تقرير دولي يبدي تخوفه من عودة المئات من تنظيم داعش إلى دولهم الأوروبية
آخر تحديث GMT18:19:39
 لبنان اليوم -

تقرير دولي يبدي تخوفه من عودة المئات من تنظيم "داعش" إلى دولهم الأوروبية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تقرير دولي يبدي تخوفه من عودة المئات من تنظيم "داعش" إلى دولهم الأوروبية

مقاتلو تنظيم "داعش"
واشنطن ـ يوسف مكي

ماذا سيحمل مقاتلو تنظيم "داعش" العائدون من سورية والعراق الى أوروبا؟ سؤال ما زال يؤرق الغرب، خاصة مع إعلان تقارير كثيرة حذرت من عودتهم، كان آخرها تقرير "مركز صوفان" الاستشاري للشؤون الأمنية ومقره واشنطن، الذي أبدى تخوفه من عودة المئات من التنظيم إلى دولهم الأوروبية، فيما حذر خبراء ومحللون، من أن الغرب يواجه مأزقا خطيرا الآن بعودتهم، مؤكدين لـ"الشرق الأوسط"، أن العائد من "داعش" الى دولته، إما كره التجربة ويريد أن يتركها وهذا يمكن إدماجه في المجتمعات، وإما أن يتحول الى "خلايا نائمة" ينتظر أي تعليمات للقيام بعمليات جديدة.

وتكبد التنظيم الإرهابي الأكثر دموية، خلال الأشهر الماضية، خسائر يومية بسبب هجمات التحالف الدولي، أضحت تُهدد دولة "الخلافة المزعومة" التي أعلن عنها عام 2014. وقال مراقبون إن "داعش" كان يسيطر على مناطق في سورية والعراق تُعادل مساحة إيطاليا عام 2014. وفقد نحو 85 في المائة منها أمام القوات المدعومة من روسيا والولايات المتحدة.

ويشار إلى أن التنظيم منذ ظهوره في 2014 استهدف تجنيد أكبر عدد ممكن من الأوروبيين لأهداف استراتيجية، مستغلاً في ذلك حالة التخبط التي يعانيها الشباب هناك، نظراً لغياب الوعي الديني الصحيح... وبالفعل ارتفع أعداد المنضمين للتنظيم من الدول الأوروبية خلال عامي 2014 و2015 ارتفاعاً ملحوظاً وخاصة من فرنسا وروسيا وألمانيا.

وقال تقرير مركز "صوفان" إنه حتى الآن عاد ما لا يقل عن المئات من الدول الأوروبية فقط، ما يشكل تحدياً هائلاً للأمن، ولعمل أجهزة الأمن هناك. وأوضح التقرير أن أكثر من 40 ألف أجنبي انضموا إلى "داعش" قبل وبعد إعلان تشكيل نواته الأولى في يونيو/حزيران 2014... وأن بعضهم سيبقى متمسكاً بشكل من أشكال الجهاد العنيف الذي يدعو إليه تنظيما "داعش" و"القاعدة".

وسلط التقرير الضوء على مشاكل النساء والأطفال الذين التحقوا بتنظيم "داعش". وأشار كذلك إلى سياسة الحكومات الأوروبية مع العائدين إلى ديارهم. وأفاد تقرير المركز بأنه من غير المتوقع، أن تتلاشى قريباً ظاهرة المقاتلين، وانضمامهم إلى ما بقي من تنظيم داعش أو إلى مجموعات أخرى مشابهة قد تظهر لاحقاً. وأشار التقرير إلى أن روسيا أرسلت أكبر عدد من المتطرفين الأوروبيين إلى "داعش" في سورية والعراق (3417)، تليها فرنسا (1910)، وألمانيا (900)، وبريطانيا (425)، والسويد (267)، وإسبانيا (204)، وإيطاليا (110).

ويشار إلى أن داعش يقوم بتنفيذ مخطط خطير لمواجهة هروب مقاتليه الأجانب وعودتهم إلى دولهم، وذلك عن طريق الاعتماد على الأطفال والأرامل للقيام بمهام مقاتليه في القتل والتفجير. وقال الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق في جماعة "الجهاد" في مصر، إن العائدين من مقاتلي "داعش" لدولهم ينقسمون إلى نوعين، الأول كره التجربة ويريد أن يتركها، وهذا يمكن دمجه في المجتمع، حال عرض نفسه على المجتمع، واعترافه بفشل التجربة، شريطة أن يخرج في الإعلام لينصح الشباب في الدول الغربية بعدم الانضمام للتنظيم ويفند أكاذيبه التي يروج لها.

وأضاف الشيخ نعيم: أما النوع الثاني من العائدين فلا يمكن إدماجه في المجتمعات، لأنه يحمل أفكارا تعتبر هذه المجتمعات –كافرة على حد وصفهم– ولا بد من إيصال الإيذاء لهذه الدول، لأنها طاعة وتقرب إلى الله من وجهة نظره وهم الأغلبية، لافتاً إلى أن هؤلاء سوف يتحولون لخلايا نائمة مُجرد ما يأتي لهم تعليمات من التنظيم الأم، وسوف يقومون بسرعة بتنفيذ العمليات حال توفر الدعم المادي لها.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أكدت تحقيقات وتقارير أوروبية أن "داعش" اعتمد خطة لإعادة المقاتلين الأجانب إلى أوروبا منذ بضعة أشهر، بعد توقيعهم على استمارات خاصة تتضمن عزمهم على تنفيذ عمليات في أوروبا... وهو ما عده مراقبون بمثابة القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي وقت وفي أي مكان بالعالم.

من جهته، قال اللواء محمد قدري الخبير الأمني والاستراتيجي، إن "داعش" سوف يعتمد على استراتيجية النكاية والإنهاك التي ينفذها العائدون، وتسبب خسائر فادحة للدول التي تتعرض لها، خاصة مع صعوبة تحديد هوية العناصر المقاتلة، وأماكن اختفائهم والأماكن المستهدفة بالعمليات الإرهابية، وهو ما يسبب وقوع الكثير من العمليات الإرهابية التي تهز كيان الدول وتضرب استقرارها وتهدد مواردها الاقتصادية، لافتاً إلى أن "داعش" سوف يسعى إلى تكوين خلايا نائمة أو ذئاب منفردة - وفق مصطلحات التنظيم – مما يحتم على دول الغرب أن تغير من استراتيجيتها من المواجهة العسكرية المباشرة، إلى مواجهة "الخلايا النائمة" التي قد تنتشر على مساحات واسعة وتقوم بعمليات إرهابية نوعية بشكل لا مركزي، ثم ما تلبث أن تعود للخفاء مرة أخرى لتتوارى عن الأنظار والملاحقة الأمنية.

ورجح قدري أن يكون سبب عودة مقاتلي "داعش" الى دولهم هو المُساعدة في تجنيد مُوالين جُدد للتنظيم في أوروبا، وإقناعهم للقيام بأعمال متطرفة عقب هزائم التنظيم، مضيفاً أنه حال تضييق الدول على هذه العناصر الداعشية، ستنحصر مُهمتهم في تجنيد الشباب والفتيات والعناصر الجديدة، من أجل ضمان مورد دائم لتجنيد مقاتلين جُدد لصفوف التنظيم بعيدا عن مُراقبة سلطات هذه الدول.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير دولي يبدي تخوفه من عودة المئات من تنظيم داعش إلى دولهم الأوروبية تقرير دولي يبدي تخوفه من عودة المئات من تنظيم داعش إلى دولهم الأوروبية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon