شرق بوركينا فاسو يقع في يد المُسلحين المدعومين من المتطرفين الأفريقيين
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

شرق بوركينا فاسو يقع في يد المُسلحين المدعومين من المتطرفين الأفريقيين

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - شرق بوركينا فاسو يقع في يد المُسلحين المدعومين من المتطرفين الأفريقيين

الأفريقيين
بارتيبوفو ـ سليم الحلو

يفحص الرجال الحاملين لسلاح "الكلاشينكوف" في بارتيبوفو، البطاقة الشخصية لأي شخص غريب يصل إلى المدينة، ولكن في البداية يفحصون جبهته، باحثين عن البقعة التي تركتها قبعته، وإذا وجدوها، حينها يعرفون أنه جندي وبالتالي هو جاسوس عدو، وكما هو الحال في شرق بوركينا فاسو، لا تسيطر الحكومة على ما يحدث في بارتيبوفو، ولكن يسيطر المسلحون المحليون المدعومين من المتطرفين الأفريقيين.

وقال أحد المواطنين: "إنهم يسيطرون على المنطقة كاملة، يمتلك الرجال دراجات نارية ويقودنها حول المدينة حاملين البندقيات، لقد لغموا كل المنطقة، وفي حال أتى الجيش، يطلبون من الناس مهاجمته، ولذا لا يحاول الجيش حتى القدوم".

وتعتبر بوركينا فاسو بالنسبة لجيرانها في منطقة الساحل، حتى وقت قريب، واحدة من أكثر دول غرب أفريقيا التي تتمتع بالسلام والاعتدال، لكن على مدار العامين الماضيين، فقدت السلطات السيطرة على مناطق واسعة بسبب تمرد واسع الانتشار، حيث يقول الباحثون إن الصراع قد تصاعد بشكل كبير، فخلال الأشهر الخمسة الماضية، ارتفع عدد القتلى المدنيين بنسبة 7000 ٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ووصفت الجماعات المسلحة بأنها متطرفة، كما أن دعم جماعات متطرفة لهم أمر حقيقي، ولكن في الشرق، حيث يتصاعد القتال بسرعة، تتكون المجموعات من أشخاص عاديين من المدينة، يرفعون الأسلحة في وجه الحكومة الوحشية، والتي يرون أنها تسرق الأراضي والثروات المعدنية ولا تقدم لهم شيئًا في المقابل.

اقرأ ايضا:

مقتل 6 شرطيين في انفجار عبوة ناسفة في "بوركينا فاسو"

وتُهاجم الجماعات المسلحة، قوات الأمن والمدارس ورموز الدولة الأخرى، كما أنها تعدم جواسيس الحكومة المشتبه بهم، إذ قال وزير الاتصالات، ريميس داندغو: "إن الأيديولوجية هي تدمير الإدارة".

وفي البداية، بدا أن بوركينا فاسو قد هربت من مصير جارتها الشمالية، مالي، والتي تعرضت لهجمات المتشددين في عام 2012، حيث فقدت الحكومة السيطرة على مناطق واسعة، ولكن منذ بداية عام 2015، بدأت الهجمات على الحدود، بعد انتفاضة قادت إلى الإطاحة بالرئيس المتواجد في السلطة منذ فترة طويلة، بلاسي كومباورو، وفي نهاية عام 2016، أعلنت جماعة "أنصروا الإسلام"، مسؤوليتها عن مقتل 12 جنديًا في شمال إقليم ساحل، ومنذ ذلك الحين تزايدت الهجمات بشدة، وشملت المتشددين الأصوليين وجماعات القصاص الأهلية، إلى جانب المتطرفين الإسلاميين.

وكان هناك غضب دون عنف بدوافع متطرفة قبل عام 2018، في مركز تجارة الذهب الغني في الشرق، وفقًا للبيانات التي جمعها باحث بوركينا فاسو، ماهامودو سافادوغو، وقال: "أوقفت الحكومة أعمال التعدين للأشخاص واستخدمت أماكن الصيد التقليدية، وفي عامي 2016، و2017، لم تكن هجمات في الشرق كانت مجرد احتجاجات".

ولكن تغير الوضع فجأة، في بداية عام 2018، وبدأت الهجمات، وهرب المعلمون، وطرد الحراس من حديقة بارك الوطنية، وانتقل المسلحون، وزرعوا العبوات الناسفة في المناطق المحتلة.

ووقع الجزء الأكبر من الشرق، تحت قيادة العديد من القادة المحليين المتحالفين مع جماعة "أنصروا الإسلام"، والدولة الإسلامية في الساحل الكبير، وتنظيم القاعدة في مالي، يبدو أنه لا يوجد صراع بين الفصائل، فهم يستخدمون نفس الأساليب، مما يعني أن مدربيهم مشتركين.

ويتشدّد المسلحين في بارتيبوفو، تجاه أشياء بعينها دون أخرى، حيث قال أحد المواطنين: "في الساعة السادسة يجب على الجميع الذهاب إلى المسجد ثم العودة إلى المنزل"، واصفًا هذه الظروف بأنها مشابها لما يحدث في الرقة والموصل المنطقتين التي تسيطر عليهما داعش.

ووصلت حالة الطوارئ الإنسانية إلى معدل لم يسبق له مثيل، حيث يحتاج 1.2 مليون شخص للمساعدات، وقد هرب أكثر من 100 ألف شخص عبر البلاد، ومن قرروا البقاء يخشون القتل، ليس بالضرورة من قبل الجماعات المسلحة.

ووثقت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، في تقريرها الأخير، مقتل 40 شخصًا على يد الجماعات المسلحة الإسلامية في شمال إقليم الساحل منذ منتصف 2018، ولكن قوات الأمن في البلاد قتلت 3 أضعاف هذا العدد.

قد يهمك أيضا:

مقتل ثمانية أشخاص في هجوم مزدوج في شرق بوركينا فاسو

الملك سلمان يهنئ رئيس بوركينا فاسو بذكرى استقلال بلاده

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرق بوركينا فاسو يقع في يد المُسلحين المدعومين من المتطرفين الأفريقيين شرق بوركينا فاسو يقع في يد المُسلحين المدعومين من المتطرفين الأفريقيين



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
 لبنان اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية

GMT 21:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مايك تايسون في صورة جديدة بعد عودته لحلبة الملاكمة

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 تصرفات يقوم بها الأزواج تسبب الطلاق النفسي

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري

GMT 19:14 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد جدة يتفق على فسخ تعاقد الإيطالي فيليبي بالتراضي

GMT 22:26 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصارع يضرم النار بمنافسه على الحلبة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon