​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة
آخر تحديث GMT17:54:31
 لبنان اليوم -

​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - ​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة

رضيع فَقَدَ عينه يتحوّل لرمز معاناة سكان الغوطة
دمشق ـ نور خوام

تحوّل الرضيع كريم عبدالله الذي فَقَدَ عينه جراء قصف جوي رمزا لمعاناة سكان الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، بعد انطلاق حملة تضامنية معه على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر خلالها كثيرون صورهم وهم يغطون أعينهم في إشارة إلى إصابته.

واستهدفت غارة لقوات النظام في 29 تشرين الأول/أكتوبر بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة، وتسببت في فقدان كريم الذي كان يبلغ حينها أربعين يوما لعينه اليسرى ومقتل والدته.

وبعد أكثر من أسبوعين على إصابته، بدأت على موقعي "تويتر" و"فيسبوك" حملة تضامن واسعة باستخدام اسم #متضامن مع كريم، أطلقها ودعمها مصوّرون سوريون في الغوطة الشرقية.

وصلت الحملة إلى قاعة مجلس الأمن الدولي إذ نشر سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت صورة له عبر "تويتر" وهو يغطي عينه بيده.

وأرفق الصورة بتعليق "حين نجتمع في مجلس الأمن ونحذر من أن عدم اتخاذ إجراء يعني وفاة مزيد من الناس، وقصف مزيد من المدارس، وتشويه مزيد من الأطفال.. فهذا هو ما نعنيه"، مضيفا "يجب إنهاء قصف وحصار الغوطة الشرقية".

ونشر المتضامنون مع كريم صورا لهم ولأطفال يغطون أعينهم، وشارك في الحملة متطوعون من الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في مناطق المعارضة، فضلا عن عاملين في منظمات دولية وناشطين وصحافيين بينهم فريق التحرير في جريدة "بيلد" الألمانية اليومية.

وشارك مسؤولون أتراك صورة كريم أيضا، وكتب وزير الثقافة والسياحة نعمان قورتلموش "حتى لو سكت العالم، حتى لو تجاهل الصراخ المتصاعد من سورية، سنكون نحن صوت وعيني وأذني الطفل كريم".

وتعدّ الغوطة الشرقية واحدة من 4 مناطق خفض توتر في سورية، بموجب اتفاق توصلت إليه موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة في أستانا في أيار/مايو.​

يقف الشاب عامر المهيباني، الذي يعمل كمصور حر في الغوطة الشرقية ويتعاون مع وكالة فرانس برس، خلف إطلاق هذه الحملة بعدما نشر في 17 من الشهر الحالي صورة لكريم التقطها أثناء زيارة منزله، قبل أن ينشر صورة لنفسه وهو يغطي عينه بيده.
ويقول عامر، 28 عاما، لفرانس برس: "انطبعت صورته في ذهني قبل الكاميرا، ولاحقتني في كل مكان".

واستوحى عامر الفكرة من ناشط في الغوطة الشرقية يدعى قصي نور نشر صورة ممنتجة أزال فيها عينه اليسرى، وبشكل أساسي من حملة تضامن لاقت رواجا قبل فترة مع الطفلة اليمنية بثينة التي فقدت والديها وأشقاءها في غارة للتحالف السعودي في أيلول/سبتمبر الماضي، وانتشرت حينها صورتها وهي تحاول فتح إحدى عينيها المتورمتين، وبدأ كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي يشاركون صورهم وهم يقومون بالأمر ذاته.

وبعد ساعات من إطلاق الحملة "بدأ الوسم ينتشر عبر العالم" وفق عامر الذي لفت إلى أن الهدف هو "التضامن مع هذا الطفل الذي فقد عينه ووالدته لنوصل صوته إلى العالم".

وخلال أعوام النزاع الطويلة في سورية، تحول أطفال عديدون رمزا لضحايا الحرب التي أوقعت أكثر من 340 ألف قتيل، ومن بين هؤلاء الطفل عمران الذي تصدرت صورته الصفحات الأولى في الصحف العالمية بعد انتشار فيديو لعملية إنقاذه بعد دقائق من نجاته من قصف في مدينة حلب (شمال).

وأصيب كريم، وفق ما يوضح طبيبه المعالج جراح الأعصاب الذي يعرف عن نفسه باسم أبوجميل لـ"فرانس برس"، في الجزء الأمامي من الدماغ، ما أدى إلى تضرر النسيج الدماغي وعينه اليسرى.

وحسب الطبيب، لهذا الجزء "دور أساسي في الإدراك وذكاء الإنسان وذاكرته"، وتتطلب إصابته أن "يخضع لاحقا لعلاج سلوكي، على أن يحتاج في ما بعد إلى عمليات تجميل وترميم لا يمكن إجراؤها في الغوطة الشرقية".

وفي منزل على الطراز العربي القديم تقيم فيه العائلة، يقول والد كريم "كان عمر ابني أكثر من شهر حين خسر والدته"، وتأتي اليوم امرأة لإرضاعه لتعوضه خسارته حليب أمه. 

وأثارت حملة التضامن مع كريم تجاوبا واسعا في منطقة الغوطة الشرقية، ويقول المصور فراس العبدالله (24 عاما) لفرانس برس "أردنا لفت نظر العالم إلى الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق أهالي الغوطة الشرقية المحاصرة واغتيال الطفولة".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة ​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:41 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الهيئة الملكية لمحافظة العلا تدشن رسمياً إذاعة "العلا FM"

GMT 19:58 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كارينيو يتخطى الانتقادات ويحصل على لقب الأفضل

GMT 17:21 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

انتهاء تصوير فيلم "دفع رباعي" استعدادًا لعرضه منتصف العام

GMT 03:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 14:28 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

أوجعتنا الحرب يا صديقي !

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon