مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمل للبقاء
آخر تحديث GMT12:12:01
 لبنان اليوم -

مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمل للبقاء

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمل للبقاء

مدينة غزة
غزة - ناصر الأسعد

تعاني مدينة غزة، وهي المركز الحضري الرئيسي في قطاع غزة، من ندوب مختلفة من الحرب. منذ عام 2006، عانت غزة من حرب أهلية بين الفلسطينيين، و3 حروب بين حركة "حماس" وإسرائيل، وعقد من الحكم القمعي لحركة "حماس"، وحصار ساحق من جانب إسرائيل ومصر المجاورتين، وكلها شلّت الاقتصاد وحوّلت الإقليم الصغير إلى موقع للأزمات الإنسانية.
مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمل للبقاء

وتذكّر المباني الغبيرة في مدينة غزة والطرق الوعرة، التي ما زالت متضرّرة أو أعيد بناؤها من الحرب الأخيرة، بالواجهات الموجودة في مصر والضفة الغربية الفلسطينية، ولكن هذا يمثّل رتابة ساحقة وخانقة لحدود الحياة التي تحدّد المدينة للمقيمين الذين يسيرون في الشوارع نفسها لمدة 10 سنوات دون فرصة للخروج، ومع ذلك، فإن المدينة تحتوي المقاهي، وحركة المرور، ومحلات الملابس والمطاعم وحتى المراكز التجارية الراقية الجديدة، والتي تقدّم التسلية لأولئك الذين يستطيعون تحمّل تكاليفها.
مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمل للبقاء

ويرتبط إطار المدينة، مثل بقية غزة، ارتباطًا وثيقا بالسياسة، وكانت غزة في السابق جزءًا من فلسطين التي تحت انتداب بريطانيا. ثم جاء الاحتلال المصري في عام 1948، تلاه الإسرائيليون في عام 1967، والآن، على مدى العقد الماضي، حكمت "حماس"، التي وصفها الاتحاد الأوروبي كمجموعة "إرهابية"، الأراضي الصغيرة بينما تسيطر إسرائيل على معظم الحدود.
مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمل للبقاء

وهذا الشهر - في 29 تشرين الثاني/نوفمبر - يصادف اليوم الدولي للأمم المتحدة للتضامن مع الفلسطينيين، غير أن سكان غزة لا يرون الكثير من المجتمع الدولي في هذه الأيام، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن إسرائيل تفرض قيودا صارمة على الدخول إلى قطاع غزة، مع استبعاد الصحافيين والعاملين في مجال المساعدات والتنمية، وحتى ذلك الحين، فإن هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في غزة تقيد كثيرا من حركة موظفيها الأجانب بسبب البروتوكولات الأمنية، وعلى طول الساحل الملوث للغاية في مدينة غزة يوجد فندقان مكلفان يعتبران "المنطقة الآمنة" حيث يمكث عمال الإغاثة والعديد من الصحافيين.

وفي مواجهة الفساد، تدخلت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. ويعرب سكان غزة عن امتنانهم، لكنهم يعرفون أن بإمكانهم أن يفعلوا أفضل من ذلك وأن يثقوا في السياسة التي تملي حيث توجه الأموال، وفي أنحاء كثيرة من غزة، يتم توجيه الشكر إلى مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتمويل مشاريع إعادة الأعمار. لكن الدول العربية تعهدت بتقديم المزيد من التعمير أكثر مما فعلت بالفعل، في حين أن العديد من سكان غزة يشعرون بالتخلي الشديد عن الدول العربية والمجتمع الدولي، ويعرفون أن المباني الجديدة لا تزال تأتي أولا لأولئك الذين لديهم صلات مع حماس.

وتم تصنيف مدينة غزة في عام 2014 بالمرتبة 40 على قائمة أكثر المدن اكتظاظا بالسكان في العالم. في ذلك الوقت، يقدر عدد سكان مدينة غزة والمنطقة المحيطة بها بنحو 1,750,000 نسمة، 360 - كيلومتر مربع يغطيها قطاع غزة، بحول حجم  ولاية ديترويت، 80 % من الأسر في غزة يتلقون نوعا من المساعدات. نسبة البطالة الرسمية في غزة 44 %. وبالنسبة للذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة، يرتفع المعدل إلى 60٪، عدد ساعات الكهرباء الناتجة عن محطة الكهرباء الوحيدة العاملة في غزة عند نقطة منخفضة جدا هذا الصيف هي 3 ساعات، في السنوات القليلة الماضية، بلغ متوسط الكهرباء في غزة حوالي 8 ساعات يوميا.

مدينة غزة، التي تشتهر بمينائها، يبلغ عمرها أكثر من 5000 سنة. على مدى قرون، حكمت الإمبراطوريات المختلفة بين نهر النيل والشرق الأوسط - الفلسطينيين والمصريين والآشوريين والفرس والاسكندر الأكبر والرومان والبيزنطيين والمغول والعثمانيين وغيرهم – غزة. إن مكانة غزة كموقع رئيسي للتجارة والعبور شكل تقاليدها الفريدة في الطهي، ودمج النكهات مثل الفلفل الحار والشبت. وقد اتسع نطاق ثقافة غزة ومجتمعها ليشمل اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا إلى هنا خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وكل من أحياء مدينة غزة العشرة لها إيقاع وسمعة خاصة بها. هناك حي ريمال، أجمل أحياء المدينة، حيث يوجد العديد من المحلات التجارية الفاخرة والمنظمات غير الحكومية. ثم شارع عمر المختار، حيث السيارات وصياح الباعة الجائلين الذين يبيعون جميع أنواع من السلع. على طول الطريق توجد المعالم التاريخية المختلفة: ساحة الجنود المجهولين، وأكبر مساحة مفتوحة في غزة المليئة بالموسيقى والسيارات الخفيفة للأطفال ليلا. ساحة السرايا، وهي سجن قديم تقام فيه التجمعات السياسية، ودور السينما التي أغلقته حماس. والحديقة العامة في المدينة، التي تعج بالأطفال. في المدينة القديمة، يوجد سوق الزاوية التقليدي، وهو من أقدم الأسواق في قطاع غزة والمليء بكل شيء من التوابل إلى الأحذية، والمسجد الكبير في غزة، وهو الأكبر والأقدم في غزة، وكنيسة العصر البيزنطي. إلى شرق مدينة غزة حيث يوجد حي الشجاعية، وهي شبكة كثيفة من منازل مصنوعة من الإسمنت والشوارع الجانبية الضيقة التي تعرضت للقصف الشديد خلال حرب عام 2014.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمل للبقاء مدينة غزة تصارع الأزمات المختلفة وتتمسّك بالأمل للبقاء



GMT 08:49 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

GMT 08:45 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"هدهد" حزب الله يبث صورًا جديدة لمواقع في إسرائيل

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل
 لبنان اليوم - غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل

GMT 09:43 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز في الكويت
 لبنان اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز في الكويت

GMT 13:59 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:41 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 09:34 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنظيم مكتب الدراسة وتزيينه في المنزل المعاصر

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 21:10 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

طنجة عروس شمال المغرب افضل وجهات شهر العسل لصيف 2021

GMT 21:45 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

ديكور أنيق يجمع بين البساطة والوظائفية

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع

GMT 09:06 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أفكار لتجديد حقيبة مكياجكِ وروتين العناية ببشرتكِ

GMT 04:50 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

أفضل وجهات شهر العسل بحسب شهور العام

GMT 13:22 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

مكياج خفيف وناعم للمناسبات في المنزل

GMT 11:27 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

تحضير بخاخ ماء الورد للعناية بالبشرة والشعر

GMT 09:15 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية تُسرّح جميع موظّفيها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon