​الترامادول في نيجيريا مُموِّل جماعة بوكو حرام ووقود الموت واليأس
آخر تحديث GMT07:38:07
 لبنان اليوم -

​"الترامادول" في نيجيريا مُموِّل جماعة "بوكو حرام" ووقود الموت واليأس

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - ​"الترامادول" في نيجيريا مُموِّل جماعة "بوكو حرام" ووقود الموت واليأس

الترامادول يصل الى نيجيريا مخفياً وراء أدوية أخرى
أبوجا - العرب اليوم

أظهرَ تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية في أبريل/نيسان من هذا العام، مدى إدمان النيجيريين على "الكودايين"، لكنّ الطامّة الكبرى ليس فقط الكودايين إنما هناك مسكن آلام يدعى "ترامادول" الذي يعزى له الإدمان على نطاق واسع، وكما توصّل ستيفاني هيغارتي من "بي بي سي"، فقد يكون الترامادول مغذيا للتمرد في شمال شرقي أفريقيا أيضا.

عندما يأخذ مصطفى كولو، البالغ من العمر 23 عاما، تلك الحبوب الحمراء الفاقعة، يشعر كأنه يستطيع دفع شجرة، كأنه لا يتحكم بجسده، وأنها تلغي الأفكار السلبية، ويقول "عندما آخذ هذه الحبوب، أنسى كل شيء"، ويقول كولو: "اعتدت أن أتناول من ثلاث إلى أربع حبات في البداية، لكنني الآن قلصتها إلى حبة ونصف فقط"، وقال إنه لا يرغب في الذهاب أبعد من ذلك. في هذه البلدة المضطربة، الآلاف من الناس مدمنون على ترامادول، المقاتلون المتطوعون للدفاع عن مدينتهم، وأولئك الذين شردتهم الحرب حتى الجنود أنفسهم.

ومن المفترض أن يستخدم مسكن الألم الأفيوني الرخيص لعلاج الألم المعتدل والحاد، لكنه كمعظم الأدوية المخدرة، يسبب الإدمان بالرغم من طرح موضوع الإدمان للنقاش.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن احتمال الإدمان على ترامادول أضعف قياسا بالمورفين، لكن وباء الإدمان الذي ينتشر في غرب أفريقيا يمكن أن يفنّد ذلك، ويقول ماركوس أيوبا، رئيس الوحدة التابعة لوكالة مكافحة المخدرات في نيجيريا بأسف "المشكلة كبيرة جدا.. إنها فعلا كبيرة".

ويضيف أيوبا "بتقديري هناك واحد من كل ثلاثة شبان ممن يتعاطون المخدرات"، ويعتقد بأن ذلك عائد إلى عقد من الحرب في البلاد.

ويتابع أيوبا: "لقد فقد الناس كل شيء.. كانوا شبابا بسطاء من المزارعين، لقد فقدوا مزارعهم ومنازلهم، وقُتل أطفالهم أمام أعينهم"، وأن الناس تبرر تعاطيها تلك الأدوية برغبتها في الانفصال عن العالم، ولكن ليست أزمة الحرب هي من جلبت ترامادول إلى نيجيريا، فقد بدأ كولو بأخذها منذ عام 2007، أي قبل عامين من بدء التمرد. كان في البداية يأخذها لأنها تساعده على العمل، وتخفف من الألم الجسدي، وفي نفس الوقت على إبقائه مستيقظا.

يقول كولو: "إنه حقا يساعدني". لكنه لم يعد قادرا الحصول على عمل بسبب إدمانها، وبدلا من ذلك تطوع مع قوات الأمن الأهلية في محاربة مسلحي بوكوحرام، ويقول: "عندما أذهب إلى الحقول والأدغال، حتى الطريقة التي أمشي أو أركض بها مختلفة، فهي تعطيني القوة"، ويتابع: " يبدو أن عدونا هو الآخر تعلم استخدام هذه الحيلة".

يجلس هناك مقاتل سابق، مرتديا قميصا ليلكي اللون، وهو في العشرينات من عمره. إنه محتجز هنا لدى الجيش النيجيري بعد أن هرب من جماعة بوكو حرام في يناير/كانون الثاني الماضي. عاش هذا الشاب لمدة أربع سنوات في مخيم الغابات، لم يكن هناك ما يكفي من الطعام والماء، ولكن كانت توجد حبوب الترامادول.

ويقول: "كانت تُعطى لنا هذه الحبوب فقط عندما كنا نقوم بعملية عسكرية، وليس في حالات أخرى". ويتابع: "قيل إذا أخذتم هذه الحبوب فسوف لن تشعروا بالخوف وتكونون أقوياء وشجعانا".

وتقول الأمم المتحدة إنه يجري تهريب ترامادول إلى أفريقيا من جنوب آسيا من قبل عصابات مجرمة دولية، وارتفعت المضبوطات السنوية في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى من 300 كغم سنويا إلى أكثر من ثلاثة أطنان منذ عام 2013 حسب تقرير صدر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ورغم سوء استخدام ترامادول بشكل واضح في بلدان مثل نيجيريا فإنه من الصعب فهم لماذا صنفت الولايات المتحدة مستوى خطورة ترامادول بدرجتين أقل من الأوكسيكونتين أو المورفين أو الجرعات العالية من الكودايين، ويعتقد إيريك ستاين، الخبير في تعاطي المخدرات بأن يكون السبب قد يعزى إلى أن ترامادول أفيون ضعيف.

وفي النهاية، فإن توفر أفيون أقوى ليس أمرا ضروريا بالنسبة إلى أولئك الذين يحاولون الانتشاء.

وينتشر الترامادول في نيجيريا لأنه رخيص فثمنه نحو 0.05 دولارات لـ200 ملغ، أما في الولايات المتحدة فثمن نفس الكمية يبلغ نحو 2.50 دولارا.
ثانيا: تساعد هذه الأدوية الناس على العمل، حيث يعتمد الكثيرون في أفريقيا على العمل اليدوي للحصول على قوتهم.

ويعتقد أيوبا بأن للدين دورا مهما أيضا، ففي غالبية المجتمعات المسلمة بما فيها شمال شرقي نيجيريا، تُحظر المشروبات الكحولية، ولكن التحريم أخف بالنسبة إلى العقاقير الطبية.

على الرغم من الأدلة الشفاهية، قاومت منظمة الصحة العالمية حتى الآن وضع الضوابط الدولية على تجارتها.

وهناك مخاوف من أن يُحرم منها الأشخاص الذين يحتاجون إليه بالفعل، إنه أحد المسكنات القليلة المتاحة على نطاق واسع لعلاج الألم لمرضى السرطان.

ويقول جيلس فورتي، سكرتير المجموعة المسؤولة عن مراجعة الترامادول في منظمة الصحة العالمية، إنه يمكن جلبه أيضا بسهولة من أجل حالات الأزمات والحالات الطارئة.​

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​الترامادول في نيجيريا مُموِّل جماعة بوكو حرام ووقود الموت واليأس ​الترامادول في نيجيريا مُموِّل جماعة بوكو حرام ووقود الموت واليأس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon