أطفال سورية براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية
آخر تحديث GMT08:28:17
 لبنان اليوم -

"أطفال سورية" براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "أطفال سورية" براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية

أطفال سورية
دمشق - نور خوام

عرفوا اللون الأحمر من الدماء قبل أقلام التلوين، ذاقوا مرارة الموت قبل ان يستمتعوا بلذة الحياة، تحمَلت أجسادهم الغضة عبء صراع لم يكونوا سبب فيه، فهل سيكون مستقبلهم رهنًا بميراث الكراهية الذي تركه آباؤهم. أطفال سورية هم الخاسر الأكبر في هذه الحرب والحلقة الاضعف فيها.
 
تعرض الأطفال خلال الحرب في سورية لأبشع انواع الظلم والاستغلال والحرمان والتجويع والإتجار. وفي ظل غياب إحصاء محايد لعدد الاطفال الذين قتلوا خلال الصراع المسلح، تبقى معاناة من بقي على قيد الحياة هي المشكلة، فمن لم يفقد والديه في القصف أو المعارك فقد بيته وأمانه ومن لم يخسر بيته تعرض للجوع بسبب الحصار أو الفقر، ومن لم يضطر للعمل في ظروف اقرب للتعذيب أو تم تجنيده في معارك الحقد الاعمى تعرض للاستغلال الجنسي. ومن حالفه الحظ منهم ولم يجرب أيًا مما سبق فيكفي أنه خسر طفولته وبراءته قبل الأوان.
 
وحسب إحصائيات الامم المتحدة فإن حوالي 1.6 مليون طفل سوري لم يتلقوا التعليم الاساسي أو تركوا المدرسة خلاله كما ويعاني 2.5 مليون طفل داخل سورية وفي دول الجوار من ظروف تعليم وسكن وتغذية سيئة جدًا. وتقول الحكومة السورية إن أكثر من خمسة آلاف مدرسة قد دمرت بشكل كامل فيما تحول جزء كبير من المدارس إلى مراكز ايواء للنازحين ومقرات أمنية وعسكرية.
 
وتفيد تقارير المنظمات الانسانية العاملة في سورية ودول الجوار أن 700 ألف طفل دون 12 عام يعملون في مهن تشكل خطرا على حياتهم. وخصوصًا في مناطق استخراج وتكرير النفظ في شرق سورية حيث يتعرضون لعوامل كيميائية مميتة فضلا عن احتمال قصفهم بالطائرات أو انفجار خزانات النفط بهم نتيجة انعدام وسائل الحماية والامان.
 
فيما تؤكد مصادر في مناطق سيطرة تنظيم (جبهة النصرة) أن أكثر من 600 طفل يتدربون على استخدام السلاح في معسكرات سرية في ريف ادلب و ريف حلب لإشراكهم لاحقا في المعارك. بينما تنظيم "داعش" يدرب حوالي ألف طفل في معسكرات "أشبال الخلافة" على العمليات الانتحارية ويلقنهم افكار كره الآخر ووجوب قتله.
 
ويتعرض الاطفال في مخيمات اللجوء و مراكز الايواء للتحرش و للاستغلال الجنسي "خاصة الفتيات" بسبب غياب الأب أو الأخ (لموته أو اعتقاله أو تواجده في ساحة القتال أو هجرته خارج البلاد) واضطرار الاطفال لطلب المساعدة من الغرباء أو من عناصر الامن التي تحرس تلك الاماكن، أو بسبب فقر الاهل و طمع البعض منهم وبيعهم بناتهم تحت مسمى "زواج" لرجال كبار في السن يمارسون ابشع انواع الاستغلال الجنسي على أطفال ليس لهم حول أو قوة  مما يقضي على اي أمل في تكوين إنسان سوي في المستقبل. وبسبب العادات والتقاليد وصعوبة الدخول الى مراكز الايواء او مخيمات اللجوء يصعب تحديد الارقام الحقيقة لتلك الممارسات البشعة.
 
وفي حال نجاة الاطفال من كل تلك المآسي فإن للهجرة حصتها في ارواح مئات الاطفال حيث غرق 900 طفلًا في البحر أثناء محاولة ذويهم الوصول بهم إلى أوروبا عبر سواحل تركيا وليبيا، ولم تنجح عشرات الصور لأجساد الاطفال الباردة على رمال شواطئ تركيا أو في سفن الانقاذ الإيطالية في تحريك ضمير العالم.. والاطفال الذين ينجحون في الوصول إلى اوربة يتعرضون لصدمة ثقافية واغتراب اجتماعي بسبب الاختلاف الكبير في اللغة والعادات واسلوب الحياة.
 
وحتى الاطفال الذين يعيشون في المناطق الامنة نسبيا فهم يعيشون ظروفا صعبة تحرمهم من ممارسة ابسط طقوس طفولتهم بسبب الخوف من التفجيرات وقذائف الهاون فضلًا عن معاناتهم اليومية مع مشكلات الكهرباء وحرمانهم من الدفء بسبب غياب المازوت والغلاء الشديد الذي انعكس حتما عليهم وحرمهم من كثير من متطلباتهم التي يعجز الاهل عن تحقيقها لهم.
 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال سورية براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية أطفال سورية براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon