لوكسمبورغ - أ.ف.ب
تجري الاحد في لوكسمبورغ انتخابات تشريعية مبكرة يصعب توقع نتيجتها، سيقرر فيها الناخبون اما التجديد لولاية جان كلود يونكر او ضخ "دم جديد" في الدولة.
وقد فتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 628 والموزعة في سائر ارجاء هذا البلد ثاني اصغر دول الاتحاد الاوروبي بعد مالطا والذي يعد 238587 ناخبا، في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (6,00 ت غ) على ان تقفل في الساعة 14,00 (12,00 ت غ).
ويتوقع اعلان النتائج الاولية مع بداية المساء.
فبعد 18 عاما في الحكم دعا يونكر زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي الى انتخابات قبل سبعة اشهر من موعدها بعد ان تخلى عنه الحزب الاشتراكي شريكه التقليدي.
وعلى غرار المعارضة يندد الاشتراكيون بالمسؤولية السياسية التي يتحملها رئيس الوزراء في فضيحة اجهزة الاستخبارات التي ارتكبت مخالفات خطيرة خصوصا من خلال التجسس على نطاق واسع على الشعب وقسم من الطبقة السياسية.
ويواجه يونكر الذي يبلغ قريبا 59 عاما من العمر امضى نصفها في الحكومة، حالة استنزاف للحكم وبعض السأم لدى الشعب التواق لوجوه جديدة في ظروف اقتصادية صعبة يتخبط فيها هذا البلد الذي يبقى مع ذلك من اكثر البلدان ثراء في العالم لكن مع ارتفاع معدل البطالة ليقارب 7% وتضاعف الدين ثلاث مرات في خلال 15 سنة.
وبعد ان انتخب بسهولة في 1995 و1999 ثم في 2004 و2009، يواجه جان كلود يونكر هذه المرة خصما هو الاشتراكي ايتيين شنايدر الذي لا يخفي طموحه الى انتزاع منصبه.
واعلن الزعيم الاشتراكي (42 عاما) المعروف بصراحته "اليوم اريد فعلا ان اكون رئيسا للوزراء لاعطاء دينامية جديدة للبلاد واصلاحه رأسا على عقب".
وتساءلت صحيفة تاغبلات (وسط يسار) السبت "هل يتذكر المواطن ان تنشق الهواء الطلق والشعور بالنسيم العليل ليس امرا كماليا بل حاجة حيوية؟".
كما تساءلت صحيفة اخرى هي "وورت" المقربة من المسيحيين الاجتماعيين "ان الحزب الاشتراكي وزعيمه خاضا الحملة مع فكرة تغيير الهواء الفاسد. لماذا لا؟ لكن ما هو الثوري في تخفيض السن القانوني للتصويت الى 16 عاما، او تقليص مدة الولايات السياسية".
ويتوقع الحزب المسيحي الاجتماعي خسارة اصوات لكن يتوقع ان يبقى القوة السياسية الرئيسة في الدوقية الكبرى، بعد ان حكم بدون توقف عمليا منذ 60 عاما.
واعلن يونكر العميد الحالي لقادة الاتحاد الاوروبي الذي قال انه تخلى عن اي طموح اوروبي، "اود ان يبقى الحزب المسيحي الاجتماعي الحزب الاقوى لنتمكن من الحكم خلال السنوات الخمس المقبلة. وان لم تكن الحالة كذلك ساصبح نائبا في المعارضة".
وافاد استطلاع للراي الى ان هذا الحزب سيخسر ثلاثة مقاعد في مجلس النواب حيث يملك حاليا 26 مقعدا من اصل 60. وهذه المقاعد ستكون من نصيب الليبراليين بزعامة رئيس بلدية مدينة لوكسمبورغ كزافيه بيتيل الذين سيحصلون على 12 مقعدا وسيتساوون مع الاشتراكيين.
اما الرابح الاخر المحتمل فسيكون الخضر بزعامة فرنسوا بوش حليف بيتيل في بلدية لوكسمبورغ. ولا يخفي الليبراليون والمدافعون عن البيئة رغبتبهم في تشكيل ائتلاف ثلاثي بدون المسيحيين الاجتماعيين، ما سيشكل سابقة في الدوقية الكبرى.
لذلك سيحتاجون لانضمام الاشتراكيين. وفي هذا الصدد قال شنايدر الذي لا يفكر رسميا بمصالحة مع المسيحيين الاجتماعيين، "ان كان ممكنا تنفيذ اصلاحات حقيقية بشكل ثلاثي لتحديث الدولة واعطائها زخما جديدا، فانني اويد تشكيل ائتلاف ثلاثي".
وقد ركز الحزب المسيحي الاجتماعي حملته على شخصية يونكر وخبرته وعلى الحاجة لاستقرار البلاد، محذرا في الوقت نفسه الناخبين من ائتلاف ثلاثي.
وفي الاجمال تترشح تسعة احزاب في الانتخابات التشريعية، من اقصى اليسار مع ديي لينك والحزب الشيوعي، الى اليمين الشعبوي الممثل بالحزب الاصلاحي الديمقراطي البديل.
أرسل تعليقك