كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتغلب على أزمة المياه
آخر تحديث GMT10:29:31
 لبنان اليوم -

كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتغلب على أزمة المياه

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتغلب على أزمة المياه

أزمة المياه
كيب تاون - عادل سلامة

عندما تسير عبر كرمة العنب من وادي "فرانشويك" بالقرب من "كيب تاون" نحو ضفاف نهر "سونديرند" في ديسمبر/كانون الأول 2017، و تتذكر أنه في أواخر السبعينات، كان الممر المائي ضاربًا لإنشاء أكبر خزان في "كيب الغربية" في جنوب أفريقيا، خلف الجدران السميكة لسد "ثيواترسكلوف" الذي له القدرة على الاحتفاظ بـ 480 مليون متر مكعب من المياه، أي ما يقرب من نصف إمدادات المياه في "كيب تاون" والأن عندما تصل إلى هناك، ستجد معظمه غبارًا.

كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتغلب على أزمة المياه

وكانت المدينة تعاني من الجفاف في عام 2015. وقد تضاعف عدد سكانها تقريبا منذ عام 1995، من 2.4 مليون إلى 4.3 مليون نسمة، مما يضغط على نظام المياه في المناطق الحضرية. وفي نهاية موسم الجفاف في العام الماضي، كانت المياه خلف سد "ثيواترسكلوف" أقل من 13٪ . وتقول الحكومة المحلية إن الحنفيات ستتوقف في 11 مايو/أيار رسميًا. وعند هذه النقطة، لن يتمكن الناس سوى من الحصول على بدل يومي قدره "25 لترا" من 149 نقطة في جميع أنحاء المدينة، وسيوزعهم الشرطة والجيش. لكن الخبراء يعتقدون أن هذه أزمة يمكن أن تواجه بسهولة في مناطق حضرية رئيسية أخرى ذات خصائص سكانية ومناخية مماثلة لـ "كيب تاون".

 ففي أستراليا مثلاً عندما حدث الجفاف في الألفية والذي جرف البلاد من الماء، كان هناك مدن مثل ملبورن بعيده تمامًا عن نفاد المياه وتتوافر بها بكميات تكفي الجميع. وقد وضعت هذه التجربة البلاد في طليعة البحوث متعددة التخصصات في مجال الأمن المائي. ويتوقع الخبراء في الخارج أن تكون أستراليا واحدة من أولى الدول المتقدمة التي تتعرض بالفعل لتغير المناخ من حيث الجفاف .

 وأشارت أبحاث جامعة "ملبورن" الخاصة في نماذج السيناريوهات المستقبلية حول الأمن الغذائي وانبعاثات الغازات الدفيئة إلى توصية رئيسية واحدة هي التحول بالجملة من الوقود الحفري إلى مصادر الطاقة المتجددة في توليد الطاقة. وتشكل الزراعة أكبر مستخدم للمياه في معظم البلدان . ولكن الكمية المستخدمة في إنتاج الطاقة من المتوقع أن تقفز إلى مستويات مماثلة ! . فإذا تحولت إلى توليد الطاقة المتجددة بنسبة 100٪، في المستقبل يمكننا توفير نفس الكمية من المياه التي تستخدم حاليا في الزراعة . ومع ذلك فإن أي تدخل في الأمن المائي يأتي بتكلفة، مع تغير المناخ تضخيم كل من الفيضانات والجفاف ، ويزداد خطر حدوثها أيضاً .

 وقال البروفسور "أندرو ويسترن" هو جزء من مجموعة دراسة الموارد المائية في قسم هندسة البنية التحتية بجامعة ملبورن. إنه تم تشغيل نظام المحاكاة لمساعدة سلطات المدينة لمواجهة ذلك اليوم دون إفلاس في المياه. وأوضح أن الخزانات وحدها لن تكفي للمدن ذات المناخ المتغير مثل تلك الموجودة في أستراليا أو جنوب أفريقيا. وتحتاج إلى تنوع إمدادات المياه للحصول على الأمن، ففي ذروة الجفاف في الألفية، بنت ملبورن محطة لتحلية المياه وخط أنابيب لتحويل المياه من نهر غولبرن في الشمال الريفي . كلاهما كان مكلفا - تكلفة المصنع 3.1 مليار دولار – وكان ذلك مثيرًا للجدل سياسيا. ولكن المجتمع لديه الآن القدرة على توفير أكثر من نصف احتياجات المياه في ملبورن.

وباستخدام مستويات الخزانات كمؤشر رئيسي، سيساعد عمل المدن على معرفة متى تبدأ في استخدام مثل هذه التدخلات التكنولوجية وما هي التكاليف المرتبطة بها من رأس المال والتشغيل . والهدف من ذلك هو مساعدة السلطات على تجنب القرارات المفزعة والمكلفة . فمن المفيد إنفاق المال لوضع خطط جيدة حقا قبل ظهور الأزمات. اما مع كيب تاون فمن المرجح انها سقطت فريسة للجفاف، إذا لم تبدأ الدولة الأن من الاستفادة من تجارب سابقيها .

 وتكرير المياه ليس سهلا فمياه الشرب الأقل نظافة تعني أن الناس سيلجؤون إلى استخدام نوعية أقل، مع كل ما يصاحب ذلك من مخاطر صحية. لا يزال هناك في أماكن متفرقة أكثر من 2200 طفل يموتون كل يوم لأنهم لا يستطيعون الحصول على مياه ذات نوعية جيدة . ولكن من غير المحتمل أن تثير ندرة المياه الحرب، فهناك أكثر من عشرات المعاهدات المتعلقة بالمياه المشتركة والأنهار الدولية في العالم. و الحافز على الصراع منخفض جدا، والحوافز على التعاون مرتفعة جدا لإعداد استراتيجيات تناسب الجميع .

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتغلب على أزمة المياه كيب تاون تتجه إلى الطاقة المتجددة للتغلب على أزمة المياه



GMT 08:49 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

GMT 08:45 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"هدهد" حزب الله يبث صورًا جديدة لمواقع في إسرائيل

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل
 لبنان اليوم - غارات اسرائيلية على جنوب لبنان وصواريخ تطلق نحو الجليل

GMT 09:43 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز في الكويت
 لبنان اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز في الكويت

GMT 13:59 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:41 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 09:34 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنظيم مكتب الدراسة وتزيينه في المنزل المعاصر

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 21:10 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

طنجة عروس شمال المغرب افضل وجهات شهر العسل لصيف 2021

GMT 21:45 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

ديكور أنيق يجمع بين البساطة والوظائفية

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع

GMT 09:06 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أفكار لتجديد حقيبة مكياجكِ وروتين العناية ببشرتكِ

GMT 04:50 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

أفضل وجهات شهر العسل بحسب شهور العام

GMT 13:22 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

مكياج خفيف وناعم للمناسبات في المنزل

GMT 11:27 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

تحضير بخاخ ماء الورد للعناية بالبشرة والشعر

GMT 09:15 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية تُسرّح جميع موظّفيها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon