق)، ما تسبب بمقتل 634 شخصا على الاقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتمكنت "الدولة الاسلامية" من السيطرة على مناطق عدة، والاستيلاء على نقطة حدودية مع العراق.
وطالب المجلس العسكري الاعلى التابع للجيش السوري الحر "جميع الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري وعلى راسها المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا ودولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة الاردنية الهاشمية" ب"دعم الكتائب والالوية الفاعلة في محافظة دير الزور (شرق) للتصدي لتنظيم داعش الارهابي".
وبدأت الازمة السورية في منتصف آذار/مارس 2011 بحركة احتجاجية سلمية تطالب باسقاط النظام السوري، تم قمعها، قبل ان تتحول الى نزاع دام اوقع اكثر من 162 الف قتيل. وشهدت سوريا خلال هذه الفترة تناميا لنفوذ الجماعات الاسلامية المتطرفة، وعلى راسها "الدولة الاسلامية في العراق والشام".
واعلن تنظيم "داعش" في سوريا ولاءه لتنظيم القاعدة، الا ان القاعدة اعلنت على لسان زعيمها ايمن الظواهري تبرؤها منه، ودعته الى تركيز جهده على العراق حيث يعتبر ذراعها الرسمي، بينما ذراعها الرسمي في سوريا هو جبهة النصرة.
واثارت التطورات في العراق قلق المجتمع الدولي.
واعتبرت واشنطن ان مقاتلي "الدولة الاسلامية" يهددون كامل منطقة الشرق الاوسط، واصفة الوضع ب"الخطير جدا".
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه البالغ"، ودان "بشدة الهجمات الارهابية".
وبدت هذه التطورات وكانها تصب في صالح خطاب النظام السوري الثابت منذ بدء النزاع لجهة وجود "مؤامرة وحرب كونية" على سوريا ينفذها ارهابيون ممولون من الخارج.
وقال الاسد، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الاخبار" اللبنانية الصادرة اليوم، ان "اميركا والغرب بدأوا يرسلون اشارات تغيير. صار الارهاب في عقر دارهم".
ويتوجه العديد من المقاتلين الغربيين الاسلاميين الى سوريا للمشاركة في القتال ضد قوات النظام، ما يثير قلق حكوماتهم.
ورأى الرئيس السوري ان "تحديد وقت لنهاية الحرب غير منطقي الآن. الاهم هو ان القيادة والجيش والشعب صاروا على يقين مطلق بان النصر آت"، مضيفا "الدولة ستنتصر حتى ولو تطلب الامر وقتا للقضاء على كل الارهابيين".
واكد الاسد ان "الحوار" هو اساس المرحلة المقبلة في بلاده، الا انه راى ان الحوار مع المعارضة السورية الموجودة في الخارج والتي كانت الطرف المفاوض في جنيف-2 لن يقدم شيئا "لانها ببساطة لم تعد تمون على شيء. ليست لها علاقة لا بالناس ولا بالارض".
وعن جنيف، قال "انتهى، لان الظروف تغيرت" بعد الانتخابات الرئاسية التي اعيد انتخابه فيها الاسبوع الماضي لولاية ثالثة بغالبية تقارب التسعين في المئة.
وعقدت جلستا تفاوض بين الحكومة والمعارضة السوريتين في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير في جنيف في محاولة للتوصل الى حل للازمة من دون نتيجة. ونصت ورقة التفاوض الاساسية على اقامة هيئة حكم انتقالي يضم ممثلين عن المعارضة والنظام، وطالبت المعارضة باستبعاد الاسد عن المرحلة الانتقالية، الامر الذي اعتبره النظام غير قابل للبحث.
في هذا الوقت، اكدت وكالة سانا الاربعاء ان السلطات السورية افرجت عن 274 سجينا من سجن دمشق المركزي (سجن عدرا) وسبعين اخرين في حماة (وسط) "كدفعة اولى"، بموجب العفو الرئاسي الصادر اخيرا.
واصدر الاسد الاثنين "عفوا عاما" هو الاكثر شمولا منذ بدء الازمة، اذ يطال للمرة الاولى جرائم متعلقة بقانون الارهاب الصادر بعد بدء الازمة. ويفترض ان يشمل العفو، في حال تطبيقه بحذافيره، عشرات الاف المعتقلين في السجون السورية المتهمين بالارهاب.
أرسل تعليقك