الجزائر ـ وكالات
عاد الجدل في الجزائر بشأن مسألة تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر، ومطالبة فرنسا بإعلان اعتذار رسمي واعتراف بالجرائم الدموية التي ارتكبتها في الجزائر.
وخرج الأربعاء، الآلاف من الجزائريين في مسيرة تاريخية، وسط مدينة سطيف شرق الجزائر، تخليداً لروح 45 ألف شهيد قتلوا خلال مظاهرات كانت تطالب بالحرية والاستقلال في الثامن من مايو/أيار 1945.
ورفعت خلال المسيرة صور شهداء المذبحة الدامية، وأبرزهم الطفل سعال بوزيد الذي قتله ضابط فرنسي يدعى لوسيان أوليفييريو ببرودة دم عندما رفض إنزال العلم الجزائري الذي ظهر للمرة الأولى خلال تلك المظاهرات.
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات سياسية تطالب الحكومة الفرنسية بالاعتراف بجرائمها الدامية التي ارتكبتها في حق الجزائريين خلال فترة الاستعمار (1830-1962)، وتقديم اعتذار رسمي عنها وتعويضات لأسر الضحايا.
وفي الثامن من مايو 1945 خرج الآلاف من الجزائريين في مظاهرات عمت مدن سطيف وقالمة وخراطة شرق الجزائر، لمطالبة السلطات الفرنسية بالوفاء بوعدها بمنح الجزائر استقلالها، بعد مشاركة الآلاف من المجندين الجزائريين ضمن القوات الفرنسية والحلفاء ضد القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
وتفاجأ الجزائريون حينها بالرد العنيف والقاسي للقوات الفرنسية التي احتفلت بطريقة دموية بانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على قوات هتلر، وأطلقت القوات الفرنسية، خاصة في مدن سطيف وخراطة وقالمة شرق الجزائر، النار بشكل عشوائي على الجزائريين، وارتكبت مجازر مهولة خلال 15 يوماً.
وقتل خلال هذه المجازر 45 ألف شهيد، بمعدل ثلاثة آلاف شهيد يومياً، وأظهرت هذه المجازر الوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي، ودفعت بكوادر الحركة الوطنية في الجزائر إلى بدء التفكير في الكفاح المسلح لتحقيق الاستقلال، واندلعت ثورة التحرير والعمل المسلح في الفاتح نوفمبر/تشرين الثاني 1954، بعد تسع سنوات من هذه المجازر.
أرسل تعليقك