هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين
آخر تحديث GMT10:29:31
 لبنان اليوم -

هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين

ثورة الياسمين
تونس - كمال السليمي

قضى "محمد بوعزيزي" نحبه في ديسمبر/كانون الأول 2010، وهو البائع المتجول الذي تعرض للضرب على يد شرطية، والذي قام بإضرام النار في نفسه لما تعرض له على مدى سنوات من الفقروالاضطهاد، في بلدة "سيدي بوزيد", وبعدها اجتاحت تونس احتجاجات تنبذ الظلم الذي تعرضت له البلاد منذ 23 عاماً في حكم استبدادي تحت رئاسة "زين العابدين بن علي" .

وقد تبين أن الأحداث المهمة التي وقعت قبل سبع سنوات هي بداية الربيع العربي التي ستنتشر عبر المنطقة، وتسقط الديكتاتوريين وتعيد تشكيل البلدان، ولكنها تبدأ أيضاً بحلقة من الصراعات التي لا تزال قائمة حتى اليوم. وقد اتسمت هذه التظاهرات بمظاهرات عنيفة احترقت فيها المباني الحكومية ومراكز الشرطة والسيارات، وأوقفت الطرق، وقتل أحد المتظاهرين، وأصيب المئات، بمن فيهم 97 من أفراد قوات الأمن، وجرح نحو 800 شخص واعتقل الناس. ومع انتشار الجيش في الشوارع، زار الزعيم الحالي، "الباجي قائد السبسي"، الأحياء الفقيرة في تونس، ووعد بمعالجة المظالم. وفي يوم الأحد، وحضور مسيرة للاحتفال بيوم التحرير، وحضر حفل افتتاح نادي الشباب في الإتحاد، وهي ضاحية فقيرة.

ويبدو أن هناك اشتباكات متجددة مع قيام الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع ردا على الطوب والزجاجات التي ألقى بها حشد من الشبان الذين رفضوا تعهدات الحكومة بتحسين الظروف. وقال مهدي (22 عاما) الذي لم يسبق له أن عمل بشكل منتظم أن "نادي الشباب يمتلك معدات جديدة لامعة، لكن ذلك لن يجعله يحصل على فرصة عمل"، ولن نحصل على الغذاء مع ارتفاع الأسعار المتزايد، إنهم يعطونا وعود وكلمات جيدة، ولكن الكلمات لا تؤكل". وشهدت تونس بعض العنف المميت الذي جاء عندما تحول "الربيع العربي" إلى "شتاء عربي"، مع مذبحة الشاطئ في "سوسة" والهجوم على متحف "باردو" في العاصمة، الذي قام به الجهاديون، مما أسفر عن مقتل 60 شخصاً. وقد تشكلت حكومات وسقطت أُخرى، وأصبحت الحكومة الحالية هى التاسعة منذ "بن علي" .

ومع ذلك، ينظر الغرب إلى تونس على أنها الدولة الوحيدة التي انبثقت بعد الاضطرابات عن حكومة ديمقراطية ومجتمع مدني فعال. ومع ذلك، فإن تدهور الوضع سيكون مدعاة للقلق بالنسبة للمجتمع الدولي، مع بقاء ليبيا المجاورة، دولة مجزأة تحكمها الميليشيات، مع استمرار وجود "داعش" وقاعدة للمهربين الذين يأخذون اللاجئين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

وذكرت وزارة الداخلية في تونس أن 16 "متطرفا إسلاميا" كانوا من بين المعتقلين في الاحتجاجات. وتزعم أحزاب المعارضة أنه يجري قمع الاحتجاجات المشروعة. واتهم "ضحى بوسيتا" زعيم الجبهة الشعبية اليسارية الحكومة "باستنساخ أساليب نظام بن علي القمعي". ما يحاولون القيام به هو "ترويض" الحركات الشعبية".

ولقد أدت المشقة الاقتصادية والفساد إلى إثارة الغضب ضد نظام بن علي. ولكن الرغبة في التغيير السياسي كانت قوة دافعة رئيسية. ومن شأن الحرية والإصلاح أن يساعدا في حل مشاكل أخرى، وقد قيل من قبل الشباب والشابات المثاليين مرارا وتكرارا أثناء تغطية الأحداث في ذلك الوقت. غير أن المصاعب المالية لا تزال قائمة بالنسبة لجزء كبير من السكان. وترتفع الأسعار بنسبة 10 في المائة سنويا، ويبلغ معدل البطالة بين الخريجين الشباب 30 في المائة.

ولا تزال حالة الاقتصاد غير مستقرة. وقد حذر صندوق النقد الدولي، الذي أعطى تونس 2.2 مليار جنيه استرليني في عام 2015 لتجنب انهيار حاد، الشهر الماضي من ضرورة اتخاذ "إجراءات عاجلة" و"تدابير حاسمة" للحد من العجز. وقد أصبحت تدابير التقشف المقترحة ورفع الضرائب، بسبب جعل مجموعة من السلع من غاز الطهي، إلى القهوة والمكالمات الهاتفية والسيارات أكثر تكلفة، مصادر الاستياء الحالي.

ومنذ ذلك الحين ألغيت تحذير الحكومة البريطانية من السفر، وبعض السياح الغربيين البريطانيين وغيرهم من السياح الغربيين يعودون ببطء، ولكن الصناعة سوف تستغرق وقتا للتعافي. وقال "ناصر بلحان" الذي رأى أعمال سفره في تونس في الأشهر التالية لهجوم "سوسة ": "من المحزن أن ديون شركة أبي قد تراكمت اضطرت إلى الإغلاق. وقد عانى الكثير من الناس لأن تونس تعتمد على السياحة. وكان ينبغي للحكومة أن تستثمر في صناعات أخرى. وكان ينبغي أن يجتذب المستثمرون الأجانب، ولكنهم لم يفعلوا ذلك. وأضاف "أن الاحتجاجات الآن اكثر حول الوظائف والأسعار من السياسة". فالناس سئموا. ومن المؤكد أنه من مصلحة الأوروبيين الاستثمار في تونس، فانهم لا يريدون ان تبدأ الامور بالسوء مرة أخرى: كل ما عليهم فعله هو النظر إلى ليبيا".

وبالنسبة لأولئك الذين يشاركون في مسيرة الذكرى يوم الأحد، ومع ذلك، كانت هناك أشياء للاحتفال. وقال نادية مخلوف (30 عاما)، وهى مدرس وساعدت في تنظيم مسيرات ضد نظام بن علي، "إن الوضع ليس مثاليا، ولكن لدينا الآن الديمقراطية، ولدينا حريات لم تكن لدينا من قبل، ولا ينبغي أن ننسى ذلك". لكنها حذرت من أن "الحكومة يجب أن تكون حذرة، وسوف يكون هناك الكثير من المتاعب إذا لم تتحسن الأمور. فالناس يشعرون بخيبة أمل كبيرة ".

وجاءت خيبة الأمل في وقت مبكر لـ"سيدي بوزيد"، "مهد الثورة". بعد عام من الانتفاضة التونسية تجد الحرب الأهلية الليبية، وأن عائلة محمد بوعزيزي قد غادرت البلدة من بين الجيران، وقد هدمت لوحة لتكريم محمد كانت على الجدران مشيدا له كشهيد رسم وجهه عليها. وأطلق سراح مسؤول بلدية أساء معاملته من السجن، واسقطت جميع التهم الموجه له، فكان هناك القليل ليهتف في "سيدي بوزيد " في الذكرى السنوية للثورة. وقد تم إنشاء تمثال جديد لمحمد بوزازي ومشاريع حكومية مختلفة لخلق فرص العمل بعد أن أصبحت المدينة مشهورة لفترة وجيزة. ولكن السكان المحليين يدعون أن الكثير من ذلك لم يحصل و معدل البطالة بين الخريجين الشباب في تزايد .

وكانت هناك مسيرة من نحو 40 شخصاً يوم السبت الماضى. وصلت إلى تمثال الـ"بوعزيزي". وكانت هناك هتافات تدعو الحكومة إلى الاستقالة، ثم تفرق الناس و"لم تكن المسيرة كبيرة". وقال "فيذي اللجمي" الذي فشل في الحصول على وظيفة في الهندسة إن "سيدي بوزيد" تنسى من قبل من هم في السلطة في تونس، فهي بلد فقير وليست منطقة غنية فالجميع يعاني هنا ومازال الشعب التونسي يشعر بالغضب والاحتياج.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين



GMT 08:49 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

GMT 08:45 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"هدهد" حزب الله يبث صورًا جديدة لمواقع في إسرائيل

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل
 لبنان اليوم - غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل

GMT 09:43 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز في الكويت
 لبنان اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز في الكويت

GMT 13:59 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:41 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 09:34 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنظيم مكتب الدراسة وتزيينه في المنزل المعاصر

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 21:10 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

طنجة عروس شمال المغرب افضل وجهات شهر العسل لصيف 2021

GMT 21:45 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

ديكور أنيق يجمع بين البساطة والوظائفية

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع

GMT 09:06 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أفكار لتجديد حقيبة مكياجكِ وروتين العناية ببشرتكِ

GMT 04:50 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

أفضل وجهات شهر العسل بحسب شهور العام

GMT 13:22 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

مكياج خفيف وناعم للمناسبات في المنزل

GMT 11:27 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

تحضير بخاخ ماء الورد للعناية بالبشرة والشعر

GMT 09:15 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية تُسرّح جميع موظّفيها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon