صراع الإخوان والسلفيين يصل إلى مرحلة غير مسبوقة
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

صراع "الإخوان" و"السلفيين" يصل إلى مرحلة غير مسبوقة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - صراع "الإخوان" و"السلفيين" يصل إلى مرحلة غير مسبوقة

القاهرة ـ علي رجب

شهدت الأيام الماضية أزمة سياسية متصاعدة بين حزبي "النور" التابع للدعوة السلفية، و"الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، عقب إعلان مؤسسة الرئاسة إقالة مستشار الرئيس لشؤون البيئة المنتمي لحزب "النور"، حيث تصاعد الخلاف إلى مستوى غير مسبوق، ما يعد مؤشرًا على خلافات عميقة بين الحزبين الفائزين بالنصيب الأكبر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وقد رأى المحللون أن الأزمة بين "السلفيين" و"الإخوان" سوف تستمر خلال المرحلة المقبلة، إلا إذا قام "الإخوان" باحتواء "السلفيين"، فيما تعالت أصوات "إسلامية" قريبة من الحزبين في محاولات لرأب الصدع بينهما، وتجاوز خلافاتهما، وصولاً إلى مصالحة عاجلة. وقال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "النور" عبد الله بدران "إن علم الدين تقدم باستقالته قبيل إعلان الرئاسة عن الإقالة المزعومة، لكنها استبقت الحدث، ونسبت إليه بعض التهم دون أي وجه حق"، متهمًا بشكل غير مباشر جماعة "الإخوان" بالسعي لـ"معاقبة" حزبه، لسبب توجهه للابتعاد عن التحالف مع حزب "الحرية والعدالة"، والاقتراب أكثر من "جبهة الإنقاذ الوطني" المعارضة، من خلال تكثيف الاجتماعات مع قياداتها، للاتفاق على آلية مشتركة وموحدة للخروج من الأزمة الراهنة للبلاد. وأضاف بدران أن حزبه يشعر بأن هناك اتجاهًا ونشاطًا يمارسه "الإخوان" مضادًا للوضع الذي اتخذه الحزب خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن حزب "النور" سيظل يدافع عن الحق، وسيواجه أي شخص أيّا كان موقعه أو منصبه، في سبيل إظهار الحق وخدمة المواطن والخروج من الأزمة التي تضرب بأركان البلد. من جانبه، قال مؤسس تنظيم "جماعة الجهاد" نبيل نعيم "إن الإخوان يتبعون سياسة تخدم مصالحهم، وتقوم هذه السياسة على أن يقوموا بدعم التيارات الإسلامية ليكونوا سندًا لهم في معاركهم ضد التيار المدني، وعندما يحسم الإخوان هذه المعارك، سيقومون بالتآمر على كل هذه الفصائل للتخلص منها، لاسيما أن تنظيم الإخوان يعتبر الإسلاميين غير المنتمين لهم خطرًا كبيرًا عليهم"، مضيفًا أن تنظيم "الإخوان" سيتخلص من جميع منافسيه بمن فيهم خصومهم من "السلفيين" والجماعات "الإسلامية" و"الجهادية"، قائلاً "كلنا نتذكر أن الإخوان تبرأوا من الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد عندما اصطدموا بدولة مبارك، ورفعوا في وجهها السلاح في نهاية الثمانينات والتسعينات، عندما أظهر نظام مبارك العين الحمراء، وجاء هذا الموقف من الإخوان حتى لا يدخلوا في صدام مع النظام السابق، ودعني أشير هنا إلى أن النظام الإخوانى يلعب حاليًا اللعبة نفسها التي كان يلعبها نظام مبارك معهم، حيث يستخدم الجهاديين والجماعة الإسلامية حاليًا كفزاعة لتخويف الأحزاب المدنية والدول الغربية، وعلى رأسها أميركا، و يحاول توصيل رسالة للجميع بأن هؤلاء المتشددين سيسيطرون على السلطة في حالة الإطاحة بالنظام الإخواني". أما عضو لجنة السياسة والعلاقات الخارجية في "الجماعة الإسلامية" طه الشريف فقد رأى أن "الأزمة الحالية يجب تجاوزها، لأن استمرارها يخدم أعداء المشروع الإسلامي، وأن التيار الإسلامي كله هو الخاسر في كل هذا، وليس حزب الحرية والعدالة ولا حزب النور فقط"، مضيفًا "لابد من المصالحة العاجلة والحوار بينهما، حتى يخرجا من هذه الأزمة"، كما دعا الطرفين إلى أن يتوقفا عن الحرب الإعلامية الدائرة بينهما الآن، وأن يوجها كل طاقتهما لمصلحة الوطن، لاسيما وأن البلاد تمر بأزمة حقيقية، و تحتاج إلى جهود المخلصين. وكان القيادي في جماعة "الإخوان" وعضو مجلس الشعب السابق عن "الحرية والعدالة" صابر أبو الفتوح قد دعا "لجنة توحيد الصف الإسلامي" المنبثقة عن "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" إلى التدخل لحسم الخلافات بين الحزبين، قائلاً "إن الطرفين بينهم إرث تاريخي، وتوافق أيديولوجي، لا يمكن أن تغيره الظروف"، معربًا عن أمله في أن لا تؤثر حالة الاحتقان السياسي على العلاقة بين الحزبين، وأن تنتهي حالة التراشق سريعًا. فيما رأى المتحدث الرسمي باسم حركة "صامدون" حازم خاطر أن إقالة مستشار الرئيس لشئون البيئة خالد علم الدين، المنتمي لحزب "النور" جاءت تصفيًة للحسابات، حيث بدأت قديمًا عندما أعلن حزب "النور" دعم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح خلال الانتخابات الرئاسية، وحينما أراد المشاركة في تشكيل حكومة قنديل، بالإضافة إلى المبادرة التي قام بها "النور" مع "جبهة الإنقاذ"، التي جاءت لإحراج مؤسسة الرئاسة، التي لم تستطع أن تفتح الحوار معها، معتبرًا ما يحدث من قبل "الإخوان" تجاه حزب "النور" هو تصفية حسابات، ستؤدي إلى نتائج سلبية على "التيار الإسلامي". وعلى الجانب الأخر، يرى القيادى في "جبهة الإنقاذ" الدكتور وحيد عبدالمجيد أن "حزب النور قد خُدع، واكتشف ذلك متأخرًا، وهو يعاني الأن ما عانته القوى السياسية، وكل من يدعم الإخوان الأن باحثون عن مصالح شخصية، ولا علاقة لهم بمصلحة الوطن، في حين أن كل ما يشغل التنظيم هو الهيمنة على الدولة، وتحقيق مصالحه فقط". وكان حزب "النور" السلفي قد أشعل معركة شرسة مع حزب "الحرية والعدالة" بعد أن انضم إلى مطالب المعارضة بإقالة الحكومة، وقد ظهر الصراع بين الحزبين الإسلاميين مع بداية أول اجتماع بين "النور" و"جبهة الإنقاذ"، الذي وحد المعارضة مع ثاني أكبر حزب من حيث التمثيل البرلماني، وقد جاء رد "الحرية والعدالة" على هذاالتحالف بتحالف غير مباشر مع الأحزاب الوسطية و"الجماعة الإسلامية" وغيرها من القوى المتعاطفة مع "الإخوان"، فيما يسمى بـ"جبهة الضمير"، التي وصفها البعض بـ"معارضة في وجه المعارضة"، والتي تضم أحزاب "غد الثورة" و"البناء والتنمية" الذراع السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" و"الأصالة" و"الحضارة" وغيرها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع الإخوان والسلفيين يصل إلى مرحلة غير مسبوقة صراع الإخوان والسلفيين يصل إلى مرحلة غير مسبوقة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon