عيادات العرافات في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

عيادات "العرافات" في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - عيادات "العرافات" في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

يسود اعتقاد جازم في مجتمعات الخليج أن المغربيات "ساحرات"، وأن "عرّافي" المغرب "يجدمون الماء" ويحولون النار إلى كرات ثلج، وأنهم قادرون على إتيان المعجزات، ودليل ذلك هذا التهافت على زيارة مشعوذين من قبل خليجيين يتطلعون إلى فك السحر وجلب السعد وترسيخ المحبة وأمور أخرى، بينما آخرون يقبلون على وصفات  سحر التفريق. تنتشر في المغرب أوكار مشعوذين يتخذون من دور سكنية مآوى لعيادتهم "الظلامية"، فالسلطات تكاد لا تحارب هؤلاء الذين يعملون في واضحة النهار، لكن من دون إثارة الانتباه، عيادات شبيهة بكهوف يعمد فيها كل مشعوذ، (يطلقون عليه في المغرب الفقيه) أو مشعوذة (ويطلقون عليها "شوافة") على إبراز مظاهر تفوقه في تسخير الجان وتحقيق الأماني حتى ولو كانت شريرة. ولايجد عدد من "مشعوذي" المغرب حرجا في إبراز مهاراتهم في مجال "التفريق بين الزوجين"، والغاية عندهم تبرر وسيلة النيل من استقرار  الأسرة، إذ يكفي الراغب في إحداث التفريق توفير المال الكافي الذي قد يصل إلى 10آلاف درهم(حوالي 1200دولار)، لكن بعض الدجالين البسطاء يطلبون أقل من ذلك بكثير، والوصفة المعروفة أن  تحضر الراغبة في تفريق زوج عن زوجته شعر الزوجة، وتبخير إناء ماء لم يسبق أن شرب منه أحد، فيشرب الزوج، لتتحول زوجته إلى أكبر عدو له، ويرنو مشعوذون آخرون إلى دس جزء من كبد ذئب في طعام الزوجة لتكره زوجها إلى الأبد، ويطلب مشعوذون آخرون أجزاء من لباس الزوج أو الزوجة.  والوصفات متعددة وغالبيتها تنجز من بقايا عظام حيوانات ميتة أو أعشاب، وقد تتحول إلى"تولة" يحرقها الراغب في التفريق. في البداية، يرى الباحث الاجتماعي مصطفى واعراب أن "سحر التفريق يندرج ضمن وصفات السحر الأسود التي تُتداول مهموسة من فم لأذن، أو في عيادات السحرة كغيرها من وصفات الشر التي تروم إلحاق الأذى بالغير، وتلجأ إليها في الغالب نساء أو (حتى رجال)  ينوون تفريق شريكين في علاقة زواج أو حب أو أعمال بهدف الاستفراد بأحدهما".  وطفت حكاية تفوق المشعوذين المغاربة في مجالات السحر، ومنها التفريق  على سطح التداول الإعلامي عندما حلت العارضة  الشهيرة "كارن" وكمئات من النجوم الذين يزورون خفية المغرب بحثا عن " فقهاء" مشعوذين يملكون عصا شق الصخر؟ في مراكش لزيارة " المشعوذ" الكبير الذي حدثوها عنه، وفي جلسة، وكطبيب محترف كتب لها وصفة "تدجين" الزوج، من دون أن تدرك المسكينة أن "الوصفة" ستتحول إلى "فاجعة" دمرت مستقبلها. ولقد اشتهر المشعوذون المغاربة عربيًا بأعمالهم "الشيطانية" التي يعتقد الكثيرون أنها أشبه بمعجزات، لكن هؤلاء غالبا ما يتورطون في قضايا نصب واحتيال وتدليس، وتعمل السلطات المغربية التي تتعامل بنوع من اللين مع هؤلاء بشكل دائم على اعتقال البعض منهم خاصة أولئك الذين يتورطون في جرائم اغتصاب لنساء بدعوى أن " الجان" يأمرون بذلك للمرأة الراغبة في الإنجاب، أو العانس الراغبة في الزواج. وتحكي" عايشة" أنها اضطرت إلى زيارة "شوافة" أو عرافة بتارودانت بعدما علمت أن إحدى جاراتها "عملت لها سحرًا" بهدف التفريق بينها وبين زوجها، ولاحظت المسكينة أن الزوج أكثر من شجاره مع الزوجة على أتفه الأسباب، وبات يهدد في كل لحظة بالرحيل عن البيت، وأخبرت "الشوافة"  عايشة أن سحر التفريق مدفون عند عتبة البيت وأن عليها استخراجه. ويؤمن الكثير من المغاربة و المغربيات بقدرة المشعوذين الخارقة، ويلجأ عدد منهم إلى صفات غريبة لضمان الاستقرار في العمل أو البحث عن زوج أو الحظوة في منصب، وفي الغالب تنتهي قصص هؤلاء في السجن أو بارتكاب حماقات. وعن علاج السحر بزيارة السحرة والمشعوذين قال الإمام أحمد النابلسي  إن "السحر من الكبائر، وقد قرنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشرك في قوله "اجتنبوا السبع الموبقات، ومنها قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات" فالساحر كافر ولا يجوز شرعًا الذهاب إلى العرافين والسحرة والمشعوذين، ولو لمجرد السؤال".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيادات العرافات في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين عيادات العرافات في المغرب تحتاج لردع الحكومة والدين



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon