فكرة تحويل الدعم العينيّ إلى نقديّ تُثير الجدل في الشارع المصريّ
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

الفقراء يؤكدون أنه "خط أحمر" ويُحذّرون الحكومة من "ثورة جياع"

فكرة تحويل الدعم العينيّ إلى نقديّ تُثير الجدل في الشارع المصريّ

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - فكرة تحويل الدعم العينيّ إلى نقديّ تُثير الجدل في الشارع المصريّ

تحويل الدعم العيني إلى نقدي تثير الجدل في الشارع المصري
القاهرة ـ محمد فتحي

تسود حالة من الترقّب والقلق في الشارع المصريّ، بعد حديث وسائل الإعلام عن اتجاه الحكومة إلى تحويل الدعم العينيّ إلى نقديّ, وهو ما يدفع الأسعار الأساسيّة إلى الارتفاع بصورة جنونيّة والتي ستمس أساسيّات الحياة مثل رغيف العيش والزيت والسكر والأرز.
وبدأ الترويج إلى زيادة أسعار الغاز والبنزين والمياه والكهرباء في الفترة المقبلة, وعلى الرغم من تجربة تحويل الدعم في بعض الدول مثل المكسيك والبرازيل إلا أن الوضع في مصر مختلف, بالرغم من أن هناك دراسة اقتصادية من البنك الدولي تؤكد أن أكثر من 60 %من أموال الدعم الموجه من الحكومة إلى الفقراء لا يصل إلى مستحقيه.
وقد استطلع "العرب اليوم" أراء بعض المواطنين عن إلغاء الدعم في السطور التالية..
في البداية، رأى محمد رمضان "موظف"، أن إلغاء الدعم سيتسبّب في كارثة كبيرة، فحصول الشخص على مبلغ زهيد من المال من الحكومة ليواجه به الزيادة الجنونيّة للأسعار الأساسية، فأي مبلغ مهما كان لا يجعله يستطيع أن يفي بمتطلبات أسرته, وهناك إشكالية ستواجه الحكومة في تحديد من يستحق الدعم، فهل هناك قاعدة بيانات تُحدّد المستحقين في ظل وجود شغب من الفقراء, وإلغاء الدعم سيكون أرضًا خصبة للاحتكار والزيادة الجنونيّة للأسعار، ولن تستطيع الحكومة التحكم في جنون الأسعار.
وأكّد محمود صديق "تاجر"، أن الرقابة على الأسعار من قبل الحكومة  غير فاعلة حاليًا، فكيف ستكون بعد إلغاء الدعم, وأن الأسعار الحالية ترهق الناس، والاقتصاد المصريّ قائم على رجال الأعمال، وأصبح في مصر نوعان من الناس، نخبة تعيش على دخول مرتفعة، وتمثل حوالي 10%، و20% دخولهم تكفي مطالبهم الأساسيّة فقط، و70% تحت خط الفقر وهم من يمثلون الخطر القادم لأن المساس بهؤلاء يُمثل ثورة.
وطالب رمضان رشدي "مدرس", الحكومة بأن تدرس القرارات أولاً بدلاً من العشوائيّة التي تتسم بها قراراتها, مؤكّدًا أن أي مساس بحقوق الفقراء سيفجر ثورة جديدة، لن تستطيع أي حكومة أن تقف أمامها, فيما تساءل "الحكومة تفرض ضرائب دخل على المدرّسين بقدر 20% من إجمالي الراتب، فمثلاً من يتقاضي 2000 بعد الضرائب يصبح دخله 1600 جنيه، فهل يفي بمتطلبات أسرته في ظل جنون الأسعار؟".
وأشار ماجد وهبة "محامي"، إلى أن الفقراء يزدادون فقرًا في مصر، ويتحول الأشخاص محدوي الدخل إلى معدومي الدخل، في ظل تطبيق إلغاء الدعم, ومع أني أعلم أن الدعم الحالي يتم توجيهه إلى غير مستحقيه في بعض الأوقات، إلا أن الإلغاء سيكون كارثة كبيرة، وسيكون نواة للثورة الجديدة "ثورة الجياع"، وعلى الحكومة أن تعلم أن أقوات الناس ليست محل تجارب، ولا جسّ لنبض الشعب، إنها تمثل الحياة لهم، ولذلك أُحذّر من عواقب إلغاء الدعم من دون دراسة, وعلى الحكومة أن تقوم بدراسة جيدة لفرز مستحقي الدعم وتحديدهم بشروط معينة، بدلاً من إلغائه، وتضع روابط قويّة على توزيعه حتى لا يعبث به أحد.
ويُعارضه في الرأي، محمود أحمد "طبيب بشري"، الذي أكّد أن فكرة إلغاء الدعم جيدة، ولكن الناس دائمًا تخاف من أي طرح لأية حكومة، لأن الناس فقدت الثقة في مصداقية الحكومات, ومنظومة الدعم بوضعها الحالي هي إهدار للمال العام، لأن الدعم يستفيد منه من لا يستحقه، بل إن بعض التجار يُتاجرون في المال العام من خلال السلع المدعّمة من الدولة مثل الدقيق المخصص للمخابر، الذي يتم طرحة للبيع، والجميع يعرف ذلك جيدًا, لذلك أرى أن الدعم العينيّ أفضل، ولكن بشروط وضوابط معينة، وهو أن يكون مناسبًا للأسعار، وأن يُحدّد حسب أفراد الأسرة بحد أدنى 4 أفراد، وأن تلتزم الحكومة بصرفه مع المعاشات أو الرواتب الشهريّة بصورة منتظمة.
واعتبر أحمد خالد البري "مهندس"، أن إلغاء الدغم أمر مقبول، ولكن بشروط، لأن الشعب المصريّ يبحث عن الدعم الحكوميّ العيني حتى لو كان في صورة سيئة فالناس تبحث عن الدعم الحكوميّ مع أنه أحيانًا يكون "غير أدميّ"، ولكن الحاجة تجعلهم يقبلون أي شيء، وهذا ما تسعى الحكومة إلى فرضه عليهم, ولذلك يجب على المسؤولين أن يعرفوا أن قوت الشعب "خط أحمر"، وإذا أردوا أن يُطبّقوا الدعم النقديّ فلابد أن يكون "بديل محترم" عن الدعم العينيّ.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة تحويل الدعم العينيّ إلى نقديّ تُثير الجدل في الشارع المصريّ فكرة تحويل الدعم العينيّ إلى نقديّ تُثير الجدل في الشارع المصريّ



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon