محاكمة تاريخية لعسكري رواندي متهم بالتواطؤ بالإبادة
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

محاكمة تاريخية لعسكري رواندي متهم بالتواطؤ بالإبادة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - محاكمة تاريخية لعسكري رواندي متهم بالتواطؤ بالإبادة

باريس ـ أ ف ب

بعد مرور عشرين عامًا على الإبادة التي خلفت نحو ثماني مئة ألف قتيل في رواندا، تحاكم فرنسا التي غالبًا ما انتقدت لدورها في تلك المأساة، للمرة الأولى الثلاثاء روانديا متهما بالتواطؤ في المجازر. وفي هذه المحاكمة التاريخية سيمثل باسكال سيمبيكانغوا "54 عامًا" خلال ستة إلى ثمانية أسابيع أمام محكمة الجنايات في باريس بتهمة "المساهمة عن سابق علم في ممارسة مكثفة ومنهجية لإعدامات فورية وأعمال لا إنسانية أخرى، وكذلك فى عملية إبادة". وهذا الكابتن السابق في الجيش الرواندي، الكسيح منذ 1986، سيمثل أثناء جلسات سيتم تصويرها في حدث استثنائي. وسيتحمل وزر قربه من حكم الرئيس الهوتوجوفينال هابياريمانا الذي كان اغتياله فى السادس من أبريل/نيسان 1994 بمثابة الشرارة التى بدأت على إثرها عملية الإبادة، لكنه ينفي من جهته أى مشاركة أو تنظيم للمجازر التي ارتكبت. ويندد محامياه الكسندرا بورجووفابريس ايسبتين بملف تستند فيه "الاتهامات فقط إلى شهادات"، مؤكدين أن موكلهما "ينفي الوقائع منذ البداية" و"لا يفهم لماذا هو هنا". وقد اتهم أصلًا بارتكاب إبادة وجرائم ضد الإنسانية، لكن التحقيق لم يحتفظ في نهاية المطاف سوى بتهمة التواطؤ، وأسقطا عنه تهمة أخرى بممارسة التعذيب.. ما يدل بالنسبة للمدافعين عنه على "أن هناك تهما قليلة جدًا موجهة إليه.. لكن لأنه لا بد من إحالته أمام محكمة للجنايات، أبقيت تهمة التواطؤ". وبالنسبة للدفاع فإن هذه المحاكمة هي سياسة دبلوماسية بالدرجة الأولى فيما تقاربت كيغالى وباريس المتهمة من قبل السلطات الرواندية المنبثقة عن حركة التمرد التوتسي بدعم مرتكبي الإبادة، بعد ثلاث سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية "2006-2009". وندد المحاميان بـ"وجود ضغط من السلطات الرواندية على فرنسا" و"ضغط هائل من أطراف الادعاء بالحق المدني" التي تقف وراء الشكوى، لإدانة باسكال سيمبيكانغوا ليكون بمثابة "مثال". وأكدا "سنفعل كل ما بوسعنا لكي لا يكون كبش محرقة، وننتظر من محكمة الجنايات أن تحاكم باسكال سيمبيكانغوا ككائن بشرى مع وقائع محددة". اما الاتهام فيأخذ عليه بأنه قام في كيغالى وفي مسقط رأسه جيسنيى المنطقة التي يتحدر منها الرئيس هابياريمانا، الحواجز التي فرزت التوتسي وصفتهم وبأنه أصدر تعليمات وسلم أسلحة إلى الذين كانوا يشرفون عليها. فى المقابل فقد تم التخلى عن تهمة مشاركته المباشرة فى مجزرة مريعة على تلة كيشو"بمنطقة جيسنيى" وأشار قضاة التحقيق إلى أن شهادات الاتهام جاءت "متأخرة" و"متناقضة". واعتبر سايمون فورمان محامى أطراف الادعاء بالحق العام أن التواطؤ "لا يعنى تقليلا من المسئولية"، ورأى أن سيمبيكانغوا كان "أداة تنفيذ يوجهها آخرون". وقد قدم فريق الادعاء بالحق العام شكوى ضد سيمبيكانغوا الذى تم توقيفه فى أكتوبر 2008 فى جزيرة مايوت الفرنسية حيث كان يعيش بهوية أخرى منذ ثلاث سنوات.. ورفض القضاء الفرنسي تسليمه إلى رواندا كما فعل دومًا حتى الآن. وهناك أربع منظمات غير حكومية أخرى بينها الاتحاد الدولى لحقوق الإنسان مدعية بالحق العام، لكن المدعية الوحيدة الفعلية المباشرة المقيمة في بلجيكا، والتى تعتبره مسئولا عن قتل عائلتها، رفضت "في غياب أدلة دامغة". وقال باتريك بودوان المحامي والرئيس الشرفى للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان باسف "كان يمكن أن يكون هناك مزيد من الجهود للبحث عن ضحايا مباشرين"، لكنه عبر فى الوقت نفسه عن ارتياحه لإجراء المحاكمة في نهاية المطاف بعد سنوات لم "يكن هناك خلالها أي رغبة سياسية" في القيام بذلك "24 شكوى إلى اليوم في فرنسا بشأن الإبادة الرواندية"، بل على العكس حصل "تشويش".. وقال "تقوم فرنسا أخيرًا بواجباتها".  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاكمة تاريخية لعسكري رواندي متهم بالتواطؤ بالإبادة محاكمة تاريخية لعسكري رواندي متهم بالتواطؤ بالإبادة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon