إيطاليا تشهد أصعب انتخاباتها بعد مقتل فتاة على يد مهاجر
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

إيطاليا تشهد أصعب انتخاباتها بعد مقتل فتاة على يد مهاجر

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - إيطاليا تشهد أصعب انتخاباتها بعد مقتل فتاة على يد مهاجر

تصاعد العنف في ماشيراتا
موسكو ـ ريتا مهنا

ارتدى الفاشيون في إيطاليا السترات السوداء الانتحارية والقمصان السوداء، في ساحة رئيسية محاطة بالمقاهي على الرصيف، وكان في مواجهتهم العشرات من رجال شرطة مكافحة الشغب مسلحين بالهراوات والدروع، واندلعت شظايا الاشتباكات، مع محاولة مرتدي القمصان السوداء من حزب اليمين المتطرف يسمى فورزا نوفا "القوة الجديدة" لدفع طريقهم إلى المدينة، ولكن الشرطة أجبرتهم على العودة، ودفعتهم بدروعهم حيث هتف المتظاهرون شعارات من وقت موسوليني وأعطوا تحية مسلحين.

ووقعت المواجهات في بلدة ماشيراتا وهي بلدة هادئة تقع في تلال منطقة مارتش الشرقية ووصفها وكلاء العقارات والسفر بأنها توسكانا الجديدة، وتحاط البلدة بالثلوج والمناطق الريفية، ونادرا ما تتغلغل إلى عقول الإيطاليين، وذلك حتى نهاية الأسبوع الماضي، إذ دخل رجل شرطة إيطالي في حالة هياج، ويزعم أن لوكا تريني، استخدم مسدس غلوك لاستهداف المهاجرين الأفارقة الذين يعيشون في المدينة بشكل عشوائي، فأطلق النار على ستة منهم قبل أن يستسلم للشرطة تحت نصب تذكاري للحرب في عصر الفاشية.

وذّكرت الأنباء أن عملية إطلاق النار كانت انتقاما لموت فتاة بيضاء قبل بضعة أيام، تم قطع جثتها وحشوها في حقيبتين، حيث من فعل ذلك هو انوسنت اوسيجلي تاجر، نيجيري يبلغ من العمر 28 عامًا. وتحقق الشرطة في احتمال تورط أربعة مهاجرين نيجيريين آخرين، وسط تقارير تفيد بأن المراهقة قد تم تمزيق جسدها بدقة في محاولة واضحة لمحو أي دليل، ويحاول المحققون القرويون تحديد ما إذا كانت باميلا ماستروبيترو قد قتلت أو ماتت من جرعة زائدة من الهيروين، ودفع ذلك ماشيراتا، وهي مدينة جامعية جذابة بنيت من الطوب الملون الناعم، إلى طليعة الحملة الانتخابية الإيطالية حيث التصويت في 4 مارس/ آذار المقبل.

وبلور سفك الدماء مخاوف عديدة لنحو نصف مليون مهاجر ولاجئ تحاول إيطاليا التعامل معهم، ومن جهة أخرى، صعود اليمين، في بلدة تعود فيها أشباح الفاشية و بينيتو موسوليني. وفي هذا السياق، قال روبيرتو فيور، زعيم فورزا نوفا، حيث اشتبك أنصاره الفاشيون مع الشرطة في المشاجرة مساء الخميس، "نحن لا نتغاضى عن ما فعله تريني ولكن لا ينبغي أن يتحول إلى وحش، فكان هناك سبب يجعله يفعل ما فعله، كانت ردة فعله على القتل الوحشي، وهو أيضا ضحية لهذه الهجرة غير الخاضعة للرقابة ".

وقال يوجينيا باتيستي، رئيس مجموعة فاشية أخرى تدعى "فيام نيري" أو "اللهب الأسود"، إنه يتم تبادل اللكمات والركلات بين الشرطة والمتظاهرين "كان القتل من عمل المافيا النيجيرية التي تعمل في المخدرات، لدي ابنة تبلغ من العمر 20 عاما وأخشى السماح لها بالخروج ليلا ".

وبينما أعربت حكومة يسار الوسط والكنيسة الكاثوليكية عن رعبها إزاء إطلاق النار، شهدت الرابطة المناهضة للهجرة (الرابطة الشمالية سابقا) زيادة في الدعم، وهو ما اعترف به نصف المعتدلين، وكان تريني، يلف علم إيطاليا حول كتفيه عندما ألقي القبض عليه، وهتف له النزلاء في السجن.

ووصفه أحد وزراء الحكومة بأنه "فاشي أشعل علم ثلاثي الألوان"، ولكنه أصبح شهيدا ليس فقط بالنسبة إلى اليمين المتطرف، ولكن بالنسبة لبعض الإيطاليين العاديين الذين يتعاطفون مع الغضب الذي دفعه لإطلاق النار. وقالت صحيفة لاستامبا الوطنية "بالنسبة للكثيرين هو بطل"، أما صحيفة لا ريبوبليكا قالت "أصبح تريني نجما في السجن وهو من مشاهير الإجرام".

وعرض الإيطاليون العاديون، فضلا عن المجموعات الفاشية الجديدة، دفع المصاريف القانونية لـ"تريني"، الذي يحمل وشم سلتيك على جبهته وتاريخا من الارتباط مع أحزاب يمينية متطرفة، بما في ذلك العصبة التي لديها الآن فرصة أن تكون جزءا من الحكومة الإيطالية المقبلة، وفي روما، قامت مجموعة من الرجال يرتدون أقنعة سوداء بوضع لافتة ضخمة بعنوان "الشرف لوكا تريني" في جزء من مدينة، بونتي ميلفيو، التي كانت تميل لفترة طويلة إلى الفاشية، وسارعت الأحزاب الأخرى إلى إثارة النزعة الوطنية، وكانت حركة الخمس نجوم، وهي الحزب الأكثر شعبية في إيطاليا بطيئة بشكل ملحوظ لإدانة إطلاق النار.

وبعد أسبوع من إطلاق النار، لا تزال التوترات مرتفعة في ماشيراتا، المدينة ليست بؤرة للمشاعر اليمينية، حيث لديها تقليد قوي يساري، ويأتي عمدة حزبها من حزب اليسار الوسط الديمقراطي الذي يحكم على المستوى الوطني تحت رئاسة رئيس الوزراء باولو جنتيلوني، ولكن حتى هنا، هناك قلق عميق مع العدد الكبير للمهاجرين.

وقالت كريستينا ريتشي، مواطنة إيطالية "الناس يشعرون بالقلق، ومن اللافت للنظر أنه لم يتم إدانة صريحة لإطلاق النار" من تجار المخدرات النيجيريين، لقد سمحت الحكومة لجميع هؤلاء المهاجرين بالعمل والتواجد، إنها ليست قضية عرق، أنها قضية اجتماعية، اعتقد أن السياسيين ارتكبوا خطأ كبيرا ". وأضافت السيدة ريتشي، التي كانت تقليديا مؤيدة لليسار، إنها فقدت الثقة في الحزب الديمقراطي الحاكم، لكنها أصيبت بخيبة أمل أيضا من حركة الخمس نجوم المناهضة للحكومة، قائلة "أنا محتارة،  لا أعرف لمن سأصوت ".

وليس فقط السكان المحليين الذين يهتزون ويخافون، حيث يقول المهاجرون إنهم خائفون أيضا من التجول حول البلدة، وهم يشعرون بأنه تم تصنيفهم على أنهم قتلة، وقال دودا كولينز، 23 عاما، من ليبيريا، وصل إلى إيطاليا قبل ثلاثة أعوام تقريبا، إنه لا يزال ينتظر معرفة ما إذا كان سيحصل على حق اللجوء، موضحا "قبل إطلاق النار، لم يكن هناك أي مشكلة، لكننا نخاف الآن".

وقال ماتيو سالفيني، رئيس الرابطة الشمالية، الذي يريد طرد مئات الآلاف من المهاجرين "هذا هو اليسار الذي تلطخ الدماء أيديه، اليسار هو الذي ملأ إيطاليا بنصف مليون أجنبي، معظمهم ليس لديهم ما يفعلونه". وأضافت الحكومة أن وفاة السيدة ماستروبيترو كانت مأساوية ولكن لا ينبغي أن تستخدم في نشر الكراهية ضد المهاجرين، وقال اندريا اورلاندو، وزير العدل، إن الخطاب الناري الذي استخدمته مجموعة فورزا إيطاليا وحزب سيلفيو بيرلسكوني غير مسؤول بشكل عميق، وأضاف أن "تقديم تبرير للسلوك الإجرامي أو المتطرف يشكل خطرًا كبيرًا".

وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن حركة الخمس نجوم ستكون الحزب الأكثر شعبية، فمن المرجح أن يثيرها تحالف الوسط اليمني الذي يتكون من فورزا إيطاليا وحزب يمين متطرف يدعى إخوان إيطاليا، وإذا استطاعوا الفوز بنسبة 40% من الأصوات، فإنهم سيشكلون حكومة، وإذا كانت هذه الانتخابات، كما تشير استطلاعات الرأي، لا تحصل سوى على نسبة تتراوح بين 35 و 37 % من الأصوات، فإنها ستضطر إلى عقد اتفاق مع قوة سياسية منافسة، وهي عملية معقدة قد تستغرق أسابيع أو قد تفشل تماما.

ولا تزال الحالة شديدة التعقيد، بالنظر إلى أن حوالي ثلث الإيطاليين يقولون إنهم غير متأكدين من كيفية التصويت، أو ما إذا كانوا سيصوتون على الإطلاق.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيطاليا تشهد أصعب انتخاباتها بعد مقتل فتاة على يد مهاجر إيطاليا تشهد أصعب انتخاباتها بعد مقتل فتاة على يد مهاجر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon